فيض الخاطر

فقـه المحبـة

حمدى رزق
حمدى رزق

يتجلى فى الهضبة الوسطى بالمقطم، مسجد وكنيسة فى مجمع الوحدة الوطنية، بتبرع كريم من مصريين أصلاء كرماء، يجمع بين المسجد والكنيسة شعار « الدين لله والوطن للجميع «.
لعلها المرة الأولى التى يضم سور مسجد وكنيسة ولكل أحبابه، وما بين المحبين حسابات ضيقة كالتى يتوفر عليها فقهاء الكراهية، نموذجا ومثالا.
ظل هذا المشروع متعثرا منذ أيام «المجلس العسكرى»، الذى أعطى ترخيصا، ولكن المشروع وجد طريقه إلى التنفيذ وأصبح عنوانا للمحبة فى عهد عنوان المحبة الرائع «الرئيس السيسى».
فى هذا العهد السعيد للكنيسة ما للمسجد، ولو فيه يهود لبنيت لهم معابد، وتم بالفعل ترميم المعابد اليهودية بمخصصات من الدولة المصرية التى تحمل عنوانا عريضا وهو حرية العبادة مكفولة لكل مصرى على أرض المحبة.
مجمع الوحدة الوطنية نال مباركة البابا تواضروس الثانى، الذى افتتح قبلا مسجد «الفتاح العليم» فى العاصمة الجديدة، وكان حدثا عظيما فى سياق المحبة الوطنية.
أفضل وصف «المحبة الوطنية» على «الوحدة الوطنية»، ومن المحبة افتتاح الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب كنيسة «ميلاد المسيح» فى العاصمة الإدارية.
ما كان هذا ليحدث لولا أن خلق رئيس الدولة المصرية «المحبة الوطنية»، ويرعى «فقه المحبة»، يكفى حضوره السنوى قداس «ميلاد السيد المسيح» بين بنى وطنه فى الكاتدرائية فى طقس وطنى نادر المثال، وسابقة رئاسية معتبرة ستسجل باسمه فى كتاب المحبة.
المسجد مولته عائلة «الحاج عطا» وسمى بالحافظ، والكنيسة سميت بـ «مارى لوقا» ومولتها عائلة «بباوى» من إرث موقوف عن والدة الدكتور نبيل لوقا بباوى، وصيتها كنيسة فى حضن مسجد، داخل سور واحد ليس بينهما فاصل، وجار إنشاء ملاهٍ ومكتبة يتجمع فيها الأطفال المسلمون والمسيحيون، وتلتقى العائلات المسلمة والمسيحية فى مكان عبادة لخلق مجتمع نموذجى قائم على المحبة والتآخى منذ الطفولة، ومن رسالة بولس الرسول: الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ.