هل نجحت مصر في تجاوز ذروة جائحة «فيروس كورونا»؟

هل تجاوزت مصر ذروة كورونا؟
هل تجاوزت مصر ذروة كورونا؟

تعاملت العديد من الدول مع فيروس كورونا في البداية بشيء من الاستخفاف، الكل كان يثق ثقة عمياء تصل إلى حد اليقين في نظامه الصحي القوي، وتحديدًا في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، إلى أن وصل الخطر إليهم، إلى أن وقعت الطامة الكبرى الفيروس في الانتقال من مكان لمكان ومن بلد إلى آخرى ومن شعب إلى آخر حتى أصبح وباءًا عالميًا يخشاه الجميع.

بذلت جميع دول العالم جهودًا جبارة للسيطرة على كورونا إلا أن النتائج في بعض الدول كانت مخيبة للآمال، رغم التحذيرات المختلفة للمواطنين، تعاملت الشعوب مع هذه التحذيرات بشيء من الاستهتار على خلفية حالة الفزع الوهمية التي تم تصديرها قبل سنوات، تارة بحجة أنفلونزا الطيور وتارة بفعل أنفلونزا الخنازير والتي ثبت فيما بعد بما لا يدع مجالًا للشك أن خطورة الأنفلونزا العادية «الموسمية» أشد فتكًا وخطورة منها.

الظهور الرسمي لكورونا في مصر

كانت بداية الظهور الرسمي لفيروس كورونا في مصر يوم ١٤ فبراير الماضي، ونحن الآن في الأيام الأخيرة من شهر يوليو، بما يعني مرور 6 أشهر بالتمام والكمال على ظهور الفيروس الذي تتراوح فترة حضانته من ٤ إلى ١٤ يوم، وهذا الأمر إن دل على شئ فهو يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن «فيروس كورونا» مر عليه أكثر من دورة كاملة، ورغم حالة الارتفاع في أعداد المصابين في مصر وهو ما مثل ضغط على النظام الصحي في مصر، وأصاب الجميع بنوع من الفزع والقلق مع تزايد الأعداد يوميًا، إلا أن بشائر الخير بدأت تظهر بمرور الوقت وتحديدًا بعد عيد الفطر المبارك حيث شهدت الأعداد زيادات طفيفة ثم انتقلنا إلى المرحلة الثانية وهي ثبات الأرقام، ثم وصلنا إلى المرحلة الثالثة وهي تناقص الأعداد حتى ولو بشكل طفيف، وهو نذير خير ويبشر باقتراب كشف هذه الغمُة. 

انحسار فيروس كورونا

قالت الدكتورة جيهان العسال، نائب رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، فأكدت أن انخفاض أعداد الإصابات، تحتاج إلى مزيد من الوقت للتأكد من مدى انحسار فيروس كورونا المستجد، مشيرة إلى أن هذا الوقت غير محدد، خصوصًا أن فيروس سارس كوفيد-2، يمر بمراحل حتى يقل معدل انتشاره، والدلالة على هذا تكون من خلال انخفاض أعداد المصابين ثم ثباتها، ثم الاستمرار في الانخفاض تدريجيًا.

وأضافت العسال، أن انخفاض الأرقام يشير إلى أن الفيروس يضعف تدريجيًا وهذا طبيعة أي وباء، ويستمر مؤشر الأعداد في الهبوط التدريجي، مؤكدة أنه من غير المحدد توقيت انحسار الفيروس، وطالبت المواطنين بتطبيق المسافات بين الأشخاص عند النزول، والحرص على ارتداء الكمامة للمساهمة في تقليل أعداد الإصابة.

الالتزام هو طوق النجاة 

من جانبه أكد د. محمد عبد الفتاح، رئيس الإدارة المركزية لشئون الطب الوقائي بوزارة الصحة، إن هناك انخفاضًا ملحوظاً في عدد الإصابات بفيروس كورونا في مصر، مشددًا على استمرار الالتزام بالإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا، لافتًا أن مصر في مرحلة انحسار الوباء، ولكن الالتزام هو طوق النجاة لنا في هذه المرحلة، لافتا إلى أنه يتم العمل على إنتاج اللقاح، متوقعا أن يكون المصل متوفر في شهر أكتوبر.

وأشار عبد الفتاح، إلى أن مصر أصبحت تسجل أقل من نصف أعداد الإصابات التي كنا نسجلها في أعلى فترة، معلقًا "نقدر نقول تجاوزنا فترة الذروة في انتشار فيروس كورونا، ولكن أي شعور بالأمان الكاذب يؤدي إلى تخفيف الإجراءات الاحترازية قد يؤدي إلى رفع الحالات، لافتًا أن مصر من أوائل الدول التي أبلغت منظمة الصحة العالمية عن ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا، عندما كان يطلق عليها التهاب رئوي غير معلوم المصدر. 

النظام الصحي المصري

أما الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، فأكد أن الجهود الكبرى التي بذلت في مواجهة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، أدت إلى تراجع شدة الفيروس ذاته وعدد الحالات وتراجع الضغط على القطاع الصحي.

وأضاف تاج الدين، خلال تصريحاته، أن الموقف في مصر فيما بتعلق بفيروس كورونا أفضل من الأسبوع الذي أعقب عيد الفطر المبارك، مشيرًا أنه إذا ثبت عدد حالات الإصابة عند رقم محدد لمدة 5 أيام، ومن ثم تراجع بعد ذلك، نستطيع القول أن هناك منحنى للتراجع الكبير، مشيرًا أن هناك سيطرة على الموقف ولكن مازلنا في مرحلة وجود المرض وفيروس، ويجب أن نستمر في الإجراءات الصحية والتباعد الاجتماعي واستخدام المطهرات، لافتًا إلى أن شراسة فيروس كورونا تراجعت وقلت حدته، الأمر الذي جعل الحالات المصابة لا تعاني كثيرًا كما كان في بداية الجائحة.

الاستعدادات مستمرة

وتواصل وزارة الصحة والسكان رفع استعداداتها بجميع محافظات الجمهورية، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس كورونا المستجد، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية، كما قامت الوزارة بتخصيص عدد من وسائل التواصل لتلقي استفسارات المواطنين بشأن فيروس كورونا المستجد والأمراض المعدية، منها الخط الساخن «105، و15335»، ورقم الواتساب «01553105105»، بالإضافة إلى تطبيق «صحة مصر» المتاح على الهواتف ويمكن تحميله من خلال الرابطين التاليين:-

نسخة اندرويد

https://bit.ly/2MHG97L

نسخة ايفون

https://apple.co/3gURgYJ