التاريخ يُعيد نفسه من تكساس لبيروت والفاعل «نترات الأمونيوم»

انفجارات بيروت
انفجارات بيروت

ضحايا بالآلاف ما بين مصاب وجريح.. انفجارات كأنه مفاعل نووي مشاهد دموية وأشلاء على الطرق .. انفجار يدمي القلوب من مشارق الأرض لمغاربها.. والسبب مادة «نترات الأمونيوم».

«نترات الأمونيوم» مادة تترك ورائها كارثة أينما تكون؛ فبالأمس جعلت بيروت «ست الدنيا» كما وصفها الشاعر نزار قباني مدينة «منكوبة» بها آلاف الأسر المشردة وعشرات المنازل المهدومة.

لم تكن المرة الأولى التي تتسبب «نترات الأمونيوم» في كارثة إنسانية تحصد أرواح المئات من البشر، فكأن عقارب الساعة تعود للوراء ليعيد التاريخ نفسه من جديد؛ وكلمة السر هي «نترات الأمونيوم والإهمال».

فمنذ 73 عاماً شهدت ولاية تكساس الأمريكية الفاجعة الأكبر في تاريخها، وبدأ القصة عندما رمي شخص بكل إهمال سيجارة على متن سفينة Grandcamp لينفجر على الفور مرفأ تكساس.

وبدأت الكارثة بنشوب الحريق في سفينة Grandcamp التي كانت تحتوي على 2300 طن من «نترات الأمونيوم»، فبعدما رست السفينة في ميناء تكساس بساعة واحد فقط لاحظ انبعاث دخان ونار من عنبر الشحن فحاول العمال إطفائه بمساعدة رجال الإطفاء بعد استدعائهم إلّا أن الحريق لم يلبث طويلا حتى وصل إلى داخل مخزن نترات الأمونيوم في تمام الساعة 9 و12 دقيقة، مما سبب انفجارها.

لتبدأ بعد ذلك «نترات الأمونيوم» في كوارثها .. وينتشر الحريق في السفن القريبة من سفينة  Grandcamp، ثم يتبعها انفجارات ضخمة في المواد المحملة بخزانات تخزين النفط ومشتقاته، ثم سلسلة انفجارات آخرى متتالية في الميناء وما حوله من أبنية ومصانع، كما أدى الانفجار لتحطم طائرتين في السماء.
 


ويعد انفجار تكساس أحد الإنفجارات الكارثية التي شهدها العالم بخلاف الانفجارات النووية، والحادث الصناعي الأسوء في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، لما خلفه من ضحايا فكارثة تكساس راح ضحيتها أكثر من 600 شخص، و ما يقرب من 3500 مصاب، لتتناثر الجثث على طرقات مدينة جالفستون، وتكساس على بعد 16 كيلو متراً بمحيط الانفجار.

وعلى الرغم أن السلطات اللبنانية أكدت أنها لم تستبق التحقيقات بشأن التفجيرات التي شهدتها العاصمة بيروت مساء الثلاثاء 4 أغسطس في مرفأ بيروت، لكن مصدر أمني رفيع المستوى في لبنان أعلن أن السبب وراء الكارثة آلاف الأطنان من مادة «نترات الأمونيوم» شديدة الانفجار، كانت مخزنة في أحد مستودعات المرفأ.

ومن جانبه أعلن رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب أن 2750 طناً من مادة «نترات الأمونيوم»، كانت في مستودع بمرفأ بيروت.

وتسببت انفجار مرفأ بيروت الذي وصفه محافظ العاصمة المنكوبة بأنه أشبه بـ«هيروشيما وناغازاكي» في سقوط ما يقرب من 87 قتيلاً، وأكثر من 3700 مصاب.

و قريبا ستنهض بيروت مجدداً وتقف من جديد وتتخطى الأزمة، فكما قال لها الشاعر نزار قباني في قصيدة « بيروت يا ست الدنيا يا بيروت»
قومي من تحتِ الموجِ الأزرقِ، يا عِشتارْ
قومي كقصيدةِ وردٍ .. أو قومي كقصيدةِ نارْ
لا يوجدُ قبلكِ شيءٌ.. بعدكِ شيءٌ.. مثلكِ شيءٌ..