السفير الصيني يكتب لـ«بوابة أخبار اليوم»: قبيل انعقاد الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى التعاون الصيني العربي

السفير الصيني بالقاهرة لياو لي تشيانغ 
السفير الصيني بالقاهرة لياو لي تشيانغ 

بقلم السفير الصيني بالقاهرة لياو لي تشيانغ 

- مواصلة تعميق العلاقات الصينية العربية من خلال التضامن والتعاون لمكافحة فيروس كورونا المستجد


سينعقد الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى التعاون الصيني العربي في يوم 6 يوليو الجاري عبر تقنية الفيديو كونفرانس، وذلك برئاسة مشتركة من قبل مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونظيره الأردني أيمن الصفدي. في الوقت الذي مازالت جائحة فيروس كورونا المستجد تتفشى فيه بالعالم كله، سيتم إجراء مناقشات معمقة بين وزراء خارجية الصين والدول العربية حول سبل تعميق الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية وبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك خلال هذا "الاجتماع السحابي".  

منذ تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي في عام 2004، شهد التعاون بين الجانبين تطورا شاملا ونتائج مثمرة في شتى المجالات. كما قال فخامة الرئيس الصيني السيد شي جين بينغ في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني العربي المنعقد في عام 2018، إن الصين والدول العربية تشارك دائما في السراء والضراء، مهما كانت التغيرات التي تشهدها الأوضاع الدولية، ومهما كانت الصعوبات التي تواجههما. في مطلع العام الجاري، قام مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي بزيارة رسمية إلى مصر كالمحطة الأولى لجولته الخارجية الأولى في عام 2020، حيث التقى أيضا بالأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط، الأمر الذي جسّد الأهمية الكبيرة التي توليها الصين لتطوير الشراكة الاستراتيجية الشاملة الصينية المصرية وكذلك الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية. 

في وجه جائحة فيروس كورونا المستجد التي تجتاح العالم بما فيه الصين والدول العربية، خاض الجانبان الصيني والعربي معركة مشتركة لمواجهة الفيروس بالتضامن والتعاون، مما ساهم في تعميق أواصر العلاقات بينهما والارتقاء بها إلى مستوى أعلى. عندما  كانت الصين في أصعب أوقاتها لمكافحة الجائحة، وفرت الدول العربية دعمها ومساندتها القيمة سياسيا ومعنويا وماديا للصين. إذ أعرب قادة الدول العربية عن تضامنهم وتعاطفهم مع الصين من خلال بعث الرسائل أوالبرقيات أوالمكالمات الهاتفية، وتبنى مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية قرارا يشيد بالجهود الصينية لمكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد، كما أهدت الدول العربية عددا كبيرا من المستلزمات الطبية والوقائية للصين. بالإضافة إلى ذلك، تم إضاءة المعالم الأثرية المصرية بألوان العلم الوطني الصيني تضامنا مع الصين للتصدي للفيروس، وبادر كثير من الأصدقاء العرب إلى تشجيع الصين من خلال تصوير مقاطع الفيديو وإرسال تسجيلات الأغاني. فإن هذه المشاعر الطيبة التي تكنها الشعوب العربية تجاه الشعب الصيني محفورة في أذهاننا.

لا يُصقل الذهب الخالص إلا بالنار، ولا تُعرف الصداقة الخاصة إلا في الشدائد. من جانبها، تتعاطف الصين أيضا مع الدول العربية التي تعاني من الجائحة. حيث قدمت الصين كمية هائلة من المستلزمات الطبية والوقائية إلى الدول العربية، وقامت بتقاسم المعلومات والخبرات والتجارب الخاصة بمكافحة فيروس كورونا المستجد مع الدول العربية دون أي تحفظ. على سبل المثال، عقدت الصين اجتماعات افتراضية عبر تقنية الفيديوكونفرانس بين الخبراء الصينيين والخبراء العرب، وأرسلت الصين فرق الخبراء الطبيين إلى 8 دول عربية.

في وجه تحدي فيروس كورونا المستجد، أثبتت الصين والدول العربية مرة أخرى على عمق وقوة ومتانة الصداقة التقليدية التي تربط بينها. ومن خلال هذه المعركة الشرسة بين البشرية والفيروس، ندرك أن كافة البلدان تعيش في القرية الكونية، وتعيش جيمع البشرية في مجتمع ذي مستقبل مشترك، فلا يمكن لنا هزيمة الفيروس إلا بالتضامن والتعاون كأقوى سلاح ضد أي تحديات تواجهنا.

إنني على يقين بأن الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى التعاون الصيني العربي سيساهم في بلورة التوافق وتضافر الجهود وتعزيز التعاون بين الجانبين، ودفعهما نحو إقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، بما يعود بمزيد من الخير والنفع على الشعوب الصينية والعربية ويفتح أفاق أرحب للعلاقات الصينية العربية!