ضى القلم

ابن الباشا.. وصمت الوزيرة وطناش المحافظ!

خالد النجار
خالد النجار

مكالمة راقية تلقيتها من المبدع والفنان الكبير طارق شرارة فور نشر يومياتى «رائحة الموت.. ومستشفى شرارة»، حديث شيق ومثير استكملته بقراءة بعض من سيرة ومسيرة الفنان طارق شرارة ابن الباشا الذى اتجه للفن وبرع وأهدانا مؤلفات موسيقية رائعة طافت ربوع العالم وزينت المكتبة الموسيقية وكان شريكا أساسيا فى الابداع الموسيقى عبر العديد من الأفلام السينمائية لكبار نجوم مصر، هو واحد من المبدعين المعروفين عالميا، وتاريخ حافل من الفن من خلال عمله بالرقابة ووزارة الثقافة والإذاعة، وارتباط وثيق بفنانين عالميين فى جميع المجالات.
طارق شرارة قيمة فنية مصرية كبيرة وعلم من أعلام الموسيقى التى تزخر بها سماء الفن المصرى، أهدانى كتابه الشيق «عزف على أوراق زمن» الذى يجمع بين السيرة الذاتية ورحلته مع الفن ولمحة بسيطة على استحياء لتاريخ عائلته المشرف، يبحر شرارة عبر سيرة مشرفة لوالده عبدالعزيز باشا شرارة، وجده ايوب باشا شرارة الذى كان من كبار التجار والأعيان، عشق والده الزراعة فبرع فيها بتكاتف مع الفلاحين واستحدث نظاما يربط الجميع ويحببهم فى العمل، فكان يقيم فى كل عزبة مستشفى متكاملا يخدم الاهالى مجانا ومستشفى بيطريا لرعاية الحيوانات ومدرسة ودار مناسبات.. ترك عبدالعزيز شرارة المحاماة وركز فى الزراعة حتى جاءت الثورة ووزعت الاراضى على الفلاحين، فى تاريخ الرجل محطات مضيئة أبرزها رفضه للوزارة مرتين وانشغاله بالعمل العام وخاصة مكافحة الحفاء، واشتهر مكتبه للمحاماة الذى كان فى وسط القاهرة بأنه لا يحصل على أتعاب، وبعد تركه للمحاماة وانخراطه فى الزراعة ترك المكتب لمجموعة من زملائه واشترط اكمال المسيرة فى عدم الحصول على أتعاب ممن لا يستطيع.
لا يحتاج الفنان طارق شرارة لتكريم ولا سمح الله يطمع فى شىء فابداعه حول العالم وتاريخه الفنى معروف، لكنه شاركنى التعجب والحيرة من صمت وزيرة الصحة د.هالة زايد وطناش د. ممدوح غراب محافظ الشرقية عن تعمد تجاهل مستشفى شرارة الذى يحمل اسم والده، العجيب ان هذا المستشفى منذ زمن بعيد وقبل النهضة الصحية التى تشهدها مصر كان يعمل بكفاءة عالية ويقدم خدماته للأهالى، فلماذا الاصرار على غلقه وحرمان الناس من خدماته؟!
فقد بح صوت سكان مركز الحسينية عامة وأهالى قرية الإخيوة من لفت انتباه المحافظ بوجود مستشفى متكامل فى عزبة شرارة التابعة لقرية الإخيوة، يضم ١٠١ سرير، و٤ غرف عمليات، بخلاف غرف العناية المركزة.
لم تشفع صرخات الأهالى ولم يكلف المحافظ نفسه بزيارة المكان وبحث تشغيله، ربما انشغل المحافظ غراب فى مشروعات وتجهيزات الطرق بالمحافظة.. وبحثت عن نهضة وطفرة فلم أجد!
أين ذهب المحافظ؟ وما الذى يشغله عن مصالح الناس؟ طفت الشرقية شرقا وغربا فلم أجد جديدا، طريق الصالحية فاقوس حتى الزقازيق أصبح مصيدة لمرتاديه ولم نرَ اصلاحا بعد انتشار البلاعات فى منتصفه فى الوصلة بين الصالحية وفاقوس، بحر البقر تعانى الاهمال، صان الحجر بكنوزها واثارها تدعو للبكاء، الوحدات المحلية لا تقوم بدورها وأكوام الزبالة تسد شوارع القرى، صرف المجارى يرمى عينى عينك فى الترع والمصارف.. ما الذى يشغل سيادة المحافظ حتى يتجاهل مستشفى بحجم مستشفى شرارة؟.. لم يتابع صرخات الناس ولم يكلف نفسه قراءة ما نشرناه، ولا حتى مكتبه الاعلامى والجيوش الجرارة التى يعج بها مكتبه لم يلفت انتباهها ذلك.. يبدو أن كثيرا من المسئولين لم يتابعوا ويتعلموا من منهج الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يطوف العشوائيات ويمر بالشوارع ويستمع لشكاوى الناس.. ليت كل مسئول يعى ويدرك أن المرور والاستماع للناس خير طريق لحل مشاكلهم.
ما يحدث فى مستشفى شرارة والاهمال الواضح يستوجب تفسيرا من وزيرة الصحة ومحافظ الشرقية، فلا يليق أن نتجاهل مثل هذه الصروح التى تحل مشاكل الناس.