اشتروا منى

رقصة الفرخة المذبوحة

هناء عبدالفتاح
هناء عبدالفتاح

هناء عبدالفتاح

لا أحبذ تشبيه الوضع الذى وصل إليه أردوغان فى المنطقة بوضع الملك الذى يكش على رقعة الشطرنج ويموت بعد فقدان كل ما يمكن الإختباء خلفه، أعتقد تشبيهه بالمُحاصر من كل الإتجاهات فى لعبة عسكر وحرامية أوقع، وتشبيهه بالفرخة المذبوحة التى ترقص حلاوة روح هو الأقرب للصواب، قراره بتحويل كاتدرائية أيا صوفيا إلى مسجد وهى كيان تاريخى ومدرجة ضمن التراث العالمى كمتحف تم تشييده فى عهد الإمبراطورية البيزنطية خلال القرن السادس الميلادى، ليس قراراً نابعاً من تشدد دينى لا سمح الله، وإنما نابع من رغبته فى صرف النظر عن فشله فى إدراة إقتصاده داخلياً، وأيضاً فشله فى الخطة التى صور له خياله المريض كونه قادرا على إنجازها فى ليبيا، غروره وغطرسته حجبوا عنه حسن تقدير الموقف، فإنطلق مدفوعاً بحلم الإستحواذ على فاتورة الإعمار فى ليبيا وحلم السيطرة على خيراتها المهولة من نفط وغاز وذهب وحديد متصوراً أن شعبها الذى لا يتجاوز تعداده ست مليون نسمة شعب لا حول له ولا قوة ولن يستطيع منعه من أخذ _ إرث أجداده _ حسب وصفه عديم الحياء !
غروره وغطرسته أيضاً صوروا له أن العبث بأمن مصر القومى وإعادة لم شمل المليشيات والمرتزقة وتصديرهم لمصر من الصحراء الغربية يمكن أن يمر مرور الكرام، ففوجئ بالرئيس السيسى يحدد له الخط الإحمر، وفوجئ بمصر تقوم بحشد دولى من طراز فاخر طوقت به عنقه وجعلت الدول الكبيرة تنتقده وتستنكر ما يريد فعله بل وتحذره.
وأخيراً فوجئ بالجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر يقرر إستمرار وقف العمل بحقول وموانئ النفط الليبى، فلا يحدث عليها أى تعامل إلا بعد فتح حساب دولى يشرف عليه المجتمع الدولى وتودع فيه عوائد تلك الثروات بحيث تتحقق ضمانة توزيعها بعدالة على الشعب الليبى كله، وإذا كانت آلية تلك الضمانة ليست محددة حتى اللحظة، إلا أن استمرار الغلق فى حد ذاته ضربة جديدة على رأس أردوغان، فعلى ضوء هذا لن يستطيع صرف رواتب المليشيات والمرتزقة أتباعه الذين زرعهم فى ليبيا وسيخرجوا عن سيطرته وسيطلبوا العودة من حيث أتوا، إستمتعوا بمشاهدة رقصة الفرخة المذبوحة ففيها ما يشفى الصدور، ويضع المتغطرس فى حجمه