«الحلقة العاشرة»

جمال حسين يكشف أسرارًا من دفتر أحوال ثورة 30 يونيو.

الكاتب الصحفي جمال حسين
الكاتب الصحفي جمال حسين

 

قطار الإخوان توقف فى محطتى رابعة العدوية والنهضة

جون ماكين إنحاز للإخوان وطالب بعودة مرسى

الجماعة ردت له الجميل بالمشاركة فى جنازته .. وإقامة صلاة الغائب بالدوحة واسطنبول

 

تخاريف ربعاويَّة:

جبريل نزل فى رابعة .. النبى سأل عن «أبو إسماعيل» 

مرسى حفيد الفاروق.. الـ 8 حمامات خضر تعنى بقاءه 8 سنوات فى الحكم

دور قطرى وتركى مشبوه لاقناع العالم بالاعتراف بمقرى الاعتصام مكاناً لحكم الإخوان

 

 

 

 

بعد عامٍ من التخبط والصراعات والأحداث المتتالية التى تُشبه الأمواج المتلاطمة التى خلَّفها الحكم العشوائي لمكتب الإرشاد ومندوبه فى القصر الجمهورى محمد مرسى، وصل قطار الإخوان إلى محطة النهاية فى رابعة العدوية.. ثار الشعب المصرى على حكم الإخوان، وخرج أكثر من 30 مليون مصرى إلى الشوارع يُطالبون بإسقاط حكم الإخوان، ويهتفون «يسقط حكم المرشد»، وانحاز الجيش إلى الإرادة الشعبيَّة، وأمهل القوى السياسية 48 ساعةً للاتفاق على مخرج من الأزمة السياسية، وأعلن الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى فى ذلك الوقت، أن «القوات المسلحة ستُعلن خارطة طريق للمستقبل، إذا لم تتحقق مطالب الشعب.. واستمرت الأوضاع السيئة حتى أعلن الفريق أول عبد الفتاح السيسى خارطة الطريق لمصر ما بعد الإخوان، بتعطيل العمل بالدستور، وتولى رئيس المحكمة الدستورية إدارة شئون البلاد لمرحلة انتقالية.

فى 28 يونيو 2013 وقبل 5 أيام من إعلان خارطة الطريق كان الإخوان قد بدأوا اعتصاماً مفتوحاً فى ميداني رابعة العدوية، والنهضة بالتزامن مع اعتصام الجماهير المصرية بميدان التحرير، للمطالبة برحيل مرسى والإخوان، وهو الهتاف الذى تحوَّل إلى أيقونة ثورية فى كل ربوع مصر، انتهى بإسقاط حكم الفاشية الدينية، لينتهى حكم الإخوان إلى الأبد، بعد عامٍ كان بمثابة «جملة اعتراضية» فى عمر الزمن.

 

 

خطابٌ تحريضىٌّ

47 يوماً هى عمر فترة اعتصامى رابعة والنهضة، حيث الخطاب التحريضى ضد مصر والمصريين، والاستقواء بالخارج والشحن الزائد، والتحريض على حمل السلاح، واستخدام المفخخات للعودة للحكم الذى ضاع.. حيث كانت منصة رابعة سبباً فى تفريخ عقول مفخخة بأفكار العنف والتطرُّف والإرهاب، تسعى لتهديد الأمن وتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية ضد قوات الأمن ومؤسسات الدولة.. خطاب الـ47 يوماً التحريضى من فوق منصة رابعة خلَّف 4335 إرهابيًا نفَّذوا عشرات العمليات، وشكَّلوا أكثر من 100 خلية، استهدفت عسكريين ومدنيين، وتم القبض عليهم، ليُحاكموا فى 24 قضية إرهابية. 

كان سلاحهم الرئيسى خلال هذه الفترة، بث الشائعات؛ لتأجيج الرأى العام فى الداخل، وبث السموم لزعزعة الأمن والاستقرار، وضرب الاقتصاد المصرى، وإحداث الفتن والقلاقل.

تهديدات دمويَّة

وقد كانت التهديدات الدموية سمةً من سمات منصة رابعة، فها هو صفوت حجازى يُعلن أن مرسى خطٌ أحمر، وأن اللى هيرشه بالميه هنرشه بالدم، ومحمد البلتاجى يُعلن أن ما يحدث فى سيناء من تفجيرات وقتل، سيتوقف فى التو واللحظة التي سيتراجع فيها الجيش ويعود مرسى إلى مهامه.. وهذا وجدى غنيم يُهدد أيضاً، ويقول : لن ينعم المصريون بالأمن ساعةً واحدةً إذا سقطت الشرعية.. وهذا عاصم عبدالماجد يقول إن من يظنون أننا سننزل باستراتيجية دفاعية.. لا إننا سنأتي باستراتيجية هجومية يُشارك فيها مائة ألف شخصٍ.

شر البليَّة ما يُضحك

ولأن شر البليَّة ما يٌضحك، فقد شهد اعتصاما رابعة والنهضة من المُضحكات المُبكيات التى تنطلق من فوق منصة رابعة.. الشيخ جمال عبدالهادى يدَّعي أن جبريل، عليه السلام، نزل فى رابعة العدوية، ودعا للمعتصمين!!.. القيادى الإخوانى محمد حراز، أكد أن محمد مرسى من عصر الصحابة، وأنه حفيد الفاروق عمر بن الخطاب، وسط تهليل الحاضرين !!

أحد شيوخ السلفية يُدعى مسعد أنور، قال إنه شاهد 8 حمامات خضراء على كتف محمد مرسى، مؤكدًا أن مرسى سيُكمل 8 سنوات فى حكم مصر !!.. أحد قيادات الإخوان زفَّ إلى الحاضرين بشرى أن النبى، صلى الله عليه وسلم، سأل عن حازم أبو إسماعيل !!

الاستقواء بماكين وغراهام

وعندما نتحدث عن اعتصامى رابعة والنهضة، يجب ألا نغفل ذلك الدور المشبوه لقطر وتركيا والتنظيم الدولى للإخوان فى الدعم والتمويل، حيث أصبح الاعتصام مكانًا آمنًا يلتقى فيه عملاء كل أجهزة الاستخبارات التى تعمل ضد مصر، وكل قيادات التنظيمات الإرهابية، بل وصل الأمر إلى لقاءات لوفود أجنبية أوروبية وأمريكية. 

أراد التنظيم الدولى للإخوان أن يجعل من رابعة مقراً بديلًا لحكم الإخوان بعد احتجاز مرسى، على أمل أن يحظى المكان باعترافٍ دولى ويُصبح أمرًا واقعاً.. حاولت الدولة إقناع المعتصمين بجميع السبل بفض اعتصامهم حقناً للدماء، وتدخلت وفودٌ دوليةٌ، عربيةً وأجنبيةً، دون جدوى، لأن الدعم الخارجى للإخوان كان يُقوى شوكتهم ويزيدهم إصرارًا وعنادًا بعدم ترك الميدان، إلا بعد عودة مرسى للحكم. 

حضر إلى القاهرة مساعد وزير الخارجية الأمريكية وليام بيرنز، الذى ظلَّ هو وبرناردينو ليون، مبعوث الاتحاد الأوروبي، يُجريان على مدى 5 أيام لقاءات، للحيلولة دون حدوث مواجهة بين قوات الأمن وأنصار مرسى، وقاما بزيارة خيرت الشاطر فى السجن، يُرافقهما وزيرا خارجية قطر والإمارات، وبعد ساعات من فشل مهمة بيرنز فى القاهرة، حضر النائبان الأمريكيان البارزان جون ماكين منافس أوباما على رئاسة أمريكا، والسيناتور ليندسة غراهام، وعقدا سلسلةً من اللقاءات بالقاهرة مع الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع فى ذلك الوقت، ود.حازم الببلاوى، رئيس الوزراء وقتئذ، وقيادات الإخوان ومرسى فى مكان احتجازه، كما حضرت كاترين آشتون، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى، إلى القاهرة مرتين خلال أسبوع واحد، والتقت المسؤولين المصريين، كما التقت الرئيس المعزول محمد مرسى، وجلست معه لمدة ساعتين؛ من أجل التوصُّل إلى حلٍ للأزمة، لكنه أصرَّ على حديث الشرعية !!

