عاجل جدا

اللقاح ليس نهاية الكابوس

غادة زين العابدين
غادة زين العابدين

هذا الكلام ليس نظرة تشاؤمية، لكنها حقائق يجب إدراكها حتى لا نبالغ فى تفاؤلنا، فالجميع ينتظر لقاح كورونا ويعلق عليه آمالا كبيرة فى نهاية كابوس الفيروس القاتل، لكن الحقيقة أن ظهور اللقاح هو «البداية وليس النهاية» على حد تعبير منظمة الصحة العالمية نفسها.
فاللقاح لن يكون عصا سحرية، ولا يوجد ما يضمن أن يكون فعالا لجميع الأشخاص وجميع الفئات العمرية، وهو ما يعنى إمكانية إصابة بعض الأشخاص رغم أخذ اللقاح، وفى بعض أنواع اللقاحات قد يتطلب الأمر الحصول على جرعتين تفصلهما فترة من الزمن،وهذا يعنى أن اللقاح لن يقدم الحماية الفورية كما يتوقع الكثيرون، وقد تكون المناعة المترتبة على اللقاح محدودة زمنيا أو جزئية مما يضطر الناس إلى إعادة التلقيح، وكل ذلك يعنى أننا سنكون مطالبين بالالتزام بالتباعد والكمامات وغيرها،حتى بعد أخذ اللقاح.
هذا هو كلام المنظمة، أما خبراء الصحة فيضيفون مخاوف أخرى، أهمها مخاوفهم من عدم وجود فرص متساوية لدى جميع الدول فى الحصول على اللقاح، حيث لا توجد حتى الآن قواعد دولية للتوزيع العادل، وقد يعنى ذلك أن يصبح اللقاح متوفرا فقط لدى الدول التى تستطيع أن «تدفع جيدا» مثل غرب أوروبا وكندا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية، بينما تجد باقى دول العالم نفسها على قوائم الانتظار.
وبالفعل فإن الحقائق تؤكد أن الدول الغنية حجزت حتى الآن أكثر من مليار جرعة من اللقاحات، ورغم أن هناك آراء تتوقع أن يكون اللقاح متاحا للجميع بسعر مناسب، إلا أن الطلب المرتفع من العالم كله، قد يكون عائقا كبيرا أمام توفيره لعدد سكان العالم الذى يقارب 7.8 مليار نسمة، حيث من المتوقع ألا تستطيع شركات الدواء الوصول بحجم إنتاجها إلى الكميات التى تغطى العالم كله قبل عام أو أكثر، وهو ما يعنى وجود أولويات فى التوزيع قد يتم حسمها لصالح الدول الغنية.
كل هذه الحقائق، يجب أن تجعلنا ننظر للأمور بنظرة واقعية، وألا نتهاون مع الأمر كما بدأ يحدث الآن فى الشوارع والأماكن المغلقة، فالخطر قائم، وطبقا للعلماء فهناك موجات أخرى للفيروس قد تكون أشد وأخطر، ولابد من استمرار الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية من تباعد اجتماعى وغسيل للأيدى وارتداء للكمامات، فهى الحل الأمثل، و«الأرخص».

 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي