مجرد سؤال

السؤال الصعب فى قضية وليد!

صفاء نوار
صفاء نوار

طبعا لا أخفى أننى أتعاطف مع قضية أى مصرى فى كل مكان فى الدنيا، وغالبا ما يكون هذا التعاطف مغلفا بجانب وطنى على طريقة الفهم السطحى لحديث (انصر اخاك ظالما او مظلوما)، لكن فى قضية الشاب المصرى وليد صلاح الذى صفعه مواطن كويتى لان وليد رفض ان يتعامل المواطن بكارت مخصص للتعامل مع الجمعية غير كارته الشخصى، وقال له حضرتك ممكن ترجع للإدارة، فما كان من المواطن العنصرى الا ان اقترب منه ثم صفعه على وجهه وظل يهذى بكلام فارغ وهو غاضب وكأنه المعتدى عليه.
شعرت بالغليان والغضب وانا اشاهد يد الكويتى تمتد عليه وشعرت بالغضب وانا اشاهد وليد يمتص الصفعة الاولى والثانية والثالثة وهو جالس فى مكانه على ماكينة الكاشير.
 وعندما عرفت التفاصيل خلال التليفزيون وسمعت من وليد أنه لم يرد عليه لأنه فى مكان عمل محترم وكان مع المعتدى اهل بيته وهو رجل كبير فى السن.
 زاد احترامى لوليد لأن موقفه اثبت تحضره واحترامه لعمله وفهمه لدوره والأمان فى البلد الذى يعمل فيه، ولم يحول مكان العمل إلى مسرح للانتقام، فكان جديرا بوقفة محترمة لشخصيتين، الأولى هى الوزيرة الإنسانة نبيلة مكرم عبيد التى لا أسمع او أقرأ عن قضية مصرى فى الخارج الا وأجدها فى قلب المعركة بمنتهى السرعة والقوة والوطنية تعمل بكل اخلاص.
اما الوقفة المتحضرة الثانية فكانت لرئيس الجمعية الكويتية التى تملك السوبر ماركت الذى يعمل فيه وليد وهو الأستاذ ناصر العتيبى الذى لم يكن موجودا اثناء حدوث العدوان على احد مرءوسيه لكنه ما ان شاهد الموقف حتى بادر بأقصى رد يمكن ان اتوقعه فلم يطب خاطر وليد او يسعى للصلح او قبول اعتذار المواطن الكويتى المعتدى لكنه قدم استقالته على الفور لشعوره بالاهانة الشخصية لأن اى اعتداء ظالم هو هدم لقيم الوطن والمواطنة وقواعد العمل قبل ان يكون اهانة لشخص وليد واعتقد ان انضباط وليد واحترامه للعمل ساعد ان يكون موقف رئيسه على نفس المستوى من التحضر.. والأكثر تحضرا هو انه تلقى مكالمة من وزير الداخلية الكويتى مؤكدا ان القانون سيأخذ مجراه وسيتم تحويل القضية للقضاء مطالبا وليد الا يقبل التنازل تحت اى ظرف فأعطى لموقف وليد بعدا جديدا يلخصه سؤال واحد هل الكويت دولة متحضرة تحترم نفسها وتحترم كرامة كل انسان يعمل بإخلاص ام دولة عنصرية لا تحترم من يحترم قواعد العمل ولو كان صاحب حق؟!