أما ماكين وغراهام فقد أعلنا انحيازهما للإخوان بشكلٍ سافرٍ، عندما وجَّها دعوةً فى نهاية جولتهما بالقاهرة للإفراج عن مرسى وقادة الإخوان المحبوسين، واللجوء إلى الحوار.. واستنكرت مصر تصريحات جون ماكين، واعتبرتها تدخلاً غير مقبولٍ فى الشؤون الداخلية لمصر، وأنه يُزيف الحقائق، وأن تصريحاته مرفوضةٌ جملةً وتفصيلاً.

لكن زيارة ماكين وغراهام أعطت الإخوان جرعةً من التعنت والاستقواء، حيث ادَّعى ماكين، أنه وصديقه يُمثلان الموقف الأمريكى الحقيقى، وجاء ليتحدى ما أعلنه وزير الخارجية جون كيرى، بأن ما قام به الجيش المصرى كان إنقاذاً لمصر.. كما قوَّض ماكين ما كان يقوم به وليام بيرنز، مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية الرسمى فى الفترة نفسها، وادعاؤه بأنه فى مهمةٍ هدفها نزع الفتيل وليس إشعاله.

صلاة الغائب على ماكين !!

رغم سقوط حكم الإخوان، فإنهم لم ينسوا لماكين موقفه المساند والمنحاز لهم، خلال أحداث فض اعتصامى رابعة والنهضة، لدرجة أنه عندما تُوفى، شارك وفدٌ يضم قيادات التنظيم الدولى للإخوان بأوروبا وأمريكا فى جنازته بواشنطن، وأعربوا عن حزنهم العميق عليه، مقدرين مواقفه، حيث كان يفتح لهم أبواب الكونجرس الأمريكى، بينما قام قيادات الإخوان الهاربون فى قطر وتركيا بإقامة صلاة الغائب فى كل من قطر وتركيا وأمريكا وبريطانيا على روحه، فى الوقت الذى لم يقوموا بأداء الصلاة نفسها على مرشدهم الأسبق مهدى عاكف، الذى تُوفى خلال سجنه !!

احتلالٌ إخوانىٌّ

احتل الإخوان ميدان رابعة العدوية، وأقاموا المتاريس والتحصينات، وأنشأوا الخيام للمبيت، وانضم إليهم عناصر من السلفية الجهادية وتنظيم القاعدة والسلفيين، رافعين أعلام القاعدة.. جعلوا الأطفال ينطلقون فى مسيرات، يحملون الأكفان، فيما أطلقوا عليه مشروع شهيد، كما ارتكبوا العديد من الكوارث، تحدَّث عنها معى باستفاضة اللواء هانى عبداللطيف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، فى هذا الوقت الذى لعب دوراً فاعلاً فى توجيه بوصلة الإعلام لأداء دوره الوطنى.. قال اللواء هانى عبداللطيف إن اعتصامى رابعة والنهضة كانا يُمثلان جريمةً مكتملة الأركان لمُخطط خارجى، كان الهدف الرئيسى منه هو الضغط على الدولة المصرية بقصد الجلوس على مائدة المفاوضات مع الإخوان، وإخراج عناصر الجماعة وقياداتهم من السجون، وأضاف «أن ثورة 30 يونيو كانت مفاجأةً للغرب، خاصةً بعد أن نجح الشعب المصرى فى إحباط مخطط الربيع العربى؛ الذى كان البداية لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد، الذى بشَّرت به كوندليزا رايس، وزيرة خارجية أمريكا السابقة وهو ما دفعهم للتخطيط لإفشالها بواسطة تجمعى رابعة والنهضة المسلحين، لكن روح ثورة 30 يونيو وقوة الجبهة الداخلية المصريةأحبطتا مخطط رابعة والنهضة.. واستطرد: الإدارة الأمريكية وقت اعتصامى رابعة والنهضة استخدمت قطر وتركيا لدعم الإخوان وإفشال ثورة 30 يونيو.. كان أبرز التحديات التى واجهتنا قرار «أوباما» بحظر تصدير الأسلحة، ولجأنا إلى المجر لشراء الأسلحة والمعدات. 

