شىء من الأمل

محاسبة منظمة الصحة العالمية !

عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب

ليس خفيا ان هجوم الرئيس الامريكى ترامب سواء على الصين او منظمة الصحة العالمية يستهدف التنصل من مسؤوليته عن انتشار وتفشى فيروس كورونا المستجد فى ارجاء امريكا حتى الان، وللتغطية على استهانته بهذا الفيروس سريع الانتشار، وعدم الاكتراث بخطورته وبالتالى عدم الاستعداد مبكرا لمواجهته، فصارت الولايات المتحدة هى الدولة التى سجلت اكبر عدد من الاصابات بالفيروس والوفيات بسببه بين دول العالم.. لكن ذلك لا يعفى تلك المنظمة العالمية من المساءلة والمحاسبة على أدائها المضطرب فى مواجهة الجائحة التى يتعرض لها عالمنا.
ففى البدء عندما أعلنت الصين عن ظهور الفيروس فى مدينة ووهان أعلنت منظمة الصحة العالمية انه فيروس لا يصيب البشر ولا تنتقل عدواه من إنسان إلى اخر، رغم ان احد صفاته الاساسية المؤكدة انه سريع الانتشار.. ولذلك لم تحذر المنظمة الدول لكى تواجه هذا الفيروس، وكانت النتيجة ان هذا الفيروس انتقل من الصين إلى العديد من الدول فى اسيا واوربا ومن بعدها اللا الأمريكتَين، حتى صار جائحة عالمية خطيرة لا يتوقف عداد ضحاياها عن الدوران والصعود.
وساعد على ذلك ان منظمة الصحة العالمية تأخرت فى الإعلان عن تعرض العالم لهذه الجائحة حتى بداية شهر مارس رغم ان الصين أعلنت عن ظهوره فى نهاية شهر ديسمبر.. اى انها تأخرت فى حث الدول والحكومات على اتخاذ الاجراءات الاحترازية لمواجهة هذه الجائحة.. وقد أتاح ذلك وقتا كافيا لفيروس كورونا المستجد لكى ينتشر ويتسع هجومه على العديد من الدول وتزداد خطورته اكثر وتزداد ايضا اعداد ضحاياه وتتراكم خسائره الاقتصادية والتى حددها صندوق النقد الدولى فى هذا الركود العميق الذى أصاب الاقتصاد العالمى
وحتى بعد ان أعلنت المنظمة العالمية عن هذه الجائحة فانها ظلت تقدم معلومات وتصدر بيانات مضطربة ومتناقضة حول هذا الفيروس المستجد.. مثل الطريقة التى يصيب بها الفيروس البشر او التى ينتقل بها من إنسان إلى اخر.. فهى قالت اولا انه ينتقل عبر الرذاذ وملامسة الأسطح، ثم استبعدت او قللت من دور الأسطح، حتى انها ألغت توصياتها السابقة بتطهير الشوارع والأسطح..، والان تقول المنظمة ان هناك احتمال انتقال الفيروس عبر الهواء لانه يظل عالقا به لبعض الوقت ويتحين الفرصة لاصابة البشر سواء عبر استنشاق الهواء مباشرة او عبر اجهزة التكييف.. ولذلك بعد ان كانت المنظمة تنصح فقط المصابين بالفيروس بارتداء الكمامات صارت تشدد على ارتداء الجميع هذه الكمامات لحمايتهم من الإصابة.
واتسع اضطراب المنظمة العالمية ليشمل ايضا الأدوية التى استخدمتها الدول فى علاج المصابين بالفيروس.. فهى تحمست فى أوقات لأنواع محددة للادوية، ثم فقدت حماسها لها فيما بعد، بل وحذرت من خطورتها على صحة المصابين.. بينما بدت المنظمة بعيدة تماما عن المحاولات العديدة فى العالم الان لاكتشاف لقاح ناجع لهذا الفيروس، فهى تكاد تكتفى بمتابعة تلك المحاولات كما يتابعها الناس العاديون، اى عبر وسائل الاعلام، ومن خلال تصريحات المسؤولين فى الدول والمؤسسات والجامعات المنخرطة الان فى تطوير اللقاح المنتظر
بل ان المنظمة العالمية لا تعرف الا القليل عن هذا الفيروس حتى الان رغم انه مضى نحو سبعة أشهر على ظهوره، لدرجة انها لا تعرف هل هو نسخة واحدة ام له نسخ متعددة ومتنوعة.. لذلك هذه المنظمة تحتاج لمحاسبة بعد ان يتمكن العالم من السيطرة على هذا الفيروس سريع الانتشار.