للتعايش مع «كورونا»| احذر السكريات والمشروبات الغازية.. وروشتة لتقوية جهاز المناعة

فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)
فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)

- السكريات تقلل قدرة كرات الدم البيضاء على مواجهة الفيروسات لـ5 ساعات
- أستاذ بالقومي للتغذية: علبة مياه غازية تدمر المناعة بمقدار الثلث.. و8 ملاعق سكر تضعف خلايا الدم 40%
- دراسة أمريكية: المشروبات الغازية تسبب الشيخوخة المبكرة للمناعة.. وتعادل المواد السامة بالتبغ


بات فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ملازما لنا، وفرض علينا عادات وسلوكيات جديدة في حياتنا اليومية، ومضطرين للتعايش معه مع العودة التدريجية للعمل وإيقاع الحياة كما كان في السابق؛ ولذا تفرض علينا الإجراءات الوقائية العناية الخاصة بجهاز المناعة، والاهتمام بتقويته، والبعد عن مسببات إضعافه، حتى لا يكون الجسم عرضة للإصابة بكوفيد-19 بسهولة.

وتعالت التحذيرات مؤخرا من الإفراط في تناول المشروبات الغازية والسكريات؛ لما لها من آثار ضارة على الجهاز المناعي، ولذا نستعرض كيف تؤثر على جهاز المناعة وغيرها من الأطعمة؟ وكيف يحتفظ المصريون بجهاز مناعي قوي؟ وأحدث الدراسات والأبحاث ذات الصلة.

الاقتصاد العالمي

في البداية يقول الدكتور حمدي الباسل، الأستاذ بالمعهد القومي للتغذية، إن انتشار الفيروسات خطر يهدد ليس فقط صحة الانسان ولكنه أيضا يؤثر على الاقتصاد العالمي، ولعل ما يعيشه العالم حاليا من هلع ورعب بسبب انتشار فيروس (كوفيد-19) أصدق مثال على ذلك، مضيفا أنه من المعروف أن الفيروسات لا تستطيع أن تتكاثر خارج الجسم الحي، وهى تسبب العديد من الأمراض الشائعة مثل الأنفلونزا والتى تصيب 10% من سكان العالم، وتساهم فى وفاة ما يقرب من مليون شخص سنويا.

وتابع د. «الباسل»، تصريحاته الخاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن حتى الآن لا يوجد علاج فعال ضد الأمراض الفيروسية، لذا كل ما يمكننا فعله هو اتباع إرشادات السلامة العامة التى تضعها الهيئات الصحية والعمل على تقوية جهازنا المناعي حتى يتمكن من مقاومة الفيروسات ومنها فيروس كورونا المستجد، لافتا إلى أن الجهاز المناعي للإنسان بمثابة شبكة قوية شديدة التعقيد تتكون من خلايا وأنسجة وأعضاء تعمل جميعها على تدمير الأجسام الغريبة والفيروسات التي تهاجم الجسم بدءا من فيروس الإنفلونزا إلى أشرس الفيروسات القاتلة والخلايا السرطانية.

وواصل الأستاذ بالمعهد القومي للتغذية، حديثه قائلا: «للمناعة أهمية كبيرة ليس فقط في الوقاية من الأمراض لكن أيضا في سرعة العلاج والشفاء منها، والجهاز المناعى لا يقوى ولا يضعف فى يوم وليلة بل هو نتاج ما نتناوله من مأكولات ومشروبات وما نتعرض له من مخاطر بيئية ونفسية فى حياتنا.

وذكر د.«الباسل»، عددا من النصائح للحفاظ على جهاز المناعة وتقويته والابتعاد عن المخاطر التي تضعفه كالتالي:


تناول الغذاء الصحي المتوازن

يجب مراعاة تناول الغذاء الصحي الغني بالفيتامينات والعناصر المعدنية والمحضر بطريقة صحية مع مراعاة الاهتمام بالأطعمة الغنية بـ:

- البروتين الذى يعد من العناصر الغذائية الأساسية والرئيسية فى النظام الدفاعى للجسم، حيث تتمثل المصادر الغنية به فى المأكولات البحرية واللحوم الخالية من الدهون والدواجن والبيض والفول والبازلاء.

- فيتامين (ج) الذى يلعب دورا مهما فى تعزيز كفاءة الأجسام المضادة وتقوية جهاز المناعة ليتمكن الجسم من مقاومة الأمراض ومتواجد فى كل من البرتقال والجريب فروت والفراولة والجوافة واليوسفى والكيوى والفلفل الأخضر والملون والكرفس والبقدونس.

- فيتامين ( أ ) من أهم العناصر المكافحة للعدوى عن طريق الحفاظ على الجلد والأنسجة فى الفم والمعدة والرئتين، كما يكسب الجسم نوعاً من الوقاية من الأورام السرطانية، والعدوى الفيروسية، وهو من الفيتامينات المهمة، للحفاظ على قوة جهاز المناعة وفاعليته، ويوجد فى الأطعمة التالية: الكبدة البقرى- البطاطا الحلوة- الجزر- قرع العسل- الشمام- المانجو- المشمش- الفلفل الأصفر- الطماطم- الكرنب- اليوسفى- الخوخ.

