حروف ثائرة

«الحنية».. بين الأحلام والكوابيس !

محمد البهنساوى
محمد البهنساوى

 «هذا الشعب لم يجد يوماً من يحنو عليه»
جميعنا يتذكر تلك الجملة التى قالها الرئيس عبد الفتاح السيسى قبل أعوام.. واستغلها المتربصون للوقيعة بين الشعب ورئيسه.. وكرروها مع كل إجراء اقتصادى صعب شهدته مصر بعد ثورة 30 يونيو محاولين الفت فى عضد الترابط الشعبى الكبير بعد الثورة وتلاحم الشعب مع الجيش والشرطة حفاظا على امن مصر وتماسكها فى مواجهة كل محاولات تفكيكها وهدمها.. والتشكيك فى الإنجازات.. وما أكثرها.
بالأمس.. كشف الرئيس السيسى ولأول مرة عن المعنى الذى قصده من تلك العبارة.. لم يكن يقصد كما يقال بالبلدى «الطبطبة على الشعب».. إنما الحنو عليه بتوفير العيشة الكريمة والوطن الآمن المتطور المتقدم لشعب يعشقه وعانى كثيرا فى سبيل هذا العشق لوطنه.
واليوم.. ونحن نحتفل بذكرى ثورة «30 يونيو».. نكتشف ان تلك الثورة لم تكن فقط لإنقاذ الوطن من طمس هويته وتحويله لمجرد ولاية راكعة وتابعة لسلطان طائش.. او دولة ضعيفة تدور فى فلك شرق أوسط جديد.. يتم بناؤه على هدم الدول وضياع هوية الشعوب وتفكيك جيوشها وإضعاف كل أسباب قوتها.. فثورة 30 يونيو لم تنقذنا فقط من كل هذا المخططات.. لكنها وضعت أسس بناء دولة قوية عصرية.. تحترم شعبها وتوفر له كل متطلبات الحياة الكريمة.. ليصبح قادرا على حماية تلك الدولة الحديثة من المطامع والمؤامرات
لم يكن ليتحقق كل هذا بلا ثمن.. وفى رأيى أننا بعد أن استولى الإخوان على الحكم كنا سندفع الثمن أضعافا.. لكن هناك فارق كبير بين أن تدفع ثمن هدم دولتك وضياع هيبتك ومكانتك.. أو أن تدفع ثمنا لبناء هذا الوطن وتحديثه وتطويره.. وما أحلاه وأهونه من ثمن!
اليوم. وفى ذكرى ثورة 30 يونيو يحق لنا كشعب أن نفخر بثقتنا الكبيرة التى وضعناها فى جيشنا وقائده العام وقتها الفريق أول عبد الفتاح السيسى.. وأن نفخر بهذا الجيش الذى لم يخيب يوما رهاننا عليه.. فقد جاءت 30 يونيو لتعقبها قرارات 3 يوليو لتنقذ مصر من مصير كان محتوما ومخططا له.. أن تهدم عمود خيمة العرب لينهاروا ويركعوا جميعا.. وأفشل جيشنا هذا المخطط بتدخله الحازم الحاسم
ومن حقنا أن نفخر اليوم مع الرئيس السيسى بما حققناه خلال 6سنوات.. فما تحقق فيها حلمنا بتحقيق جزء بسيط منه لعقود وبكل أسف تحولت أحلامنا لكوابيس.. وكان السبب أننا كشعب «فهمنا حنية القيادة علينا خطأ» وفهمها خطأ أيضا كل من تولوا أمورنا بعد ثورة 23 يوليو ١٩٥٢.. وكان ما حصدناه مرا من تعليم متخلف وخدمات وبنية أساسية متهالكة وصحة تهوى وسمعة تنهار.
اليوم جاء الحصاد الرائع لـ «الحنية الحق» فقسوتك على ابنك لينجح ويتفوق هى قمة الحنان.. جاءت الإصلاحات الاقتصادية المتلاحقة وحركة البنيان والتعمير التى تغزو ربوع مصر لتحيلها دولة مدنية حديثة.. « حنية» حقيقية. وصحوة كبرى يستحقها الشعب الذى عانى لعقود.. لكن الأهم ان نحافظ على تلك الإنجازات.. وهذا هو التحدى الأكبر وأثق أننا قادرون عليه.