كبير الأثريين يرد على ادعاء "ماسك" بأن بناة الأهرامات كائنات فضائية: المصريين بنوا نحو 124 هرمًا

 الآثار الفرعونية
الآثار الفرعونية

لا تزال الآثار الفرعونية تفرض نفسها بقوة وتشغل بال الكثيرين؛ وأمام عظمتها لم يجد الملياردير الأمريكي ومؤسس شركة تسلا، «إيلون ماسك»، سوى الحديث عن أن فضائيين يقفون وراء بنائها.

لم يكتف "ماسك" بكلماته عن الأهرامات بل ذهب إلى أبعد من ذلك بقوله إن «الفرعون رمسيس الثاني كان...»، وأشار إليه باستخدام رمز تعبيري يظهر وجها يحمل نظارات سوداء، وهو شكل يشبه الكائنات الفضائية.

تسلط «بوابة أخبار اليوم» الضوء على هذا الأمر، ورد العديد من الباحثيين الأثريين، على هذه الأكاذيب، بالنسبة لما ذكره «إيلون ماسك»، بأدلة علمية وموثقة.

«كبير الأثريين: المصريين بنوا نحو 124 هرمًا»

أوضح كبير الأثريين مجدي شاكر، في تصريحات خاصة لـ"بوابة أخبار اليوم"، أن الذي كتبه المهندس والمليادير، الأمريكى إيلون ماسك في تدوينه قصيرة عبر توتير، أن الأهرامات بناها كائنات فضائية جاءوا من أكوان أخرى، لا تستند إلى أي تفسير، مضيفا أن هذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يدعى فيها هؤلاء، أن الأهرامات بناها اليهود مرة، وقوم عاد مرة، الفضائيين مرة، ومرة أناس من قارة اطلانتس وكلهم لم يقدموا دليلا واحدا على صدق معلوماتهم، ولكن كلها تخاريف وليس لها أساس علمي.

وتابع: "نحن نقدم بعض الدلائل البسيطة على صدق كلامنا، ونثبت أن أجدادنا المصريين القدماء هم بناة الأهرامات من خلال الدلائل التالية:

1- يوجد بمصر نحو 124 هرمًا تخص ملوك وملكات من الدولة القديمة والدولة الوسطي، ومازالت ارض مصر بها الكثير لم يكشف بعد أن شكل الهرم الكامل لم يظهر فجأة بل سبقه هرم سقارة المدرج للملك زوسر للهرم المنحنى لسنفرو في دهشور للهرم الكامل لخوفو في الجيزة.

2- كانت هناك مدينة يعيش فيها الكهنة الذين يقدمون القرابين داخل المعابد، وبجوار الهرم توجد الورشة التى كان يتم فيها التحنيط وصنع القطع الأثرية التى توجد داخل المعابد وتجهيز المأكولات التى تقدم كقرابين أمام التماثيل، وكذلك مقابر الملكات، والهرم العقائدي.

3- داخل هرم الملك خوفو ترك لنا العمال «جرافيتي» عن أسماء فريق العمال الذين اشتركوا فى بناء الهرم، وقد سجلنا هذه الأسماء، والتى توجد داخل الحجرات الخمس، ويوجد شمال الجدار الغربى نقش يحمل خرطوشا للملك خوفو واسم إحدى مجموعات العمال الذين اشتركوا في بناءه.

4- المقابر الموجودة غرب هرم الملك خوفو وعمرها من عصر الأسرة الرابعة إلى الأسرة الثامنة، وداخلها نصوص العديد من الكهنة الذين يشرفون على إحياء عقيدة الملك المتوفى، وكذلك الموظفون الذين كانوا يعملون مع الملك خوفو، وكذلك الكهنة المتصلين بهرم الملك خوفو وأهرامات الملكات شرق الهرم وهما زوجتا الملك خوفو وأمه حتب حرس، بالإضافة إلى مقابر الأسرة المالكة.

5- كشفت البعثة الفرنسية عن بردية هى اهم اكتشاف أثرى في القرن ٢١ وهي بردية وادى الجرف ، على ساحل البحر الأحمر بالقرب من الزعفرانة وليس بعيدًا عن مدينة السويس، داخل ميناء معروف باسم ميناء الملك خوفو ويتحدث رئيس العمال «مرر» في هذه البردية عن الفريق الذى كان يعمل معه وبلغ عدد أفراده 40 عاملاً، وقد ذهبوا إلى طرة الشمالية وطرة الجنوبية لقطع الأحجار التى كانت تُستعمل فى كساء الهرم، ويشرح لنا «مرر» طريقة نقل الأحجار من المحجر إلى مراكب ضخمة، ونقل الأحجار عبر نهر النيل، وكان هناك فرع آخر حفره الفراعنة غرب النيل؛ وذلك كى تكون المياه قريبة من الأهرامات، وكانت هناك قنوات من هذا الفرع تتصل بميناء خاص لكل هرم، وقد عثرنا على ميناء هرم الملك خوفو، وكذلك ميناء هرم الملك خفرع.

