يحدث فى مصر الآن..

عودة عيد العلم

يوسف القعيد
يوسف القعيد

هذا آخر عام تتم فيه امتحانات الثانوية العامة بالنظام القديم. سيبدأ الحلم الجديد من العام القادم. ستكون لدينا ثانوية عامة جديدة. وهذا حدث تعليمى مهم للثانوية العامة. ربما تتفوق فى أهميتها الاجتماعية وإحساس المجتمع بها والتحفز لدخولها أكثر حتى من المؤهل العالى.
فى اليوم الذى أعلن الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم نتيجة ثانوية هذا العام. قرأنا منحة الرئيس عبد الفتاح السيسى لطلاب الثانوية العامة. والرئيس السيسى لا يكُف عن أن يقدم لكل فئات المجتمع ما يجعل من مصر - مرة أخرى - وطناً للسعادة المشتركة. نبنيه بالعلم.
وجه الرئيس بتخصيص 100 منحة دراسية مجانية لأوائل شهادات الثانوية العامة. ولم ينس أوائل شهادات الثانوية الفنية وضمهم لهديته الكبيرة. تُمكِّن المائة طالب من الإلتحاق والدراسة بالجامعات الأهلية والتكنولوجية الجديدة. وذلك فى العام الدراسى المقبل.
على أن يتحمل صندوق تحيا مصر - وهو أحد أحلام الرئيس الكثيرة والتى تملأ الحياة من حولنا - تمويل تكاليف تلك المنح. أكثر من هذا وجه الرئيس باعتماد عدد من المشروعات الخاصة بمنظومة التعليم الجامعى التى ستتكلف 30 مليار جنيه. بما فيها إنشاء جامعات أهلية جديدة فى مختلف المحافظات. ولا تستأثر بها القاهرة والإسكندرية كما كنا نفعل من قبل.
وصياغة المنظومة الجامعية على نحو يعظم الاستفادة العلمية والأكاديمية بهدف زيادة أعداد الطلاب والخريجين الجدد من التخصصات المتميزة الحديثة. وكذلك سرعة الإنتهاء من المرحلة الثانية من الجامعات التكنولوجية. فالتكنولوجيا لم تعد شعاراً نرفعه. ولكنها إجراءات فى الواقع تتحقق.
وسنرى آثارها ليس فى شكل حياتنا فقط. ولكن فى طريقة تناولنا للأمور وتفكيرنا. إن العقل المصرى ينتقل بهذه الإجراءات من مرحلة لأخرى. والخيال الخارج من رحم مصر سيملأ الكثير من مناحى حياتنا.
الجامعات التكنولوجية الجديدة فى مرحلتها الثانية ستتركز فى أسيوط الجديدة، وطيبة، والسادس من أكتوبر، وبرج العرب، وشرق بورسعيد. وستركز على دراسة التخصصات ذات الصلة بالأنشطة الصناعية التى تتميز بها تلك المناطق. كما وجه الرئيس فى اجتماعه مع رئيس الوزراء، ووزير التعليم العالى، ووزير الإتصالات، ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
إن العمل العام يتم الآن بشكل تكاملى. وأى حلم يساهم أكثر من وزارة أو هيئة فى تحقيقه وجعله جزءاً من واقعنا الجديد. هذا يدفعنى لأن أكتب أنه ابتداء من العام القادم والذى ستجرى فيه الثانوية العامة على أساس جديد تمت دراسته بعناية عبر فترة طويلة. لماذا لا يتواكب هذا الحدث مع حلم أتمنى تحقيقه واستعادته مرة أخرى من تاريخنا القريب؟.
كنا نحتفل بعيد العلم. ويكرم الرئيس أوائل الخريجين فى الدراسة الجامعية والدراسة الثانوية. حيث يرتدون الأوشحة ويحصلون من الرئيس على الشهادات والأوسمة والميداليات التى تصبح زاداً وزواداً فى مستقبل حياتهم مهما حققوه بعد ذلك. إنها الشهادة الدراسية ستتعدى الدراسة سواء فى المدارس أو الجامعات لتصبح ركيزة فى بناء إنسان مصرى جديد نحن فى أمس الحاجة إليه لكى نكون جزءاً من العصر الجديد. والذى أصبحت مصر على أبواب أن تصبح جزءاً أصيلاً وجوهرياً منه.
أكبر من المناسبة أكتب أن المستقبل المصرى يبدأ هنا والآن.