رؤية شخصية

ولا يزال الخطر قائما..

جميل چورچ
جميل چورچ

بالدعاء إلى الله وجهود الدولة ووعى المواطن أخذ منحى الاصابة والشفاء والوفيات فى التحسن فى مواجهة أخطر جائحة صحية امتدت لمختلف دول العالم لتصيب نحو ١٦ مليون انسان وتقضى على حياة  ٧٠٠ ألف آخرين طبقا للمعايير التى وضعتها منظمة الصحة العالمية وانتظارا للوصول لعلاج ناجع لهذا الوباء.. وفى تقييم للمرحلة الأولى كشفت الجائحة ايضا هشاشة الاقتصاد العالمى وتأثر الدول الغنية ومتوسطة الدخل، ودفعت الظروف ملايين البشر الى ادنى السلم الاقتصادى وفقدت الدول ٤٠٪  من قواها العاملة واحتاج ٥٥ مليون شخص للمساعدات.
تقول الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط ان مصر اتخذت ٣١١ اجراء بهدف التخفيف من اثر الوباء على المواطنين، من بينها حزمة مالية تقدر بنحو ٢٪  من الناتج المحلى وخفض سعر الفائدة لتنشيط القطاعات الاقتصادية التى تأثرت سلبا ومنها الصناعات الصغيرة والمتوسطة والسياحة، كما كان هناك اهتمام بمساعدة العمالة غير الموسمية وغير المنتظمة.. وانشأت الحكومة لجنة وطنية تكون وزارة التخطيط مقرا لها، وهدفها الرئيسى تنسيق الجهود المبذولة من الحكومة والمؤسسات  المالية والمجتمع المدنى بهدف دعم العمالة المتضررة وتحديد المستحقين للدعم.. واعتمدت اللجنة على بيانات كانت الحكومة قد اعدتها مسبقا تتضمن العمالة غير المنتظمة وترتب على ذلك حصول أكثر من مليونين من العمال على المساعدات، كما اعدت الدولة خطة للتدريب لادماجهم فى الانشطة الرسمية وتوفير الوظائف المناسبة لهم فى اطار لجنة التنسيق الوطنية رفيعة المستوى التى تخضع لإشراف الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، مع الاخذ فى الاعتبار تحقيق اهداف استراتيجية التنمية ٢٠٣٠، والتى تضع مصر على قمة اولوياتها الرعاية الصحية للمواطنين والتوسع فى شبكة الحماية  الاجتماعية، والارتقاء بالتعليم والتكنولوجيا، وتقوم الحكومة بمراجعة الاولويات أولا بأول حسب تطورات الاحداث المحلية والعالمية.. وتكشف الاحداث ارتفاع عجز الموازنة إلى ٣٨٩ مليار جنيه خلال ١١ شهرا ماضية بسبب خسائر  السياحة والنشاط الاقتصادى والطيران مما يتطلب خطة اقتصادية مرنة.
ولأول مرة سيتم انشاء مجلس اعلى للتخطيط برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى يختص برسم سياسات التنمية المستدامة.
وفى شهادة لمديرة صندوق النقد الدولى كريستالينا چورچيفا وصفت الاجراءات التى اتخذتها مصر لمواجهة الوباء بأنها قصة نجاح بعد تطبيق عدة اصلاحات صعبة وقالت ان مصر تعاملت بمنتهى السرعة عقب اكتشاف الوباء.. وحصلت على قرضين من الصندوق ٢٫٨ مليار دولار، و٥ مليارات واستخدمتهما بحكمة نتج عنها زيادة الاحتياطى النقدى الى ٣٨ مليار دولار وتم كبح ارتفاع الاسعار، واعربت عن املها فى ان تواصل مصر جهودها الناجحة بزيادة التنافسية ودعم المشروعات الناشئة.
وتبقى مسئولية المواطن المصرى فى استمراره الحفاظ على حياته وحياة أسرته ووطنه باستخدام الكمامات، وغسل الايدى المستمر لأن الوباء لايزال والاحاديث مستمرة عن موجة أخرى قادمة.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي