عاجل

يوميات الأخبار

لصوص المناصب..!

صالح الصالحى
صالح الصالحى

حينما ترى بعين واحدة لا تظن أنك صائب.. فعين الحق لها عيون كثيرة لترى كل الحقيقة.

دائما هناك المتحركون والمتربصون والحالمون المشتاقون لتولى المناصب، فى كل عصر وفى كل وقت.. أطلقت عليهم ألقاب عديدة، فى وقت تتراوح تصرفاتهم ما بين البريئة والمجرمة.. وكل مجهود على حسب المنصب المراد توليه.. وطبعا على حسب قوة المعركة وشراستها وقوة المنافس.. لكن وسط هذا الصراع الذى يشتد أو تقل شدته حسب كل حالة تجد لصوص المناصب.. فهم فئة موجودة بيننا.. لا أحد يلتف إليها.. ولكنهم المتربصون طول الوقت لتحين الفرصة للإنقضاض والتهام المنصب الذى يريدونه.. يتبعون كل الحيل التى تتراوح ما بين الشائعات التى يطلقونها بأنهم قادمون مستخدمين فى ذلك وسائل حديثة كمواقع التواصل الاجتماعى التى أصبحت الأسرع والأمهر.. طبعا ولا مانع من كتائب إلكترونية تروج له وأخرى تطعن وتقطع فى منافسيه لازاحتهم من الطريق.. وأحيانا يكون اللص فرد قائم بنفسه لكنه يستطيع ان يطلق جملة واحدة بأنه قادم قادم.. فتتهافت عليه التهانى لعل وعسى يفوز ويحصلون على جانب من الكعكة.. فهو ذكى استطاع ان يلعب على اطماعهم ولو لبعض الوقت.. وان يخلق حالة جدلية حوله ويصبح اسمه ملء الاسماع والاذهان.
لصوص المناصب قد يكونون من الصف الثانى فى نفس المكان.. وأصبحوا من القوة ما تجعلهم يطالبون أن يأتى الدور عليهم.. فهم ربما يكونوا من المقربين لصاحب المنصب الحالى ويطعنوه فى الظهر.. وقد يكونون معادين له ويتربصون به الدوائر كى يقع ويفوزون بالمنصب.. وفى الغالب هذا النوع لا يحصل على المنصب ويستمر فى حالة التشفى والشماته فى أى صاحب منصب.. لأنه يظل طوال عمره يحلم ويحلم ولا يتحقق حلمه حتى حبس فى هذه الخانة التى لا يخرج منها أبدا.
لصوص المناصب أذكياء يخطفون الكحل من العين ولا يسلمون أبدا.. فهم دائما ما يحاولون مرات عديدة ولكن المناصب مختلفة.. فهم مليئون بالطموح المتزايد حسب الموضة.. لكنهم دائما مايورثون أماكنهم لآخرين فى وعود ووعود.. اذا ما أصابت طموحاتهم المناصب الجديدة.. يتصدقون بالمناصب القديمة.. أوفياء لحاشيتهم وتابعيهم لانهم لا يستطيعون أن يحيوا بدون حاشية.
اللص طماع بطبعه يعلم أنه لص لا يتبع الطرق المشروعة لكنه فى يقينه انه المستحق الوحيد.. فهو يرى نفسه الأذكى والافضل.. قد يمتلكه الغرور فلا يسعى.. متصورا أنه سيأتى له صاغرا.. وقد يكون مجتهدا فى الوصول لهدفه لكنه دائما يتحرك فى مجموعة تروج له الشائعات.. وان لم يحالفه الحظ فى أحد المرات ينتقل العطاء على منصب آخر.
لصوص المناصب يعانون من أمراض مزمنة نتيجة الضغوط النفسية.. فهم لاينامون بشكل كاف.. ومتوترون طوال الوقت.. لا يهدأون حتى يحصلوا على ما يريدون.
قد يصابون بالجنون لانهم لا يرضون بالقسمة والنصيب لانهم نرجسيين دائما هم الافضل من الجميع.
