بدون تردد

مفاوضات السد!! «١/٢»

محمد بركات
محمد بركات

أحسب أن الوقت قد حان الآن للقول والتأكيد على أنه لا محل ولا موجب للاقتراح النزق والمندفع الذى يصر البعض على طرحه وتكراره والإلحاح عليه، بحسن النية أحيانا وبفرط الحماس والانفعال الزائد أحيانا أخرى، فى كل وقت خاصة مع بداية كل جولة جديدة للمفاوضات الماراثونية حول السد الاثيوبى، يتم الإعلان عن استئنافها وانعقادها.
فقد اعتدنا مع بداية كل جولات المفاوضات، التى عقدت على طول الأسابيع والشهور والسنوات الماضية، ببعض الأصوات العالية تندفع بالتساؤل عما ستفعله مصر فى حال استمرار الفشل فى التوصل إلى اتفاق شامل وعادل للقواعد المنظمة لملء وعمل السد الاثيوبى، يحقق مصالح الدول الثلاث ويحفظ حقوق مصر والسودان المشروعة والتاريخية فى مياه النيل.
وفى كل مرة لا ينتظر هؤلاء إجابة عن تساؤلهم المشروع، لكنهم يسارعون بتقديم اقتراحهم الذى يمثل من وجهة نظرهم حلا سحريا ووحيدا للمشكلة القائمة،..، فإذا بهم يؤكدون أن الحل هو فى اللجوء إلى الخيار العسكرى.
ومع احترامى الكامل لحسن النية لدى بعض هؤلاء وتقديرى البالغ للانفعال والحماس الزائد لدى البعض الآخر، فإن هناك حقيقة مهمة بل بالغة الأهمية يجب ألا تغيب عنهم على الاطلاق.
هذه الحقيقة تمثل العقيدة الثابتة لمصر والمبدأ الحاكم لتوجهاتها وأدائها على الساحتين الاقليمية والدولية، تجاه كل القضايا والأزمات، وهى الالتزام التام بالشرعية الدولية وقواعد وأسس القانون الدولى، مع عدم التفريط فى الحقوق المشروعة لمصر وعدم المساس بأمنها القومى.
من هنا.. كان ولا يزال السعى المصرى، هو الوصول للاتفاق العادل والمتوازن من خلال المفاوضات، وهو ما يتطلب تعهد جميع الأطراف بالسعى لاتفاق عن طريق المفاوضات، وفى اطار الحفاظ على مصالح الدول الثلاث وعدم اتخاذ أى اجراءات أحادية، بما فى ذلك عدم اللجوء للملء الأحادى للسد قبل الوصول لاتفاق نهائى قانونى ملزم للجميع.
«وللحديث بقية»