وقفة

اللى ما يشوفش من الغربال

أسامة شلش
أسامة شلش

لم يكذب المثل الذى يقول «اللى ما يشوفش من الغربال يبقى اعمى» فما حدث على أرض مصر فى كل المحافظات شيء والله لا يصدقه عقل ولكنها الحقيقة الكاملة الدامغة مشاريع ونهضة فى كل شىء خاصة الطرق التى أصبحت للامانة مفخرة يمكننا أن نباهى بها امما غيرنا، أما المفخرة التى اعتبرها كذلك فهى عمليات استرداد أراضى الدولة والمفاجأة هو ذلك الحجم الذى يفاجئنا وكأننا كنا فى غيبوبة افقنا منها على الكارثة، ذلك الكم الهائل من الأراضى التى تم استردادها يعطينا صورة بأن الفساد لم يترك شبرا على أرض المحروسة إلا وضرب فيها سهامه فى حراسة ودعم من باعوا ضمائرهم فى المحليات وأجهزة الحكم المحلى فى القرى والمدن وحتى أول أمس فاجأتنا الأرقام فى ٣ محافظات فقط خلال الجولة الـ ١٦ لاسترداد أراضى الدولة فإن ما تم اعادته من الأراضى الزراعية المستولى عليها بوضع اليد ٩٨٧ فدانا فى الشرقية و٧٥٤ فدانا فى قنا و٣٣ تعديا فى كفر الشيخ مئات الآلاف من الأراضى وعشرات الملايين من الامتار المملوكة للدولة والتى تشكو من أوعز للسلطات بالضوء الأخضر لإعادتها وهو الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أعلنها صراحة فى احدى جولاته بالاسكندرية أن الدولة لن تترك مترا واحدا مستولى عليه إلا وستسترده من مغتصبيه ولكن فى الحقيقة لم أكن اتخيل أن الحجم بمثل تلك الأرقام المهولة التى تساوى مئات الملايين بل المليارات فى الثمن والتى تفضح المحليات.
المشروعات الكبرى التى أراها بعينى على أرض محافظتى التى اقيم بها القاهرة شىء كنا نحلم به، من منا كان يتخيل مثلا أن يتم نزع ملكية عشرات المقابر فى منطقتى التونسى والإمام لاقامة كوبرى يربط شرق القاهرة بغربها بمنطقة عين الصيرة مارا من أمام متحف الحضارة الجديد التحفة المعمارية التى سنباهى بها العالم كله عند الافتتاح، التطوير الذى تم بالمنطقة والمحاور المرورية الجديدة ستجعل من العاصمة مفخرة وتعيدها لسابق عصرها يوم كانت انظف وأجمل عواصم العالم فى فترات عديدة، لقد عايشت حجم الاهمال الذى كانت عليه بحيرات عين الصيرة التى كانت تضم بين ضفافها اقذر منطقة على الاطلاق فى القاهرة كانت مياهها مصدرا للتلوث من كثرة ما يلقى فيها من نفايات وكانت بمثابة حمام لاستحمام الحيوانات سواء الاحصنة والحمير حتى القرود التى كان يسرح بها بعض سكان المنطقة العشوائية التى كانت تحيط بها وكانت تؤوى مع الأسف العشرات من الخارجين على القانون وتم ضبطهم بالفعل مختبئين فى تلك المنطقة، تم ازالة العشوائية وإعادة رسم المنطقة حول البحيرات وهى عديدة، مياه كبريتية تشفى الأمراض أكثر من مرة تم الاعلان عن خطط للاستغلال الامثل  لها دون أن يصل الامر للتنفيذ الفعلى الا خلال الفترة الأخيرة بعد أن أصبحت الأمور فى يد من ينجز على أرض الواقع وفى اطار خطة كاملة لتطوير القاهرة العاصمة تشمل المحاور المرورية واقامة الكبارى العابرة.
نفس الأمر فى سور مجرى العيون الأثرى  كم من مرة أعلنت المحافظة عن مشاريع لنقل المدابغ لمناطق أخرى على مدى سنوات وسنوات ولكن لم تتخذ خطوة واحدة لذلك وظلت المشروعات داخل الادراج حتى تم انشاء منطقة الروبيكى ونقل المدابغ لها وعلى أرض الواقع يمكنك ان تشاهد الاوناش واللوادر وهى تقوم بازالة التعديات على ذلك الآثر النادر الذى تتحدى به مصر العالم أن يكون هناك مثله لو رايتم منطقة عين الصيرة والبحيرات والمشروع السياحى الذى انتهى بالفعل العمل به خلال شهور قليلة بعد تطهير المياه وانشاء فنادق ومماشى للمرتادين لادركتم ان مصر الآن غير مصر قبل ٦سنوات، فإن مصر الآن قادرة على الخطيط والتنفيذ بوعى.
ويبقى أن أسجل ان المحافظة بكل الشجاعة خاصة فى منطقة منشأة ناصر أزالت تعديات من بينها مساجد ومقاه ومحلات اقيمت فى غفلة من القانون وبعيدا عن اعين مسئولى المحافظة فى ذلك الحى الذى لازال يعانى العشوائية لغياب مسئوليه.
إذا أردنا الاصلاح فيجب أن نستكمل المسيرة بإحالة كل مهمل للجنايات لان ذلك هو مصير الفاسدين.