كواليس 43 يومًا قضتها الفنانة «رجاء الجداوي» في العزل الصحي

رجاء الجداوي
رجاء الجداوي

منذ 24 ساعة بالتمام والكمال، أعلنت أميرة حسن مختار الأبنة الوحيدة للفنانة القديرة رجاء الجداوى وفاة والدتها بعد تواجدها لمدة 43 يومًا في العزل الصحى لمستشفى أبو خليفة بالإسماعيلية، منذ إصابتها بفيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، عن عمر ناهز الـ82 عامًا، وخلال رحلة الـ43 يومًا مرت رجاء الجداوي بمراحل مختلفة وظروف متقلبة، وشهدت حالتها الصحية استقرارًا تارة وتدهوراً تارة آخرى إلى أن فقد جسدها السيطرة على المقاومة واسلمت الروح إلى بارئها، في يوم الأحد الموافق 5 من يوليو 2020. 

سطور النهاية 

بدأت سطور النهاية للفنانة الراحلة رجاء الجداوي، يوم 24 مايو الماضي، وقتها أعلنت أميرة مختار، الابنة الوحيدة لرجاء الجداوي، خبر إصابة والدتها الفنانة رجاء الجداوي بفيروس كورونا المستجد، وذلك بعد أيام من انتهاء تصوير آخر أعمالها الفنية وهو مسلسلها الرمضاني «لعبة النسيان»، بعدما أثبتت التحاليل إيجابية إصابتها.

وكشفت الجداوي، أنها لا تعلم مصدر إصابتها بالفيروس، على الرغم من اتخاذها كافة الإجراءات الاحترازية، لافتة أن درجة حرارتها ارتفعت بشدة، مسجلةً 39.5، ما كان مؤشرًا ضمن أعراض أخرى تؤكد الإصابة بالفيروس، التي أظهرتها التحاليل لاحقًا، ومنذ أن وطأت قدم الجداوي المستشفى، طاردتها شائعات كثيرة منها ما تردد وقتها عن خبر وفاتها أكثر من مرة والبعض الآخر يتناول أخبار تشير إلى دخولها في غيبوبة، وهو ما نفته كريمتها، مشيرة إلى أن تداول مثل هذه الأخبار تؤثر على حالتها النفسية، كما أكد الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، أن حالة الفنانة الكبيرة النفسية تدهورت عقب انتشار الشائعات حولها.

وفور التأكد من اصابة الجداوي بالكورونا تم نقلها للحجر الصحي في مستشفى عزل أبو خليفة بالإسماعيلية، وتلقت العلاج اللازم لكن دون تحسن واضح في حالتها الصحية، ثم تم علاجها بطريقة آخرى عن طريق نقل بلازما المتعافين إلا أنها لم تستجب للعلاج، وتدهورت حالتها الصحية، وتم وضعها بالعناية المركزة على جهاز التنفس الصناعي، وتوفيت متأثرة بإصابتها بالفيروس بعد أن استمرت على مدار 43 يومًا في العزل الصحي على أمل تعود لجمهورها ولحياتها الطبيعية مرة آخرى.

بدأت رحلة علاج رجاء الجداوي عن طريق الفحص الظاهري، وسحب عينة دم لتحليلها، بعدها قام الفريق الطبي المعالج لها بنقلها إلى غرفة 212، في الدور الثاني بالمستشفى، وكانت نتائج تحاليل الدم وفحص الحالة مستقره حتى هذا الوقت، ما جعل الأطباء يختارون لها غرفة عادية لرعاية الحالات المتوسطة من مصابي كورونا، دون حتى توافر جهاز تنفس صناعي، لكن لم يتخيل الأطباء المتابعين لحالتها الصحية يعلمون أن المصابة الجديدة ستمكث ما يزيد عن 28 يومًا، تتلقى العلاج ولا تتحول مسحتها إلى سلبية.

