عصر العلم

مسبار الأمل إلى المريخ.. لماذا؟

فرخندة حسن
فرخندة حسن

بقلم/ فرخندة حسن

أطلقت دولة الإمارات الشقيقة «مسبار الأمل» إلى كوكب المريخ وهى المحاولة الأولى لدولة عربية تشكل القدرة على مشاركة فعالة فى الجهود العالمية فى مجال بحوث الفضاء الحديثة. والسؤال الآن لماذا كوكب المريخ بالذات وهناك تسعة كواكب تدور حول الشمس؟ ولماذا أصبح المريخ ومنذ حوالى مائتى عام أكثر كواكب المجموعة الشمسية جاذبية لسكان كوكب الأرض؟ يرجع ذلك إلى المشاهدات العديدة التى تمت وتشير إلى أنه أكثر الكواكب شبها لكوكب الأرض فى كثير من الصفات وأن هذا التشابه قد يهيىء الظروف لاحتمال ازدهار الحياة كما ازدهرت على الأرض، كما يتصور بعض العلماء.

يبعد المريخ حوالى ٢٢٧ مليون كيلو متر عن الشمس وكتلته أصغر من الأرض وتقدر بحوالى عُشر (١/١٠) كتلة الأرض ويقطع دورته حول الشمس فى حوالى ٦٨٧ يوماً «بحساب يوم الأرض الشمسى» أى أن طول السنة على كوكب المريخ أقل قليلاً من ضعف طولها على الأرض (٣٦٥ يوماً). ودورته حول نفسه أى طول اليوم على المريخ مساو تقريباً لطول اليوم الأرضى. وأن زاوية ميل مدار المريخ تساوى أيضا تقريبا زاوية ميل مدار الأرض على مدار البروج أى مسار الشمس السنوى بين النجوم. وهذه الزاوية هى التى تدل على إحداث الفضول، وعلى هذا فهناك أربعة فصول على كوكب المريخ مثل فصول الأرض إلا أن طول الفصول على المريخ يختلف فطول الفصل ستة أشهر.

يتغير موقع المريخ بالنسبة للأرض أثناء دورانه حول الشمس إلا أن المريخ يكون فى وضع يعرف بوضع «الانعكاس» وهو الوضع الذى يتيح رؤية الكوكب وهو يعكس ضوء الشمس، فى سماء الأرض. تحدث هذه الظاهرة كل ٢٦ شهراً شمسياً»، ولذلك أشار العلماء إلى أن الوقت الذى يكون فيه المريخ فى وضع الانعكاس هو الوقت المناسب لإرسال مركبات الفضاء. ومنذ حوالى مائة عام وفى وقت من أوقات الانعكاس أعلن چيوڤانى سكابار ميللى اكتشاف خطوط طويلة مستقيمة على سطح المريخ ووصفها بالقنوات.

تأكد العلماء من وجود القنوات فى وقت الانعكاس التالى بعد ٢٦ شهراً وأشاروا إلى أنها قنوات صناعية وليست طبيعية فالقنوات الطبيعية لا تأخذ الشكل المستقيم لمسافات طويلة تتعرج بحسب تراكيب الصخور، مثل نهر النيل وباقى الأنهار على سطح الأرض. كان هذا الاكتشاف موضوع الساعة فى وقتها وبدأت مرة أخرى المناقشات حول ما إذا كان هناك سكان على المريخ فى وقت ما؟ وبدأت الأسئلة مرة أخرى هل الشبه فى كثير من الصفات بين المريخ والأرض يسمح بتواصل الحياة عليه؟ وهل صور الحياة على المريخ إذا حدث وكان هناك حياة أو سيكون فى المستقبل، مثل صور الحياة على الأرض؟ وهل ممكن أن يهاجر الإنسان إلى هذا الكوكب؟ وهل يسمح تركيب ومكونات الغلاف الجوى الرقيق الذى يغلف كوكب المريخ والذى هو فى الغالب ثانى أكسيد الكربون هل سيسمح للحياة بالازدهار ولو كانت صورها تختلف عما نعرفه على الأرض، كل هذه أسئلة لا إجابة لها الآن، إلا أن معلوماتنا حتما ستزداد وضوحاً برسائل «مسبار الأمل» الإماراتى التى سيوافينا بها أثناء رحلته التى نتمنى لها النجاح.