- عنصر الزنك هو من أهم العناصرالغذائية الذى يجب أن تزود جسمك به لتعزيز جهازك المناعي، حيث يعمل على تقوية جهاز المناعة ضد الأمراض المختلفة، ويمكن الحصول على الاحتياجات من الزنك من خلال السمك، والبيض، ومنتجات الألبان، كما أن فيتامين (ج) يحسن من امتصاص الجسم للزنك ويزيد من فاعليته.

- تناول الأطعمة الغنية بالحديد لأنه شديد الأهمية لكفاءة جهاز المناعة نظراً لأنه يمثل جزءاً من خلايا الدم التي تحمل الأكسجين إلى أجزاء الجسم.

- تناول أغذية غنية بالماغنسيوم والسلينيوم بالإضافة إلي الكالسيوم وفيتامين (د) الضرورية للحفاظ على صحة الجهاز المناعي وذلك من خلال تناول السمك، والبيض، ومنتجات الألبان.

- تناول العسل وهو مصدر هام للطاقة ويستخدم كمضاد للإلتهابات ومقاوم للفيروسات ونزلات البرد ومفيد لتقوية الجهاز المناعى للجسم.
- تناول الثوم: من المعروف أن الثوم غني بمركبات الكبريت ومركبات مضادة للتأكسد ومعدن السيلينيوم لذلك فهو منشط للمناعة. ويعتبر أيضا من المضادات الحيوية ومضاد للفطريات والبكتيريا نظرا لاحتوائه على مادة تقاوم البكتيريا والفطريات تسمي اليسين. ويحافظ الثوم أيضا على سلامة الدورة الدموية لذلك فهو بمثابة منشط طبيعي للمناعة.

- تناول البصل حيث أثبتت الدراسات أن أكله يؤدي إلى نفاذ الزيت الطيار الموجود فيه إلى الجهاز التنفسي مما يؤدي إلي إبادة الجراثيم المسببة للأمراض.

- شراب الزنجيبل: يعد الزنجبيل عشبة تتميز برائحتها العطرية النفاذة والتي بدأ استخدامها قديماً وحتى الآن في تقوية جهاز المناعة والتخلص من السموم.

- الشاي الأخضر: يعتبر الشاي الأخضر مشروب كل الأوقات وذلك لما يحتويه من فوائد صحية عديدة على الصحة لاحتوائه على مادتي البوليفينول Polyphenols والفلافنويد Flavonoids والتي أثبتت الدراسات الحديثة أهميتهما في تقوية مناعة الجسم ضد الأمراض.

- شرب الماء: يجب تناول الكمية اللازمة للجسم من الماء ذلك العنصر الغذائي الحيوي الذي تعود أهميته إلي الدور الذي يقوم به في تسهيل نقل العناصر الغذائية لأجزاء الجسم المختلفة وإلى خلايا المناعة المنتشرة في كافة أنسجة الجسم القريبة والبعيدة عبر الدم وتسهيل تنقل الخلايا المناعية عبر الأوعية الليمفاوية. ويسهل الماء إخراج السموم من الجسم ويمنع الميكروبات من فرص الدخول إلى الجسم والتكاثر داخله وهذا ما يحدث عندما يصيب الجفاف أغشية الجهاز التنفسي العلوي فيسهل حدوث الالتهابات الميكروبية داخله.

أما الغرغرة بالماء ثلاث مرات يوميا من الممكن أن تقي من نزلات البرد المتكررة وهذا ما أثبتته دراسة علمية أجريت حديثا في اليابان حيث وجد أن من يحرصون على الغرغرة يوميا 3 مرات تقل معدلات إصابتهم بنزلات البرد والإنفلونزا بنسبة 36% وأرجع الباحثون سبب ذلك إلي أن الماء يزيل المخاط الذي تعيش به الفيروسات التي توجد في الحلق لذلك ينصح الأطباء بالغرغرة بالماء بعد الوجبات الثلاث ويمكن أيضا الاستنشاق بالماء للتخلص من الميكروبات والفيروسات العالقة بالأنف خاصة بعد قضاء وقت طويل خارج المنزل أو الاختلاط بأفراد مصابين بنزلات برد أوالوجود في أماكن مزدحمة.

- الابتعاد عن تناول الأطعمة الغنية بالمواد الحافظة والألوان الصناعية حيث تسبب الإضافات الغذائية من المواد الحافظة والألوان الصناعية فى الأطعمة السريعة والأطعمة المصنعة والأطعمة المقلية بالكثير من الآثار الضارة على صحة الانسان حيث أشارت العديد من الأبحاث إلى أنها تضعف الجهاز المناعى وتزيد من حدة الأمراض الفيروسية.

