حكايات| هل سيختفي الطيارون من قمرة القيادة في المستقبل ؟

الطيارون قد لا يكون لهم مقعد في قمرة القيادة مستقبلا
الطيارون قد لا يكون لهم مقعد في قمرة القيادة مستقبلا

صناعة النقل الجوي واحدة من أهم الصناعات التي تقوم عليها اقتصاديات الدول، بالرغم من أن الطيران وسيلة النقل الآمنة في العالم، وهذا ما تؤكده إحصاءات حوادث الطيران في مقابل إحصائيات حوادث أي وسيلة نقل أخرى؛ لكن هل هذا الأمان يقترن بالتطوير والتحديث أم بمهارة العنصر البشري؟ .

اقرأ أيضا للمحررة البعض يطير على الأرض..  طيارون يروون تفاصيل حياتهم مع الحجر الصحي

المهتمون بصناعة الطيران والنقل الجوي على علم بأن التطوير في هذا القطاع لا يعرف الحدود، فهي صناعة بالأساس وجدت عندما فكر الإنسان خارج الحدود المألوفة، فمن كان يتخيل أن يسافر الإنسان في دقائق رحلات كان يأخذها في أيام، ربما ما سبق يمهد الطريق ليكون الطيران في المستقبل بدون طيارين داخل قمرة القيادة.


طيار واحد 
في فبراير 2018 كانت هناك دراسة لعدد من شركات تصنيع الطائرات، لتصميم قمرة قيادة تتسع لطيار واحد، بدلا من طيارين، وتستهدف هذه الدراسة خفض النفقات التي تنفق سنويا في رواتب الطيارين وتدريبهم.

 

لكن كان هناك رأي أخر لشركة إيرباص التي لا يخفى على المطلعين على صناعة النقل الجوي محاولت إيرباص الدائمة للتطور والتحديث.

 

مؤتمر إيرباص للابتكار 
محررة المقال شاركت في فعاليات أيام إيرباص للابتكار في مايو من عام 2019 بحضور 135 صحفيا من 42 دولة حول العالم وكانت بوابة أخبار اليوم هي الممثل الوحيد من مصر وشمال أفريقيا وخلال أعمال اليوم الثاني من المؤتمر الذي عقد بمقر شركة إيرباص بمدينة تولوز الفرنسية وتحديدا في جلسة تحت عنوان «ما هو القادم في الصناعة؟» كان هناك تساؤل عن نوايا الشركة المتطورة إيرباص في الاستغناء عن الطيران في المستقبل.

 

وردا على سؤال حول إمكانية الاستغناء عن الطيارين في المستقبل جاءت الإجابة إنه خلال 60 عاما تم تقليص عدد الطيارين من 4 إلى 2 وعلى المدى القريب لن نشاهده الاستغناء عنهم ، انتهت هنا الأجابة التي تستطيع أن تلتمس منها أن إيرباص تمهد الطريق لذلك.

 

فمؤخرا أعلنت شركة إيرباص لتصنيع الطائرات ، عن نجاح أول عملية إطلاق لطائرتها من طراز "A350" _التي تعد من أكبر الطرازات التي تقوم بتصنعها بشكل آلي بالكامل، من خلال عمليتي الهبوط والإقلاع، حيث يسمح النظام بإطلاق الطائرة والإقلاع والهبوط من نفسها دون تدخل من الطيارين.

 

 

جاء ذلك بعد اختبار للنظام لمدة عامين للإقلاع والهبوط الآلي لطائرة تجارية، من خلال اختبارات الطيران الآلية بالكامل، باستخدام تقنية جديدة مستحدثة تكون "إيرباص" الأولى على مستوى العالم في هذا.

 

وأجريت شركة إيرباص أكثر من 500 رحلة تجريبية، وتم تخصيص ما يقرب من 450 من هذه الرحلات لجمع بيانات، وتم استخدام سلسلة من 6 رحلات تجريبية، كل منها تتضمن 5 إقلاع وهبوط في كل تشغيل، لاختبار قدرات الطيران الذاتي.

 

اقرأ أيضا للمحررة | «بكرسي متحرك وجناحين».. أسامة كمشاد يحلق بجوار قمة خوفو

جيرمان وينجز
يبدو أن مقترح وجود طيار واحد بقمرة القيادة أو الاستغناء عن العنصر البشري في القيادة ، يبدو أنه لن يمر دون الحصول على ثقة الجمهور وضمان السلامة .

 

نعود لعام 2015 وحادث تحطم طائرة جيرمان وينجز، ففي رحلة وينجز قام خلالها الطيار بإغلاق قمرة القيادة على نفسه والاصطدام عمدا في جبال الألب، فرضت منظمة الطيران تعليمات بضرورة تواجد طيارين اثنين في قمرة القيادة طوال وقت الرحلة لكن تم التراجع عن هذه التعليمات بعد عامين بعدما وجد أنها لم تضف كثيرا في مجال سلامة وأمن الطيران.
 


يظهر البعض التحمس لفكرة الطيار الواحد رغبة في توفير النفقات وفي تصريحات سابقة نشرت 2018 للمدير العام لهيئة الطيران المدني السنغافورية، إن تكنولوجيا الطيران تقدمت بما فيه الكفاية لإتاحة الفرصة خلال الخمس سنوات القادمة لتطبيق فكرة طيار واحد في قمرة القيادة،لكنه أشار في الوقت ذاته أن الأمر بات يتعلق بالعوامل الإنسانية مثل العجز البدني والإلهاء والشعور بالتعب، وهو ما سيحتاج وقتا من أجل التغلب عليه.

اقرأ حكاية أخرى: عالم مجنون خطط لإنقاذ أوروبا عبر تجفيف البحر المتوسط


بوينج ونقل البضائع
بينما قال تشارلز توبس نائب رئيس قسم الأبحاث والتكنولوجيا في شركة بوينج  للجارديان:" نحن ندرس ذلك، ومن المرجح أن نطبقه في نقل البضائع"، وذكر أن الأمر قد يستغرق عقدين لإقناع الركاب في الصعود على متن طائرة يقودها طيار واحد.

 

وقال مدير العمليات في شركة إس تي إيروسبيس،  جيفري لام، إن الاهتمام بهذه الفكرة أصبح عالميا، و"أعتقد أن بعض  مشغلي طائرات الشحن يراقبون بعضهم البعض في هذا المجال، فإذا أقدمت إحدى الشركات على تنفيذ تلك الخطوة، فستتبعها الشركات الأخرى، لأنه لا أحد يريد أن يكون متخلقا عن أمر سيوفر النفقات".

الأمان
ورغم أن بعض الطائرات التجارية الصغيرة يمكن أن تطير جوا بواسطة طيار واحد، فإن الطائرات التجارية التي تحمل الركاب والبضائع تتطلب اثنين من الطيارين من أجل التحكم بالرحلة، وهو ما يؤمن حماية عند عجز أحد الطيارين عن القيام بمهامه ويساهم في تخفيف أعباء القيادة.

 

 مميزات وجود أكثر من طيار 
ساهم وجود 5 طيارين على متن طائرة عملاقة من طراز A 380 تابعة لشركة كوانتاس إيروايز، في إنقاذها والهبوط بها بسلام في سنغافورة عام 2010 بعدما تعطل محركها.

 

 وقال المدير التنفيذي للشركة، آلن جويس، إنه لا يخطط لتبني هذه المقترحات في المستقبل المنظور، مضيفا أنه لا تزال هناك مشكلة بالتصور العام لهذه المقترحات وأنها ستستمر بعض الوقت فيما يخص الرحلات التجارية.