استقرار مخادع للحالة

بعد مرور ما يقرب من 72 ساعة على وصول الفنانة، استقرت فيها حالتها، لذا قرر الأطباء مساء يوم 27 مايو سحب مسحة للوقوف على حالة انتشار الفيروس ومقاومة الجسد له، فكانت النتيجة إيجابية بحمل عدوى هذا الفيروس، ولكن.

عانت الجداوي، بعد مرور 3 أيام آخرى من ظهور النتيجية السابقة، وفي فجر يوم 2 يونيو الماضي، شهدت حالتها ارتفاعًا في درجة الحرارة، مصحوبًا بصعوبة في التنفس مع انخفاض نسبة الأكسجين في الدم، ما دفع الأطباء في هذا التوقيت يعلنون صراحة أن الحالة الصحية لها غير مستقرة.

قام الفريق الطبي المعالج بعد ذلك بتجهيز المصابة في الرابعة صباح ذلك اليوم لنقلها إلى قسم العناية المركزة بالمستشفى، واستلزمت حالتها وضعها على جهاز تنفس صناعي، واستعان الفريق الطبي بجهاز تنفس مساعد «سباب CPAP»، بسبب انخفاض درجة الوعي لديها.

الحقن عن طريق بلازما المتعافين

مرت 10 أيام على حجز الجداوي داخل العناية المركزة بينما لم تتغير حالتها، ولم تسحب لها أية عينات، إلا أن فجر السبت الموافق 13 يونيو، شهد تحسنًا في حالة المصابة، التي ارتفعت درجة الوعي لديها، وأصبحت قادرة على الحديث مع الأطباء وأطقم التمريض داخل غرفة العناية المركزة، حتى أنها تلقت اتصالاً من ابنتها طمأنتها على حالتها.

قرر الأطباء بعد ذلك، بحقنها ببلازما متعافي من كورونا، مقسمة على جرعتين، حصلت على الأولى في نفس اليوم والأخرى في اليوم التالي، وبعد مرور 72 ساعة على تلقيها جرعتي البلازما، جرى سحب مسحة أخرى من الجداوي، للوقوف على تأثير البلازما عليها، إلا أن التحاليل أكدت أن البلازما لم تؤثر كثيرًا في حالتها بالشكل الذي يمكن معه إعادتها إلى غرفة عادية، وأرجع ذلك إلى الحالة الصحية والسن المتقدم «82 سنة»، ما زاد من قوة كورونا التي تهاجم في الأساس جهاز المناعة.

الشائعات والحالة النفسية لرجاء الجداوي

منذ أن وطأت قدم الجداوي المستشفى، طاردتها شائعات كثيرة منها ما تردد وقتها عن خبر وفاتها أكثر من مرة والبعض الآخر يتناول أخبار تشير إلى دخولها في غيبوبة، وهو ما نفته كريمتها، مشيرة إلى أن تداول مثل هذه الأخبار على حالتها النفسية، كما أكد الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، أن حالة الفنانة الكبيرة النفسية تدهورت عقب انتشار الشائعات حولها.

إجراء مسحة للمرة الثانية

لم تتحسن حالة الجداوي كثيرًا كما كان متوقعًا، بل على العكس أسفرت نتيجة التحليل التي تقيس نسبة الفيروس بوحدات «التيتر»، على إيجابية المسحة وعدم تحسن حالتها، وعقب ظهور النتيجة الثانية، كانت الجداوي تستجيب ببطئ للعلاج منذ دخولها العناية المركزة، وكانت مستقرة ولم تفقد الوعي كليًا، بينما بقى ضغط الدم والنبض مستقرين.

قرر الأطباء سحب مسحة ثالثة للوقوف على نسبة الفيروس وتأثير جرعة البلازما، لكن قبل ظهور نتيجة المسحة الإيجابية تدهورت حالة الجداوي بشدة، بعدما فقد جسدها السيطرة على المقاومة واسلمت الروح إلى بارئها.