م القلب

رسائل السماء

فاتن عبدالرازق
فاتن عبدالرازق

يوماً بعد يوم ومنذ بداية جائحة كورونا يزداد يقينى بأن المولى عز وجل يبعث لنا  رسائل يجب أن نعيها ونحسن فهمها ونعمل بها.. رسائل تؤكد أن الله سبحانه وتعالى هو القادر المقتدر الذى بيده الملك والملكوت وهو على كل شىء قدير وأننا جميعا لا حول لنا ولا قوة إلا بإذنه وبأمره هذه الرسائل تحثنا على إعادة ترتيب أولوياتنا فى الحياة وأن نشكر العلى القدير على نعمه الكثيرة التى اعتدنا عليها وعلى كل يوم يمر علينا ونحن وأحبابنا فى صحة وعافية.
هذه الرسائل أكدت لنا أنه لا تميز بين دولة وأخرى ابتداء من مجلس إدارة العالم الذى تمثله الدول الكبرى وفى مقدمتها أمريكا وانجلترا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والصين واليابان ـ التى كنا نتصور انها قادرة على مواجهة أية تحديات بما تملك من تكنولوجيا هائلة ومتقدمة ـ إلى الدول النامية والفقيرة، فقد تساوى الجميع أمام هذا الفيروس الضعيف فى المعاناة بل نجحت الجائحة فى الكشف عن هشاشة بعض الأنظمة الصحية فى الدول العظمى.
رسائل السماء فى هذا التوقيت أظهرت لنا بوضوح معادن البشر الغث منها والنفيس حتى نتمكن من وضعهم فى أماكنهم الصحيحة فى حياتنا كما وجهتنا إلى ضرورة إعادة تنظيم فئات المجتمع وفقا لأهميتها ليأتى فى المقدمة العلماء والأطباء والمهندسون والمعلمون والإعلاميون وحراس الأمن داخل الوطن وعلى حدوده الذين يواصلون العطاء بكل الشجاعة والحب من أجل الحفاظ على أبناء الوطن.. واكتشفنا أيضا النماذج الرائعة من بعض فئات المجتمع التى قدمت العديد من المبادرات المشرفة لمواجهة الجائحة أو الحد من تأثيرها السلبى على بعض فئات المجتمع التى تضررت بتقديم الدعم المادى والمعنوى لهم وفى نفس الوقت ظهرت لنا نماذج سيئة و«متوحشة» لا هم لها إلا جمع المال وتحقيق الأرباح الخيالية.
لقد جعلتنا رسائل السماء نعيد اكتشاف أنفسنا وعائلاتنا وأصدقائنا وزملائنا ونصلح من سلوكياتنا الخاطئة التى ستزول بإذن الله سبحانه وتعالى وبقدرته والفائز منا هو من وعى رسائل السماء وأعاد تقييم حياته وأولوياته وأدرك أن الأمان ليس فى مال يكنز أو فى منصب يرتقى لأن الأمان الحقيقى هو رضا المولى عز جل بمنه علينا بنعمة الصحة والستر وراحة البال.
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وزعيمها