سيلفي اللحظات الأخيرة يحصد أرواح «المهوسين» بالتصوير 

سيلفي الموت
سيلفي الموت

ارتفعت حوادث الموت وربما يطلق عليها البعض الآخر قتل النفس بشكل كبير، بسبب هذا الهوس الذي سيطر على بعض العقليات، وتحولت ابتسامتهم أمام الكاميرا إلى الابتسامة الأخيرة أو بمعنى أدق «ابتسامة الموت»، تحول الهوس بالتقاط صورة سيلفي للذكرى إلى خطر كبير يحيط بكل عشاق هذا النوع من التصوير خصوصًا مع التواجد في لحظات نادرة في أماكن أو مواقف مختلفة رغم خطورتها الشديدة.

مما لا شك فيه أن المغامرات الخطيرة تمنح المتعة للكثير من الشباب، ومع انتشار الهواتف والصور الشخصية، أصبح «السيلفي» موضة واسعة الانتشار حول عالم، خاصة مع ظهور أول هاتف بكاميرا أمامية في 2010، بحسب ما أوضحت صحيفة «الجارديان» البريطانية، وبحسب دراسة عام 2018 نشرت في مجلة طب الأسرة والرعاية الأولية أن حوالي 259 شخصًا في جميع أنحاء العالم قد لقوا حتفهم أثناء تناولهم صور سيلفي من 2011 إلى 2017.

السقوط من الوادي العظيم

لقيت امرأة من ولاية أريزونا الأميركية حتفها، عقب سقوطها من ارتفاع 30 مترا، أثناء التقاطها لصور في منطقة «جراند كانيون» أو الوادي العظيم، وفقًا لما جاء بـ«سكاي نيوز»، وتمكنت قوات الشرطة، من انتشال جثة ماريا سالجادو لوبيز، البالغة من العمر 59 عاما، بعد سقوطها من ارتفاع كبير في منطقة «الوادي العظيم».


ووفقًا لما ذكرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد كانت ماريا تتنزه في الموقع، وتلتقط الصور التذكارية، برفقة عائلتها، حين وقع حادث سقوطها، ويرتبط «الوادي العظيم» بسلسلة من الحوادث المميتة، حيث شهد في عام 2018 وفاة 17 شخصا، في حين توفي 4 أشخاص على الأقل في العام الماضي.

وبحسب المتحدثة باسم منتزه «جراند كانيون الوطني»، فانيسا سيجا سيرفانتس، فإن متوسط الوفيات التي تسجل في الموقع هو 12 سنويا، وترجع لأسباب متعددة كالسقوط أثناء التقاط الصور أو الغرق أو الحمى، ويعد المنتزه واحدا من الوجهات السياحية الأكثر شعبية في الولايات المتحدة الأميركية، حيث اجتذب ما يقرب من 6.4 مليون زائر في عام 2018.

حظر السيلفي

تم رصد وتحليل أكبر عدد ممكن من الأخبار في جميع مناطق العالم المتعلقة بالوفاة بسبب التقاط السلفي وتحديد جنس الوفيات، فتبين أن ٧٠ حالة كانت بسبب الغرق، و٥١ حالة بسبب حادث سيارة ناجم عن السيلفي، و٤٨ حالة سقوط.

اقترح الباحثون حظر التقاط السيلفي في المناطق السياحية الخطرة في كل أنحاء العالم، للحد من أعداد الوفيات المتزايدة، لأن في الفترة ما بين أكتوبر عام ٢٠١١ إلى نوفمبر عام 2019، تم رصد ٢٥٩ حالة وفاة نتيجة السيلفي في العالم، بمتوسط ٤٣ حالة وفاة سنويًا.

وأوضح الباحث أجام بانسال، أن «السلوك البشري هو الذي يسبب حالة الوفاة، لذا لا بد من إعلان مناطق لحظر السيلفي مثل بعض المسطحات المائية وقمم الجبال والمباني الشاهقة لتقليل معدل الوفيات»، لافتًا إلى أن بعض المواقع السياحية الشهيرة في الهند بدأت بحظر التقاط السيلفي، وذكر بأن الهند هي أعلى البلاد التي تشهد وفيات نتيجة التقاط السيلفي، تليها روسيا ثم الولايات المتحدة وباكستان.

ووفقًا لما ذكرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، يأتي السقوط من الأماكن المرتفعة والغرق من أكثر أسباب الوفاة، نتيجة التقاط السيلفي. وأظهرت بعض الدراسات أن أعلى معدل للوفيات، الذي تصل نسبته ٧٣%، من الرجال، الذين تتراوح أعمارهم بين ٢٠ و٢٩ عامًا.