حكايات| «دمياطي» قطع الاحتلال الفرنسي رأسه واستعادت الجزائر جمجمته بعد 170 سنة

بعد 170 سنة.. «دمياطي» قطع الاحتلال الفرنسي رأسه واستعادت الجزائر جمجمته
بعد 170 سنة.. «دمياطي» قطع الاحتلال الفرنسي رأسه واستعادت الجزائر جمجمته

موسى بن الحسن الدرقاوي.. حملت جمجمته الرقم 5942 بمتحف الإنسان في باريس لمدة 170 سنة لتظل شاهدة على قصة تاريخية لمجاهد مصري قاد الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي في منتصف القرن التاسع عشر وانتهت بقطع رأسه وتعليقها على أحد أبواب مدينة بسكرة.

 

استعادة الجزائر لـ 24 جمجمة احتفظت بها فرنسا في متحف الإنسان وتكريم المجاهدين ضد الاحتلال الفرنسي فتح المجال أمام اكتشاف قصة المصري موسى بن الحسن الدرقاوي الذي ولد في إحدى قرى مدينة دمياط بنهاية القرن الثامن عشر وتحديدًا في العام 1796، ليرحل أبويه في سن صغيرة ويتولى جده رعايته حتى ألحقه بالجيش المصري تحت قيادة محمد علي باشا حاكم مصر آنذاك، قبل أن يصيبه مرض عضال في العام 1822 أجبره على السفر إلى سوريا لتلقي العلاج.

 

 

ومن سوريا إلى تركيا ومنها إلى ليبيا ثم المغرب، قبل أن يستقر موسى الدرقاوي في الجزائر بمدينة الأغواط عام 1829، فنال شعبية كبيرة بين سكانها لعلمه بالفقه والحديث وغيرها من العلوم الشرعية التي تلقاها في طرابلس على يد أحد كبار مشايخ الشاذلية، وبنى له أهل الأغواط زاوية، ومنحوه أراض و حدائق تعرف الآن بزقاق الحجاج، وأقام بها لمدة عامين قبل أن ينتقل لمدينة مسعد التي أسس له سكانها زاوية، وأصبح له الكثير من المريدين وامتد صيته لمدينة قصر البخاري والمدية وتزوج وأنجب أطفالاً، وأصبح له من الأتباع ما يزيد على 5 آلاف مقاتل.

 

مواجهة الأمير عبد القادر لم يستمر الهدوء طويلا بعدما اختلف موسى الدرقاوي مع الأمير عبدالقادر القائد التاريخي للثورة الجزائرية بسبب معاهدة ديمشال التي وقعها الأخير مع الفرنسيين، واعتبرها الشيخ المصري خيانة للثورة الجزائرية ضد المحتل الفرنسي.

 

 

انتهى الأمر بينهما إلى معركة عسكرية استمرت 4 ساعات في شهر أبريل من عام 1934 انتصر فيها الأمير عبدالقادر، ليلجأ الدرقاوي بعدها لجبل موزاية ومنه إلى مدينة مسعد حيث بدأ تنظيم صفوفه من جديد.

 

المطارد وطارد الجنرال الفرنسي ماري مونغ، الدرقاوي في مدينة مسعد، فلجأ لقبيلة بني لالة، حيث مكث هناك 3 سنوات، ثم توجه جنوباً نحو متليلي الشعانبة سنة 1847، حيث رحب به أهلها لما سمعوه عنه وهناك جمع أكبر عدد من الأتباع.

 

 

وعندما اتصل الشيخ أحمد بوزيان رفيق الأمير عبد القادر بشيوخ الطرق والزوايا للتحضير لـ"ثورة الزعاطشة"، رحب الدرقاوي بمقاومة الاحتلال الفرنسي، وذهب إلى مدينة مسعد واصطحب معه حوالي 80 مقاتلا من أولاد نائل وقاوموا ببسالة الحصار المفروض عليهم بالواحات حتى جاء يوم 26 نوفمبر 1849.

 

استشهاد الدرقاوي قرر المستعمر الفرنسي نسف دار الشيخ بوزيان، وأمر الجنرال الفرنسي إيميل هيربيون بقطع رأس زعيم الثورة الشيخ بوزيان ورأسي ابنه والشيخ موسى الدرقاوي والسفر بها إلى مدينة بسكرة لإرهاب سكانها.

 

 

قدم الدكتور روبو شهادة مكتوبة إلى "المجلة الإفريقية" مفادها أنه هو من قام بإرسال جماجم بوزيان وبوبغلة وشريف تبسة (الشريف بوكديدة) والدرقاوي ضمن مقتنيات أرسلها إلى متحف باريس تضم جماجم أخرى.

 


روبو أشار إلى أنه قد تحصل على هذه الجماجم من "ريني فيتال" شقيق الدكتور فيتال الذي كان يملك "مقتنيات أنثروبولوجية" ويشغل منصب الطبيب الرئيسي لناحية قسنطينة.

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي