حكايات| بـ«الأونسن» والشاي الأخضر.. لماذا يستحم اليابانيون في المساء؟

بـ«الأونسن» والشاي الأخضر.. لماذا يستحم اليابانيون في المساء؟
بـ«الأونسن» والشاي الأخضر.. لماذا يستحم اليابانيون في المساء؟

تذهب أمم وتولد أخرى، لكن تظل الأجيال تتوارث بعض الثقافات المشتركة حتى مع اختلاف الأرض واللون والعرق، وعلى رأس تلك الأمور «النظافة الشخصية».

 

عند الاستحمام يتساوى الغني والفقير والوزير والخفير ويتجرد كل شخص من منصبه، رغبة في الحصول على حمام ساخن لتهدئة أعصابه والتخلص من الهموم وضغوطات الحياة من خلال إلقائها في تلك الحوض الصغير المليء بفقاقيع الصابون.

 

لكن الاستحمام يلعب دورًا كبيرًا في المجتمع الياباني، لأنهم يجدون فيه الملاذ الآمن للهروب من الحر والرطوبة، ويعتبرونه متنفسًا مناسبًا للتخلص من الأعباء بعد 12 ساعة من العمل اليومي الشاق.  

 

اقرأ للمحررة أيضًا| هل سمعت عن مداعبة الرقبة؟.. 1500 حيوان يمارسون الشذوذ الجنسي

 

ومع انتشار التكنولوجيا التي تشهدها اليابان الآن؛ ليس هناك نعمة تضاهي نقع الجسد ببطء في الماء الساخن للشعور بالاسترخاء، ولا تزال ثقافة الاستحمام اليابانية التقليدية منتشرة حتى الوقت الحاضر.

 

طقوس الاستحمام

 

لكل شعب عاداته وتقاليده التي تحمل طابعه الخاص لكن الشعب الياباني يمتاز بالعديد من الإيجابيات الغنية التي توارثها من أجداده وتحث في مجملها على النظافة والبساطة والاحترام المتبادل. 

 

 

ومن الطقوس الغريبة التي يمارسها اليابانيون الاستحمام ليلًا لينعمون بنوم هادئ، وترجع هذه العادة إلى القرن التاسع عشر لعدم وجود الماء الساخن أو سباكة داخلية في المنازل. 

 

اقرأ للمحررة أيضًا| يصلون ويصومون مع المسلمين!!.. «إيناس» المصرية تروي أسرار الصينيين

 

وكان يجب على معظم اليابانيين تسخين المياه حتى درجة الغليان من أجل الاستحمام، وهذه عملية كانت تستغرق الكثير من الوقت، لذلك استمرت العادة العامة الاستحمام في المساء أي توفيرا لوقت العمل بالنهار.

 

يأتي الاستحمام على مراحل أبرزها ملء حوض كبير «البانيو» بالمياه لا تتجاوز حرارته 40 درجة مئوية، لفتح مسام الجسم وترطيبه والتخلص من روائح العرق والغبار العالق بأجسادهم طوال فترة العمل خصوصًا لأنهم يعتمدون على التنقل بوسائل المواصلات العامة.

 


مياه الأونسن 

 

يلجأ بعض اليابانيين إلى الاستحمام خارج المنزل والذهاب إلى الحمامات العامة للحصول على «دُش دافئ» من خلال الاعتماد على ينابيع المياه الساخنة التي تحظى بشهرة عالمية، والتي يُطلق عليها «الأونسن»، وهي عبارة عن صنابير مرشحة.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| أعضاؤهم تباع بالدولار وتجلب الحظ!.. من هم أعداء الشمس؟

 

وتوجد هذه الحمامات العامة بنوعيها، في كل منطقة تقريبا في اليابان ويشترط للاستحمام فيها التجرد تمامًا من الملابس، وتضع جميع الحمامات العامة في البلاد قواعد صارمة للاغتسال قبل النزول إلى المياه وتوفر مساحة مشتركة للأصدقاء والعائلات وزملاء العمل للاسترخاء والتواصل.


الاستحمام بالمشروب المفضل 

 

لم يكتف اليابانيون بذلك بل اخترعوا بعض التقاليع الجديدة لإضفاء لمسات من الرفاهية والتجديد على طريقة اغتسالهم الساخنة فقاموا بإطلاق حمامات شعبية في عام 2016 لتقديم خدمات إضافية لزوارها، مثل حمام ومنتجع «يونيسون سبا» الواقع في منطقة هاكون يوموتو، لمن يرغبون بالاستحمام بمشروبهم المفضل، مثل الشاي الأخضر أو القهوة.

 

ويمكن للزائرين شرب وتذوق الشراب المفضل وليس الاستحمام فقط ويبلغ سعر تذكرة الدخول نحو 24 يورو.