اللواء عبداللطيف أشار إلى أن اعتصامى رابعة العدوية والنهضة كانا يستوجبان التعامل الأمنى منذ اللحظات الأولى، خاصةً بعد تعدد بلاغات المواطنين القاطنين فى المنطقتين عن تعرضهم للإيذاء البدنى والنفسى، والتعدى على ممتلكاتهم، بسبب ممارسات جماعة الإخوان إلى الحد الذى وصل بالبعض إلى هجر منزله إلى حين فض الاعتصام، حفاظًا على سلامتهم وأمنهم، لكن الحكومة فضَّلت المفاوضات لحقن الدماء، ولم يكن يشغل بال قيادات وزارة الداخلية سوى كيفية فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة بأقل الخسائر.. متابعاً: مرت عملية فض الاعتصامين بعدة مراحل، بدأت عبر مناشدات مستمرة أطلقتها وزارة الداخلية، لإقناع المعتصمين بفض اعتصامهم، وهو ما كان يُقابله قيادات الجماعة بالمزيد من الشحن، بعدها ألقى المتحدث الرسمي للداخلية بيانًا تليفزيونياً ناشد فيه المعتصمين بفض اعتصامهم، وأعلن عن توفير ممرات آمنة لخروج المعتصمين.

تهديدٌ ووعيدٌ

لم يكن اعتصاما رابعة والنهضة مكانًا للتظاهر، بل كانا معسكرين يُداران بآلية متطرفة لا تعرف سوى انتهاج أساليب التهديد وتأجيج الفتن وإراقة الدماء.. فالاعتصام أصبح بؤرة إرهابية فى قلب القاهرة، فقد أعلنت منصة رابعة العدوية عن إنشاء «مجلس حرب»، لمواجهة الإرادة المصرية فى ثورة 30 يونيو، رافعين هتاف «لا سلمية بعد اليوم»، مهددين جميع مؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش، والشرطة، ووسائل الإعلام !!

من فوق منصة رابعة انطلقت عبارات التحريض التى كادت أن تدفع البلاد للهاوية، لولا اتخاذ الدولة قرار فض الاعتصام، لمواجهة محاولات هدم الدولة وتحويلها لأفغانستان أخرى.. رأينا عبر شاشات الجزيرة التهديدات الدموية من قيادات الإخوان المشاركين فى الاعتصام، فها هو صفوت حجازى يقول: اللى هيرش مرسى بالميه هنرشه بالدم!! وقاتل السادات طارق الزمر يُهدد من أعلى منصة رابعة قائلاً: «ستُسحقون جميعًا، وسيكون هذا اليوم، الضربة القاضية لكل المعارضة الذين دعوا لمظاهرات 30 يونيو.

وها هو أحد الإرهابيين يُهدد من أعلى منصة رابعة ويقول: احذر يا سيسى هنفجر مصر، سننشر السيارات المفخخة والانتحاريين فى كل مكان، وسنحول مصر لساحة حرب، وسنكون تنظيمى القاعدة وطالبان، مخاطبًا بذلك الأهل والعشيرة للاستعداد. أما الإخواني «أحمد المغير» فيتوعد بوجود أسلحة قادرة على التصدي لأي هجوم على ميدان «رابعة»

غرائب رابعة

قام الإخوان بحشد أعداد كبيرة بطرق ساذجة وأكاذيب لم تحدث حتى فى الأساطير، وفى محاولة لتضليل الأقباط قال أحد مشايخ الإخوان الذى اعتلى المنصة: والله إننى لأرى السيدة العذراء تحوم فوق سماء الميدان وتُعانق رابعة العدوية، وتقول لها: قلبى معاكى يا رابعة، وطالب الشيخ كل مسيحيى مصر بالزحف إلى رابعة، حيث قال: يا معشر المسيحيين.. يا من تُؤمنون بطهارة مريم.. ها هى العذراء عندنا في الميدان، فهلموا لرؤيتها !!

كما حاول الإخوان خداع المسلمين برؤيا أن جبريل، عليه السلام، دخل مسجد رابعة العدوية، ليُثبِّت المُصلين، وأنه رأى مجلساً فيه الرسول، صلى الله عليه وسلم، والرئيس مرسى والحضور، وعندما حان وقت الصلاة، قدَّم الناس الرسول، لكن الرسول قدَّم مرسى؟!!

فيما شبَّه الشيخ مسعد أنور الرئيس المعزول محمد مرسى بالنبى يوسف، عليه السلام، من جهة أنهما حكما بعد سنوات من المعاناة والسجن.. ومن على منصة رابعة، زعم الإخوان أن البوارج الأمريكية ستضرب مصر، وأن العالم يُفكر فى تخليص الرئيس الإخوانى من قبضة الأسر، وأنه يسعى لأن يُعيد مرسى. 