ويحدثنا «مرر» أيضًا عن الرئيس الأعلى الذى كان يشرف على ما يعرف باسم «را-شا»، وكانت منطقة الهرم لها مدخل يشرف عليه «عنخ حاف»، وكان هذا المدخل يستقبل يوميًا أحجار الجرانيت التى كانت تأتى من أسوان، والحجر الجيرى من طرة والبازلت من الفيوم، والألباستر من حتنوب، وكان العمال الذين يعملون فى الهرم ويعيشون خارج الهرم يوقعون بالحرف الأول من أسمائهم كى يثبتوا حضورهم للعمل، وهذا هو كشف الحضور والانصراف، بالإضافة إلى تسجيل عدد الأغنام والأبقار التى كانت ترسلها العائلات الكبيرة بمصر لأطعام العمال.

6- كان مكان دفن الملك (الهرم )هو المشروع القومى لكل المصريين، فكيف يعيش الملك فى منف، وعندما يقرر الحضور من منف، سوف يأخذ ذلك وقتًا طويلاً؛ وذلك لعدم وجود خيول فى ذلك الوقت، وجاء النص الذى يثبت أن الملك كان يحكم مصر من الهرم.

7- أكتشاف مقابر العمال بناة الأهرامات هو دليل آخر يثبت أن المصريين هم بناة الأهرامات، وقد عثرنا على ألقاب داخل هذه الجبانة مثل «المشرف على الجانب الشرقى للهرم»، و«الموظف المسؤول عن الميناء»، وكذلك عن عدد كبير من الألقاب للكهنة والرسامين والفنانين الذين كانوا يعملون بالهرم.

8- كشف البعثة الفرنسية التى تعمل داخل محاجر حتنوب والتى تقع إلى الشمال من تل العمارنة هذه المحاجر كان الفراعنة يحصلون منها على حجر الألباستر والذى كان يُصنع منها التماثيل وكذلك تغطى أرضيات المعابد وقد عثرت البعثة على اسم الملك خوفو وكذلك عن طريق نقل أحجار الألباستر من المحاجر إلى منطقة بناء الهرم.

«مدير آثار الهرم: حديث إيلون ماسك كله خزعبلات»

قال أشرف محي، مدير منطقة آثار الهرم، إن ما نشره نشر مؤسس شركة تسلا، إيلون ماسك، من خلال تغريدة على حسابه الرسمى فى تويتر بشأن بناء الأهرامات ورمسيس أحد أشهر ملوك الفراعنة، لا يعدو عن كونه خزعبلات لكونه يتمتع بخيال واسع.

وأوضح مدير منطقة آثار الهرم، في تصريحات خاصة لـ "بوابة أخبار اليوم ": "مثل هذا الكلام ليس عليه دليل واحد على الإطلاق، بينما توجد عدة أدلة على أن المصريين القدماء هم من بنوا الأهرامات، فالاكتشاف العظيم الذي اكتشفه عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس وهو "مقابر العمال" التي ترجع إلى الأسرة الرابعة "2649- 2513 ق.م"، وهى المرة الأولى التى يتم فيها الكشف عن مقابر خاصة بالملك خوفو "2609 - 2584 ق.م"، وخفرع "2576-2551 ق.م"، خاصة لأن مئات المقابر الأخرى التى تم اكتشافها من قبل ترجع إلى أواخر عهد الأسرتين الرابعة والخامسة "2649-2374 ق.م".

"مدينة العمال".. كلمة السر في بناء الأهرامات

واستطرد أشرف محي: "تعد اكتشافات الدكتور الكبير زاهى حواس لمقابر العمال بناة الأهرام، التى بدأها عام 1990، من أهم الاكتشافات الأثرية فى القرنين العشرين والواحد والعشرين، لأنها تلقى الضوء على الفترة المبكرة للأسرة الرابعة، وترفض كل ما قيل بأن الأهرامات قد بنيت بالسخرة أو من خلال كائنات فضائية، لأن هذه المقابر تقع مباشرة إلى جوار الهرم بل وتطل عليه مباشرة ويؤكد الكشف أنهم لو كانوا عبيداً لما بنوا المقابر فى هذه المنطقة".

وأوضح أن هناك اكتشافا آخر، يدل على عدم صحة ما يقال حول أنه تم بناء الأهرامات من خلال كائنات فضائية، وهي مدينة العمال التي كانت تتضمن مصنعا لعمل الطعام مثل الأسماك المملحة "الفسيخ"، وبقايا حظائر تخص المواشي، والعلم يثبت هذا ولكن لا يوجد أي دليل على ما يشاع من خلال بعض غير المتخصصين والهواة، وعلم الآثار لا يعترف إلا بالدلائل الأثرية".

يذكر أن، إيلون ماسك، هو رجل أعمال كندى، حاصل على الجنسية الأمريكية ولد فى جنوب أفريقيا، مستثمر، مهندس ومخترع، مؤسس شركة سبيس إكس ورئيسها التنفيذى، والمصمم الأول فيها، والمؤسس المساعد لمصانع تيسلا موتورز ومديرها التنفيذى والمهندس المنتج فيها، كما شارك بتأسيس شركة التداول النقدى الشهيرة باى بال، ورئيس مجلس إدارة شركه سولار سيتى، يطمح مسك إلى تجسيد فكرة نظام النقل فائق السرعة المسمى بالهايبرلوب.

فى ديسمبر 2016، اختارته مجلة فوربس ليكون فى المرتبة 21 فى قائمة أكثر الرجال نفوذا فى العالم، بحلول فبراير 2018، قدرت صافى ثروته بما يقارب 20.8 مليار دولار أمريكى ليدخل بذلك قائمة أغنى رجال العالم حاصل على المركز الثالث والخمسين.