فى الصميم

العبور الآمن لاستعادة الحياة الطبيعية

جـلال عـارف
جـلال عـارف

المشهد فى المقاهى والمطاعم والأندية التى بدأت فتح أبوابها ولو بصورة جزئية يقول بوضوح ان هناك ترقبا واحتياطا من جانب المواطنين، وهناك قدر من الالتزام باجراءات النظافة وتعليمات الوقاية على الجانب الآخر.
ولكن علينا أن نكون حذرين فى التعامل مع هذا الواقع، وأن نأخذ فى الحسبان أن فترة الترقب لن تطول وبعدها سيكون الاقبال أكبر، وأن معظم الأسر المصرية مشغولة بامتحانات الثانوية العامة والسنوات النهائية بالجامعة وحتما ستتغير الأوضاع بعدها!!
ومن هنا فإن الحذر واجب، وعدم التسرع فى الانفتاح الكامل ضروري، والحرص على التزام كل المواطنين بتعليمات الوقاية أكثر من ضرورة فى المرحلة القادمة.
جيد أن تكون أهم مدننا السياحية ضمن الأقل إصابة بالكورونا فى العالم كله، وعلينا أن نحافظ على ذلك بالتشدد فى تطبيق كل التعليمات، والالتزام الكامل باجراءات الوقاية، وبمضاعفة الرقابة على المنشآت السياحية والاستمرار فى اغلاق الشواطيء العامة، واستمرار التوعية بأن هذا هو السبيل الوحيد لتجاوز هذه المرحلة الصعبة واستعادة كامل النشاط فى أقرب وقت ممكن.
وعلينا أن نقرأ جيدا معنى أننا لم نصل بعد إلى ذروة الموجة الحالية لفيروس «كورونا»، وإن كانت هناك اشارات إلى أننا فى الطريق إليها. وبعدها سيبدأ معدل الإصابات والوفيات فى الانخفاض. هذه الفترة هى الأصعب، والالتزام الكامل فيها مطلوب.
وعلينا أن نرى جيدا ما يحدث فى العالم. فى المجمل أعداد الإصابات ترتفع، والأخطر ما نراه فى العديد من الدول التى تسرع الخطى فى الانفتاح كالولايات المتحدة التى تعيش مناخ الانتخابات وتتأثر كل قراراتها بذلك، وحيث أدى إسراع بعض الولايات بالانفتاح إلى وصول أعداد الاصابات لمعدلات قياسية أجبرت عددا من الولايات على إعادة إغلاق المؤسسات واستمرار العمل بالاجراءات الاستثنائية. وأصبح على الجميع الاستماع جيدا لتحذيرات العلماء وهيئة الصحة العالمية بضرورة استمرار الحذر، وأن يكون الانفتاح بدون تسرع، والأخذ فى الاعتبار أننا لا نملك- حتى الآن - أى علاج حاسم فى مواجهة الفيروس أكثر من اتخاذ اجراءات السلامة ونظافة الأيدى وارتداء الكمامة.
لا ينبغى أن نمل من التحذير، ولا أن نتوقف عن الالتزام باجراءات الوقاية. هذا هو سبيلنا لمقاومة الوباء، وهذا هو الطريق الأقصر والأضمن لكى نستعيد حياتنا الطبيعية فى أقرب وقت.