ساعة الصفر

بفضل الله أُجزم أننى كنت الصحفى الوحيد فى مصر الذى علم بساعة الصفر لفض اعتصامى رابعة والنهضة قبل 24 ساعة كاملة من يوم الفض، الذى وافق 14 أغسطس من عام 2013، وهو الموعد الذى كان بمثابة سر كبير.. أبلغت وقتها الكاتب الصحفى محمد حسن البنا، رئيس تحرير الأخبار فى ذلك الوقت، بموعد فض الاعتصام، وطلب منى الإشراف على تشكيل فريق من الزملاء الصحفيين بقسم الحوادث، الذى كنت أشرف برئاسته فى ذلك الوقت، على أن يبيت كل المحررين والمصورين قرب مسرح العمليات فى رابعة والنهضة، حتى نُسجل بالصوت والصورة بداية وقائع فض الاعتصامين.. وبالفعل قمت بتنظيم عمل الزملاء، وأُشهد الله أنهم جميعاً كانوا على أعلى مستوى من الكفاءة والمهنية، وتحملوا ما لم يتحمله أحدٌ من استنشاقٍ للغازات المسيلة للدموع، بل وأُصيب بعضهم، وتم القبض على آخرين، وتقبلوا كل ذلك بصدر رحب فى سبيل أداء الواجب وأمانة الكلمة.. ويُسعدني أن أُسجل للتاريخ قائمة الزملاء الذين شاركوا فى التغطية الإعلامية لهذا الحدث الكبير، وهم: دسوقى عمارة، وخيرى حسين، وعلاء حجاب، وأحمد الطحاوي، وماركو عادل، ومصطفى الشوربجى، وعبدالجليل محمد، وعمرو علاء الدين، وإسلام محمد، ومحمد نصر، وإبراهيم عودة، ومحمد اسبتان، وماجد مسعد، وانضم إليهم في الصباح الزملاء محمد وهدان، وحسين ياسر، ودعاء سامي، وسارة أحمد، وهويدا أحمد، ورضوى الصالحى.

كنت أُتابعهم لحظةً بلحظةٍ خلال يوم ثقيل أُبلى فيه الجميع بلاءً حسنًا، وقدموا تغطيةً صحفيةً مميزةً تُسجل فى تاريخ كل منهم.. فى الساعة الخامسة فجرًا بدأت القوات فى الوصول إلى مقري الاعتصامين في رابعة والنهضة، وفرضت القوات كردوناً أمنياً حول منطقتي رابعة والنهضة، بعد قيام الجرافات التى رافقتها بإزالة الحواجز التى وضعها المعتصمون، وتم التنبيه على المعتصمين بمكبرات الصوت بالخروج عبر الممرات الآمنة، وهو ما استجاب له البعض لكن الكثيرين رفضوا وبدأوا بالاشتباك مع القوات التى أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، وبدأت عناصر الإخوان فى إطلاق النيران بكثافة على قوات الأمن، وسقط أول شهيد من رجال العمليات الخاصة، تبعه 3 شهداء برصاص قناصة كانوا يعتلون أسطح العمارات المجاورة، واستمر التعامل حوالي 7 ساعات.. وصدرت الأوامر من قيادات الإخوان عبر قناة الجزيرة لأعوانهم بإشعال النار في محافظات مصر، وهنا بدأ الاعتداء على المنشآت والمواقع الشرطية والكنائس فى 14 محافظة، وتم استهداف أكثر من 180 موقعاً ومنشأةً شرطيةً، و22 كنيسةً، و55 محكمةً ومنشأةً عامةً، وحرق أكثر من 130 سيارة شرطة، وكان أبشع جرائمهم على الإطلاق ما حدث لضباط قسم شرطة كرداسة من قتل وتمثيل بالجثث، وسقط خلال عمليات فض الاعتصامين والأحداث التي صاحبتها سقوط 114 شهيدًا من الشرطة ومئات من المعتصمين الإخوان. 

 

والى اللقاء في الحلقة القادمة لنكشف كواليس سقوط قيادات الاخوان ونوادرهم خلف القضبان