كل يوم

الطبيعى

ماركو عادل
ماركو عادل

من الطبيعى أن يكون التباعد سنة حياتنا هذه الفترة فى ظل انتشار فيروس كورونا، فحينما تسير فى الشارع وتجد من يقترب منك تحرص على الابتعاد عنه خوفا من العدوى، وعندما تذهب لشراء احتياجاتك من محل أو سوبر ماركت تنتظر خلو المكان للدخول، ولو اضطرتك الظروف لاستقلال سرفيس أو أتوبيس أو حتى مترو الأنفاق فأمامك اختيارات عديدة لركوب غير المزدحم منها.. ولكن عندما تسوقك الأقدار للسفر مستقلا قطار أسوان فلا هرب من هذا الوباء لأنك ستجده داخله -القطار- يحيط بك من كل اتجاه حيث لن تنفعك كمامة ولا يشفع لك كحول أو مطهر.
بداية المأساة حينما قادنى الحظ العثر لاستقلال القطار رقم ٨٠ المعروف باسم السد العالى والذى يبدأ رحلته الساعة ٨:٣٠ صباحا من محطة رمسيس وتنتهى الساعة ١٢ بعد منتصف الليل فى رحلة تمتد لحوالى ١٥ ساعة حتى يصل مقصده أسوان، بالطبع كنت مجبرا على هذه التجربة التى لم أمر بها منذ أيام الجامعة عائدا إلى منزل الأسرة فى المنيا، ولكن كما يقال «المضطر يركب الصعب» ولكن يا ليته الصعب أو حتى المستحيل بل إنه «الموت والهلاك» حيث تتوقف حياتك على رحلة بتذكرة ذهاب فقط لأنه ربما تكون نهايتها مستشفى عزل أو حتى إلى حيث لا ينفعك طبيب.
فبمجرد أن تطأ قدمك القطار؛ تتوقف كل أمانيك عند إيجاد موطئ لقدمك، فالعشرات يقفون على الأبواب، الممرات ممتلئة بالبشر، حتى أرفف الحقائب تحولت لمقاعد وأسرة، الباعة الجائلون ينتهكون حرمتك وكرامتك لا يشغلهم غير بيع بضائعهم بأى شكل وبأى وسيلة، قلة قليلة من الركاب يحرصون على ارتداء الكمامة والغالبية أصبحوا لا يبالون؛ فما أهمية كمامة أو مطهر أمام جحافل من البشر تتشارك غرفة طولية ضيقة لأكثر من نصف يوم، فيها الأنفاس تتداخل والمقاعد تتبادل والأجساد تتلاحم.. فلماذا إذن لا يصابون بكورونا؟!.