المشهد أصبح مليئا بلصوص المناصب.. واعدين تابعيهم بجزء من الغنيمة التى أرى انهم حتى وان وصلوا اليها سيكتشفون ان العلبة القطيفة فارغة!!
يوسف بطرس «طسته عربية»
تابعت حديث الدكتور يوسف بطرس غالى وزير المالية فى حكومة أحمد نظيف التى ثار عليها الشعب فى ٢٥ يناير ٢٠١١.
الحديث بثته قناة القاهرة والناس.. الذى تضمن الجزء الأول منه عرضاً من بطرس تضمن روشتة لإصلاح تداعيات كورونا الاقتصادية.. والثانى مداخلة لأحمد الوكيل رئيس الغرفة التجارية.
المهم أننى تابعت كل ما قاله الوزير الأسبق الذى تم استضافته عبر «سكيب» وتم الاحتفاء به وكأنه ليس وزيراً هاربا عليه أحكام بالسجن وتم التعامل معه على أنه خبرة وقيمة اقتصادية نلجأ إليه فى الأزمات لكتابة روشتة الإصلاح الاقتصادى.
تغلبت على نفسى وحيدت مشاعرى وأهوائى ضده التى على يقين أنه طالما ان المحكمة ادانته لا يليق أن يتحدث عن مصر وإلى شعب مصر وكأن شيئا لم يكن.. حيث استهل حديثه بأنه مشتاق لمصر ولأهل مصر وللسير فى شوارع شبرا وبالتحديد المعهد الفنى ومقاهى هذا الشارع الذى كان نائبا فى مجلس الشعب عنها.. وكأن هذا الشعب يتعاطى عقاقير أذهبت ذاكرته.. فلا يزال صورة بطرس فى يوم إقالة حكومة أحمد نظيف بالقرية الذكية وهو متجهم حزين مستشعر خطورة ما ستتعرض له البلاد من أحداث كان لا يعلم مداها أحد واضحة أمامه حتى استطاع أن يهرب فى وقت قياسى.
عاد يوسف بطرس للمشهد فى حالات محددة سواء عبر الأحاديث الصحفية أو التليفزيونية فى توقيت بدء برنامج مصر للإصلاح الاقتصادى باتفاق الموقع مع صندوق النقد الدولى ومرة أخرى بالحديث عن أموال الصناديق الخاصة والمرة الأخيرة محل الحديث. التى بدأها بأن الاقتصاد العالمى «طسته عربية».. وكانت المفاجأة التى قدمها من خلال الترويج لنفسه بنجاحه فى إصلاح اقتصاديات العديد من الدول فى الخارج بأن قال علينا فى مصر أن نطبع البنكنوت ولا نحشى من التضخم.. وعلى الدول أن تقلل من قيمة سعر الصرف لعملتها.. حتى تتمكن من زيادة الصادرات.. وكأنه لم يغادر البلاد منذ أكثر من عشر سنوات.. ولم يخرج أصلا من غرفته.. كيف أقلل من قيمة عملتى لزيادة الصادرات بعدما أثبتت قوتها المصرفية أمام سلة العملات الأجنبية فى سوق حر، تتراوح صعوداً وهبوطاً لبعض القروش يوميا.. وهذه نتيجة لنجاح الاصلاح الاقتصادي.. ثم كيف أطبع بنكنوت ولا أخشى من التضخم؟!. بحجة إنقاذ السوق والاقتصاد من الانهيار.
ياسيادة الخبير إنقاذ السوق والاقتصاد بالتنمية والعمل الذى لم يتوقف حتى فى زمن الحظر الذى فرض لحماية البلاد من ذروات الكورونا التى اجتاحت العالم وجملة الاجراءات الداعمة التى أتخذتها الحكومة لدعم المستثمرين والقطاع الخاص وأصحاب الاعمال الذين توقفت أعمالهم.. بالاضافة لتأجيل أقساط الديوم وفوائدها.
الواقع فعلا أنك بعيد جدا عن التجربة المصرية التى لم يتوقف فيها العمل فى الوقت الذى لم تقدم فيه المثل والقدوة لكل مواطن مصرى.. عليك الا تقدم العلاج للاقتصاد المصرى.. ولن يتقبل أحد منك نصيحة فإنك فى نظر العدالة هارب من العدالة.
