ليس هناك ما يقال عما يتردد عن أسباب كارثة سقوط الطائرة المصرية القادمة من مطار شارل ديجول في باريس سوي أن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله.. هذا السيناريو يقودنا إلي الاجراءات العقابية التي تعرضنا لها بعد حادثة سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء. تم ذلك بناء علي التسليم بأن الطائرة تعرضت لعمل إرهابي مصدره الانفلات الامني في مطار شرم الشيخ رغم أن التحقيقات لم تنته بعد.
حول هذا الشأن فإنه وإذا كان هذا الاتهام صحيحا فالشيء المؤكد أن نفس ملابسات ما حدث هو نفسه الذي تكرر بالنسبة للطائرة المصرية بعد مغادرتها لمطار شارل ديجول الفرنسي. ليس من تفسير للتشابه بين الواقعتين سوي أنه وفي ظل ما يسود العالم من نزعات ارهابية همجية لم يعد هناك شك في أنه لا توجد هناك دولة ولا منشأة من منشآتها في منجاة من هذا الخطر. في هذا الإطار فإنه ليس عدلاً ان يستمر تعامل دول العالم مع هذا الامر بازدواجية المعايير والنفاق والرياء وعلي اساس خيار وفقوس.. ما أقوله ليس سوي تساؤل عما اذا كان سيتم تطبيق نفس العقوبات التي كانت من نصيب مصر بعد حادثة طائرة شرم الشيخ.. علي فرنسا انطلاقا من مسئوليتها عن تأمين طائرة باريس المنكوبة.. كما هو معروف فقد أسرعت كل من بريطانيا وروسيا بمنع سفر سياحهما إلي مصر في أعقاب هذا الحادث. ان كل ما أسعي اليه هو أن يتفهم العالم ما يمثله الارهاب من خطورة علي امنه واستقراره. لابد من تضافر جهود كل الدول من اجل التصدي لظاهرة الارهاب والقضاء عليه لصالح الانسانية وأن يتم التعامل مع هذه القضية لصالح تحقيق هذا الهدف.
كل التحليلات فيما يتعلق بحادث الطائرة المصرية التي سقطت وتحطمت فوق البحر المتوسط بعد إقلاعها من مطار باريس ترجح بنسبة كبيرة ان يكون وراءها عمل ارهابي. علي هذا الاساس وباعتبار أن فرنسا كانت هدفاً للعديد من هذه الممارسات الارهابية فان فرضية وقوع الطائرة نتيجة عمل ارهابي جعلتها تفتح تحقيقات واسعة حول الاجراءات والخطوات التي صاحبت عملية استقبال ورحيل الطائرة المصرية من مطار شارل ديجول.
في نفس الوقت وادراكاً لخطورة وجود فرضية وقوع الحادث جراء تدبير ارهابي أقدم العديد من مطارات العالم إلي إعلان حالة الطوارئ تحسبا لامكانية التعرض لعمليات مشابهة. يأتي ذلك ايمانا بأن الارهاب لا دين ولا وطن ولا صديق له. معالجة هذا الخطر من الجذور تحتم إتخاذ موقف دولي حاسم من الدول والجهات التي تتبني وتمول هذا الارهاب.
وسط الاحزان والالام التي نعيشها ويعيشها اهالي ضحايا الطائرة المصرية وعلي ضوء ما جري ويجري فيما يتعلق بملابسات هذا الحادث الاليم.. فإن علي هذا العالم الذي تقوم سياسات بعض دوله علي العنصرية والتفرقة والجحود ان يعترف بالظلم الفادح الذي وقع علينا بعد حادث طائرة شرم الشيخ . قد يكون لديناسلبيات في إجراءاتنا الامنية ادت لما تعرضت له الطائرة الروسية كما قيل.. ولكن ما يجب الاعتراف به وعلي ضوء حادثة طائرة باريس ان هذه السلبيات موجودة في أي مكان في العالم حتي ولو كان مطار شارل ديجول الفرنسي.
نعم إننا تعرضنا لظلم هائل محوره سوء التقدير والقصور سواء من جانبنا أو من جانب التعامل الدولي القائم علي عدم المساواة في المعاملة. الغريب ان نكون ضحايا لهذا التعامل الظالم الذي يشتم منه رائحة التآمر من جانب دول تدعي العدالة والحضارة وأعني دولة مثل بريطانيا التي كانت وراء مبادرة التجني علينا.