تعرف على «طقوس الأضحية» في مصر القديمة

 تعرف علي "الأضحية " فى مصر القديمة والموروث الحضارية
تعرف علي "الأضحية " فى مصر القديمة والموروث الحضارية

يهل علينا عيد الأضحى المبارك ويسمى عيد الأضحية، ويقوم كثير من الناس بذبح الأضاحي اقتضاء بسنة سيدنا إبراهيم وسيدنا محمد، وهناك قواعد نلتزم بها قبل وأثناء وبعد الأضحية فى طريقة شراء الأضحية وطريقة ذبحها وتوزيع لحومها تبعا لسنة سيدنا محمد.

ولكن هناك كثير من تلك المظاهر كانت عند الأجداد رغم اختلاف الهدف والمضحى له، فما هو الموروث الحضاري المتعلق بذبح الأضاحي في الحضارة المصرية القديمة؟

في هذا السياق، قال مجدي شاكر، كبير الأثريين: إن حرص المصرى القديم على تربية الماشية وتسمينها وحلبها وتوليدها وإرضاعها وعلاجها وتحسين سلالاتها وذلك للاستهلاك اليومى وتحسين الدخل والقرابين، لذا اهتم بها وكان يجز صوفها ويغسلها كل ظهيرة ويضع على ظهرها ما يقها برد الشتاء ويضع فى رقبتها الزهور، وكان يلاطفها أثناء الطعام والشراب، ويخصص لها حظائر قرب بيته.

ويتابع "شاكر" في حديثه لـ«بوابة أخبار اليوم»، إنه عثر فى اللاهون فى مدنية الفيوم على بردية بيطرية لعلاج عيون وأسنان العجول والكلاب ونرى فى مقبرة تى بسقارة الأسرة الخامسة منظرا يمثل راعيا لاحظ أن أحد العجول لم يكن فى نشاطه العادى فأخذ يفحصه. 

وذكر: وفي مقبرة "خنوم حتب" ببنى حسن من عصر الدولة الوسطى نرى منظرا يمثل الأطباء البيطريين وهم يقومون بعلاج الحيوانات المريضة منها بعض الثيران والماشية الصغيرة.

لا تكاد مقبرة تخلو من منظر يمثل الثيران وهى تساق إلى قاعة ذات أعمدة بينما يشرف رئيس القصابين على عملية الذبح وقطع اللحوم وتعليقها لكى تجف وكانوا يحظرون ذبح إناث البقر لما يؤدى إليه ذبحها من القضاء على الثروة الحيوانية.

أوضح شاكر، أن المصرى القديم كان يكشف على الحيوان حيث كانت المعابد ترسل كهنة بمثابة مفتشين عند مربى الماشية ويفحصون كل حيوان فحصا دقيقا فى حالة وقوفه ورقاده ويسحبون لسانه لمعرفة سلامته وخلوه من المرض وينظرون إن كان شعر الذيل ناميا نموا صحيحا بعد ذلك يعلنون أنه حيوان صالح للذبح وذلك بوضع حبل حول قرنيه ويضعون على الحبل ختم من الطين وهناك على أحد جدران معبد أبيدوس منظرا يمثل أحد الأطباء البيطريين وهو يلقى على الطلبة درسا فى تشريح البقرة.

وتابع: كان يوضع فى رقبة الثور المضحى به "جرس"، كانت عادة المصريون القدماء عند تقديم القرابين للإلهة أن يوضع جرس حول رقبة العجل ليعلم كل الناس أنه سوف يقدم قربانا للإله ويوسعون له الطريق وأيضا لكي يعلم الفقراء أن هناك اضحية فيذهبون الي المعبد لنيل قدر من اللحم.

باسم الإله على الحيوان عند الذبح ؟

عرف عن المصرى القديم الرفق بالحيوان بل عرف أيضاَ ضرورة ترديد نصوص دينية معينه قبل ذبح  الحيوان، فكان يبدأ " باسم الإله " وبما نصه : "باسم الإله العظيم ليتقبـلها الآله من عبده".

وأضاف شاكر، أن المصريون كان يتلون تسـابيح وصلوات قبل أثناء ذبح الأضحية ودليلنا غلى ذلك هذا مشهد رائع من مقبرة  الكاهن "مننا "  فى منطقة شيخ عبد القرنة بالأقصر من فترة الملك  تحتمس الرابع تصور كيف كان المصريون يذبحـون الثور ويقدمونه كقربان  قبـل الذبح يطعمونه ويسقونه المياه  ويضعون على عيونه رباط من الأقمشة حتى لا يرى السكين وخاصة فى الأضاحى الكبيرة كالثيران فيلقون الثور علي ظهره ساقاه الخلفيتان مربوطتان والجزار يذبحه من طرفه الامامي الأيمن ومن خلف الذبيحة يقف كاهن يصب الماء المقدس على الذبيحة ليطهرها وكاهـن آخر من ورائه يتلـوا طقوس وترانيم الذبح وبيده الأخرى بردية يبدو ان مكتوب بها الطقوس المقدسة .

وأوضح شاكر، أن الذبيحة كانت تقسم ثلثها للمعبد خاصة الفخذ الأيسر والثلث لأصاحبها وثلث يوزع للفقراء، هكذا كانت حضارتنا المصرية القديمة التي كانت المنهل الذى نهلت منه كل الحضارات والأديان بطريقة مباشرة وغير مباشرة.