حصرى بالمصرى
< لاتظن أنك صائب وصاحب بصيرة عندما ترى بعين واحدة.. سواء كانت هذه الرؤية بعين مصلحتك أو مصلحة أحد يخصك.. الحق له اكثر من عين.. فما بالك بعينك الواحدة التى تحجب عنك أكثر من نصف الحقيقة.
المتواضعون لايتحدثون عن التواضع.. بل يصفهم الآخرون به.. فهم لايشعرون به... لأنه خصلة فيهم وليس تفضلا او تزييفا يخدعون به الآخرين. ـ وأتصور أن كلمة الحقيقة لا تتحقق الا باكتمالها وإلا تحولت إلى غش وتدليس وأصبحت شيئا مغايراً عن أصله.
فالحقيقة لا تعترف إلا بالتجريد فلا تقبل الخصم أو الاضافة ولا التلوين مهما كان شكلها عليك أن تراها بكل أعينها مهما كانت قاسية أو صادمة.. باختصار لانها حقيقة يوجدها اصحاب الحقوق فقط ويفرضونها على من يرضاها أو يرفضها.
< ما زلت أكرر ان أزمة السد الإثيوبى ستحل فى النهاية.. وأن المعادلة الصعبة ستتحقق، تنمية لإثيوبيا ومياه لمصر والسودان.. وإذا كان السد أصبح واقعا إثيوبيا فمحطات توليد الكهرباء لن تدور على حساب مصر.. وما زالت مصر تؤكد على أنه لو أن هناك أملا فى التفاوض أقل من ١٪ تتمسك به مصر.. باختصار لأنها صاحبة حق وتملك فى نفس الوقت قوة الردع.. وإذا كانت إثيوبيا تتعامل مع السد أنه أمر واقع.. فالأوقع منه حصة مصر من مياه النيل لن تتنازل عنها  ولن يستطيع أحد أن يفرض على مصر أمرا يهدد أمنها القومي.
واذا كانت إثيوبيا ترغب فى التخزين أو الملء فى فترة امطار شهر يوليو فلماذا لم تبدأ حتى الآن؟.. باختصار لأن مصر القوية لا أحد يفرض عليها أمراً ولن تدور توربينات توليد الكهرباء رغما عن إرادة مصر.
< حتى يعزف الإعلام لحنا متناغما... ولا أقول لحنا واحدا.. فتعدد الرأى والتعبير فضيلة لابد أن تكون حتى يخرج لحنا عظيما نطلق عليه لحن الخلود.. يخرج من نوتة موسيقية ولايعزف سماعى.. يتولاه أوركسترا فائق الجودة فلا مكان للهواة وأخطائهم.. ولا مكان للأصوات النشاذ.. لحن الخلود فى حب الوطن من إعلام وطن واع للتحديات الكبيرة التى يمر بها الوطن..
< فى غياب بطولات الدورى والكأس أصبح لدينا مباراة فى الحصول على شعار نادى القرن عند وزارة التموين!!
< لدينا فى مصر الجرائم على الموضة فنحن الآن فى موسم جرائم التحرش.. كما أن أسباب الوفاة على الموضة.. فكلما توفى أحد تسأل هل بسبب الكورونا؟!
< لدينا ميزة مصرية امتحانات الثانوية العامة.. فالاخطاء فى الأسئلة من واضعيها من أعظم مستشارى وزارة التربية والتعليم والاعتراف بالخطأ.. واعتبار أن الاجابات الخاطئة والصحيحة متساوية. لاتوجد هذه الميزة الا فى الثانوية المصرية التى أكدت وزارة التعليم أن الاسئلة بدون اجابات فكله صح!!
< مازلت اتعلق بأخبار الكورونا واكتشاف العلاج واللقاح يوميا عبر شاشات التليفزيون التى أنساها حينما أرى مواطنى الدول الأجنبية المتقدمة لايرتدون الكمامات بالشوارع والميادين حتى فى المظاهرات..
وأتساءل ما السر وراء ذلك؟. وهل تقدم المصريون حتى يرفضوا هم الآخرون ارتداء الكمامات فى الشوارع؟