- الإقلال من تناول السكريات: وينصح بالإقلال من تناول الحلويات والسكريات بوجه عام لأن الإفراط في تناولها يضعف المناعة بشكل كبير فهي تقلل من قدرة كرات الدم البيضاء على مواجهة الميكروبات والفيروسات والقضاء عليها لمدة خمس ساعات بعد تناولها لأنه بزيادة نسبة السكر في الدم يصبح الوسط ملائما لنمو الميكروبات وتكاثرها خاصة في حالة الإصابة بالعدوي. والأمر نفسه بالنسبة للأطعمة الغنية بالدهون والتى يجب عدم الإفراط في تناولها لما لها من آثار ضارة على صحة الجسم.

- الإقلال من تناول المشروبات الغازية: يفضل الكثيرون الإقبال على تناول المشروبات الغازية وخاصة فى الأوقات التى يحتاج فيها الفرد إلى الترطيب عن نفسه، لكن أكدت الأبحاث العلمية الحديثة أن تناول "المياه الغازية" يضعف جهاز المناعة حيث أشارت هذه الأبحاث أن شرب علبة من المياه الغازية يدمر جهاز المناعة بمقدار الثلث، بمعنى أن تناول 3 علب مياه غازية فى اليوم كفيل بتدمير الجهاز المناعى لهذا اليوم، فيكون الإنسان عرضة للإصابة بأى مرض، كما أثبتت إحدى الدراسات الحديثة أن تناول 8 ملاعق من السكر الأبيض تضعف خلايا الدم البيضاء بنسبة 40%.

- التخلص من الضغوط النفسية: أكدت الدراسات أن الضغوط النفسية والقلق والتوتر والاكتئاب تعد جميعها عوامل تؤدي إلى خفض مستوى النشاط المناعي للجسم بالتالي يصبح الجسم فريسة سهلة للإصابة بالأمراض المُعدية. كما أثبتت الأبحاث الطبية أن جهاز المناعة يضعف أثناء حالات الغضب الشديدة ويصبح الجسم عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض. كما أن العصبية ترفع مستويات الكورتيزول في الجسم مما يقلل من إنتاج مادة البروستاجلاندين التي تدعم وظيفة المناعة وتمدد الأوعية الدموية.

- النظافة الشخصية: غسل الأيدي والوجه بصورة متكررة يقي بشكل كبير من الإصابة بالعدوى بالعديد من الأمراض لأن انعدام عادات النظافة المناسبة يعرض الجسم لمزيد من الجراثيم مما يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي.

- النوم الكافي: فالنوم المريح بمعدل 8 ساعات يومياً ضروري لتقوية جهاز المناعة وتشير العديد من الدراسات إلى أن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كاف من النوم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض ونزلات البرد وأيضاً قلة النوم ترتبط بانخفاض عدد كرات الدم البيضاء التي تساعد الجسم على مقاومة المرض.

- ممارسة الرياضة: من المعروف أن ممارسة الرياضة تحسن الدورة الدموية وتعزز من وجود الأجسام المضادة وكرات الدم البيضاء المهمة لمكافحة الالتهابات، وأيضاً تساعد في تحسين أداء الجهاز المناعي. كما أنها تحافظ على توازن هرمونات الجسم وتزيد من كفاءة جهاز المناعة.

الإقلاع عن التدخين: فالتدخين يضعف من الخلايا المناعية ويعيق عملها، لذا فإن المدخنيين أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية وخاصة التى تصيب الجهاز التنفسى مثل الإنفلونزا، وقد وجد أن الإنسان عندما يقلع عن التدخين تبدأ المناعة فى التحسن خلال 30 يوما.

الشيخوخة المبكرة لجهاز المناعة

كشفت دراسة أمريكية حديثة أن تناول المشروبات الغازية المحلاة بالسكر بانتظام، يمكن أن يؤدي إلى إصابة الخلايا المناعية بالشيخوخة المبكرة، وترك الجسم عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة، بطريقة مشابهة لآثار التدخين.

وأوضح الباحثون بجامعة كاليفورنيا فى دراستهم التى نشروا تفاصيلها، في الدورية الأمريكية للصحة العامة، أن الإفراط فى تناول المشروبات الغازية، يؤدي إلى نقص جزيئات "التيلومير" الموجودة في شريط الحمض النووي، والتي ترتبط بحماية خلايا الجسم من التلف.

الباحثون أوضحوا أن نقص جزيئات "التيلومير" في خلايا الجسم، مرتبط بتلف الأنسجة، الذي يؤدي بدوره إلى ظهور أمراض مزمنة مرتبطة بالشيخوخة، مثل أمراض القلب والشرايين والسكري.

وقال البروفيسور سيندي ليونج، بجامعة كاليفورنيا، قائد فريق البحث، إن تأثير المشروبات الغازية المحلاة بالسكر، على "التيلومير"، مساوٍ لتأثير المواد السامة الموجودة في التبغ على خلايا جسم الإنسان.