كنوز| الصحفي الذي اشترى له القراء جريدة ومطبعة

من كنوز أخبار اليوم .. سيرة "سليم سركيس"
من كنوز أخبار اليوم .. سيرة "سليم سركيس"

"سليم سركيس".. كان الصحفي الأول في مصر، ولم يتجاوز الخامسة والثلاثين من عمره، لم يكن يستطيع أن يكتب إلا إذا وضع في جيبه مالًا، فإذا كان مفلسًا اقترض جنيها حتى يكتب مقالًا ثم أعاده إلى صاحبه.

 

صاحب أول مسبك لصب الحروف في الشرق

أنشأ مسابك لصب الحروف لأول مرة في الشرق، وأسس مطبعة كبيرة ثم أصيب بضربة قاضية، فقد احترقت المطبعة والمسابك، وأغلقت صحيفته ولكن القراء اكتتبوا له فأنشأ صحيفة أخرى.

 

خفيف الظل صاحب القفطان والبدلة

كان خفيف الروح عذب الفكاهة، شغل الناس كثيرا بنفسه وزيه، فقد كان يرتدي الجبة والقفطان ثم يغيرها إلى "البدلة".. وهكذا تحدثت عنه كل الصحف.


صاحب أول صالون ثقافي بحضور النساء

كانت دار مجلته "صالونا" بالمعنى الصحيح، فلأول مرة في مصر كانت المتعلمات من النساء، يجتمعن مع الرجال في مكان عام، فيتحدثن في السياسة والأدب.

 

صادق الكبار وأبكى الشعب في رثاء مصطفى كامل

صادق سركيس العديد من الأسماء اللامعة في سماء الأدب والسياسة فكان أصدقائه "شوقي وشكيب رسلان ومصطفى كامل"، ولم يكتب في السياسة منذ عُطلت إحدى صحفه بسببها، وكان يسخر من الحياة الاجتماعية في مقالات فكاهية صافية الأسلوب، عندما مات مصطفى كامل كتب في رثائه مقالًا أبكى الناس وحفظه تلاميذ المدارس.


كتب في الطب والهندسة وفنون الطهي

ألف كثيرا من الكتب في أبواب لا علاقة له بها، في الطب، وفي الهندسة وفي القانون وفن الطهي.


هذب أسلوب ألف ليلة وليلة

وفي ذات يوم طلبت منه إحدى صديقاته نسخة من "ألف ليلة وليلة" فسهر عدة ليال يهذب أسلوب "ألف ليلة" ثم طبعها وأهدى إليها نسخة مطبوعة حتى لا يجرح حياء صديقته الأديبة.

 

كان له دور كبير في الارتقاء بفن الصحافة وفي ترقية أساليب الكتابة وإصلاح كثير من الآفات الاجتماعية، وكان ألمع صحفي في مصر حتى سنة 1908.


كانت لسليم سركيس معتقدات مثالية يحاول أن ينشرها حول الحب والحرية والضمير والإنسانية، فكانت أبرز أقواله:


- السعادة ليست في الراحة وانما السعادة في الحرية .


- الحب ينبثق من القلب كما يخرج العطر من الزهر وينتشر رائحته سريعا.. غر أن زهرة الحب سريعة الذبول.


- حق الإنسان هو كيانه ويجب أن يحب الانسان حقه إلى حد الغليان حتى تهب عواطفه هبوب العاصفة فتذهب بالاستبداد والعدوان.

- يظل الإنسان عبدا ما بقي جاهلا فالعلم وحده هو الذي يحرر الأفراد والجماعات.

 

- جوهر المرأة ضعف واستسلام وكل محاولة منها لتغيير صفاتها هذه يفقدها جمالها.

 

-  الصداقة فناء في شخص أخر وأولها بذل واخرها بذل وسبيلها التضحية وآيتها الثبات.

- الضمير أداة لينة تبرر للإنسان كثيرا من الأخطار، وتسميها بطولات.

- الفضيلة هي الخداع المتقن في هذا العالم ولهذا يكثر عندنا أصحاب الفضيلة، وكل رجل أصبح السيد المفضال.

- الإنسان الحق هو الذي يذكر الحسنات ولا ينسى السيئات.

-  السياسة هي وسيلة الذليل ليغتر والضعيف ليقوى والقوي ليضعف.


ويذكر أن "سليم سركيس".. كاتب لبناني زاعت شهرته في القطر العربي، واستطاع أن يرسم منهجًا للعمل الصحفي صار على نهجه أجيال من المفكرين والأدباء والصحافيين.


ولد سركيس في 11 سبتمبر بمدينة بيروت اللبنانية،عام 1869، وتوفي في 1926، بدأ بالكتابة الصحفيةوهو لم يتجاوز الخامسة عشر، في مجلة الجنان حتى تخرج من المدرسة الوطنية وانتقل إلى أكثر من جريدة في لبنان، ثم سافر إلى أوروبا ، وإيطاليا وفرنسا وانجلترا ولندن،حتى وصل إلى الاسكندرية وبدأ مشواره في مصر .


جاء ذلك ضمن ما نُشر في جريدة "أخبار اليوم"، في  7 يناير 1950، تحت عنوان "الصحفي الذي اشترى له القراء جريدة ومطبعة".