إنهــا مصـــــــر

كرم جبر يكتب| 30 يونيو .. فجر جديد

كــــــــــــرم جبــــــــــــر
كــــــــــــرم جبــــــــــــر

كانوا يعلقون الناس أحياء فى ماكينات شى اللحوم، ويستمتعون بتقطيع أجسادهم بالسكاكين الحادة، وكانوا يلعبون الكرة برءوس الضحايا، ويعلمون الأطفال الصغار كيفية جز الرقاب، وتنوعت صور "التنكيل الحلال".
30 يونيو أنقذتنا من المصير الأسود الذى يحدث فى العراق وسوريا، وكانوا يريدون مصر الثمرة الكبرى التى ينفذون فيها تجارب دموية، تنتشر فى كل المنطقة، فمصر هى القلب، وما يحدث فيها يهب فى كل مكان.
عبر عن ذلك طارق الزمر رئيس حزب التنمية والبناء، الذى أصدر منشوراً قال فيه بالحرف الواحد إن اتحاد الأحزاب والجبهات الإسلامية يعاهد فخامة الرئيس محمد مرسي، أن يحول الجثامين العفنة للروافض الكافرين والملحدين إلى أشلاء، ويلقون بها غذاء شهياً للكلاب والحيوانات المفترسة أكلة الجيفة ولحوم الخنازير.
30 يونيو أنقذتنا من المصير الأسود، وأعلنت ميليشيات الشاطر النفير العام "الحرب بلغة الإخوان"، وقدموا تجارب عملية فى أحداث الاتحادية والمقطم والتحرير وغيرها، للقتل والذبح وتعليق الاتهام فى رقبة "اللهو الخفى".
كل شىء كان معداً وجاهزاً، وكان إخوان الشر يتباهون بحشد خمسة ملايين مقاتل مستعدين للغزوة المباركة.. احتلال مصر وتخليصها من شعبها.
أما أصحاب الجثامين العفنة الذين وضعهم الإخوان هدفاً للكلاب المسعورة، فهم القضاة والصحفيون والإعلاميون والفنانون والمثقفون، وكل من يختلف معهم فى الرأى والفكر والعقيدة والدين.
شاهدت فيديو لفتاة عراقية صغيرة السن، تصرخ فى وجه إرهابى عجوز شكله يثير الفزع: "لماذا اغتصبتنى وأنا فى عمر حفيدتك.. لماذا عذبتني" وتصرخ وتصرخ حتى أصيبت بالإغماء.
كان يمكن أن يكون مصير نسائنا وبناتنا كذلك، ولكن 30 يونيو هى التى أنقذتنا من المصير الأسود، وتحررت البلاد والعباد من أسوأ مستعمر مر عليها فى تاريخها، وكانت يد الله فوق أيديهم.
كانوا يريدون مصر وطناً للإرهابيين من كل بقاع الأرض، وجاءوا بهم من مستنقعات الدم والنار إلى سيناء، بدعم أجهزة تخابر وأموال وأسلحة وعتاد من قطر وتركيا، لاستكمال مسلسل تخريب المنطقة، ومصر فى القلب وهى الجائزة الكبرى.
يقتلون أولادنا وهم صائمون، ويخترقون حدودنا ليل نهار ويستبيحون التراب الوطنى المقدس، ويقول الأشرار عن مصر إنها مجرد "ترانزيت" للعبور إلى الخلافة البائسة، وإنهاحفنة تراب عفن، وشعبها لا قيمة له، ويمكن أن يحكمهم أمير من أفغانستان أو باكستان، ما دام مسلماً ، قُطعت ألسنتهم والإسلام منهم ومن أفعالهم السوداء برىء.
30 يونيو أنقذتنا من المصير الأسود، وأوقفت حرباً أهلية كانوا يخططون لها، بإشعال الفتيل بين المسلمين والمسلمين، وبين المسلمين والمسيحيين، وهم يعلمون جيداً أن فتيل الفتنة إذا اشتعل فلن ينطفئ أبداً، نار وقودها الناس والحجارة.
وخطط شيوخهم إلى إشعال الغضب بين السنة والشيعة، وهم يعلمون جيداً أن دماء الإمام على - كرم الله وجهه - مازالت تسيل فى أرض العراق والشام، منذ أن شج السفاح "أبن ملجم" رأسه فى صلاة الفجر، وهو يصيح "الملك لله وليس لك ياعلى".
هم ورثة الخوارج الذين قتلوا على وعثمان والحسين ويصيحون "الله أكبر"، وهو نفس الصراخ وهم يقتلون أبناءنا الشهداء فى سيناء الذين يدافعون عن وطنهم.
30 يونيو أنقذتنا من أهوال وأهوال، وبشرت الدنيا بفجر جديد، يضىء  أرض مصر وسماءها وينقذها من الظلمات، وأبطال المشهد هم رجال أوفياء عاهدوا الله أن تظل راية بلدهم مرفوعة فى السماء.. شكراً شعب مصر وجيشها.