من باب العتب

تهنئة ومسئولية متجددة

د. محمود عطية
د. محمود عطية

لا أجد كلمات عن الصحفى الكبير مكرم محمد أحمد أفضل مما صرح به الكاتب الصحفى كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام من أن المجلس يستهل أعماله بعد تشكيله الجديد، بالاحتفال بالأستاذ مكرم محمد أحمد، بشكل يليق بتاريخه ومكانته المرموقة فى الصحافة والإعلام، واعترافاً بدوره الكبير فى خدمة قضايا الحريات العامة والوقوف فى ظهر الدولة المصرية، مدافعاً قوياً عن قضاياها وتحدياتها.
كما نهنئ المجلس الجديد بالمسئولية الجديدة التى وضعت على عاتقه فى ظل أزمات محلية وعالمية طاحنة.. لكنى آمل خيرا فى الزملاء وفى قدرتهم على تحمل المسئولية والسير بنا خطوات نحو محاولات عودة الإعلام المصرى لريادته المعهودة..واهنئ زملائى فى "الأخبار" الكاتبين الكبيرين صالح الصالحى ووليد عبد العزيز ولا أشك فى قدرتهما على مواصلة الجهد كما عاهدنهما عملا وخلقا داخل دار أخبار اليوم.
 وكلنا ندرك بأن هناك أزمة حقيقية تواجه الإعلام المصرى خاصة فى الصحافة الورقية وبما يشبه الجائحة التى ربما تقضى عليها ولسنا منفردين بذلك..فالصحافة الورقية فى العالم كله تمر بأزمة لكن تختلف فى شدتها ووطأتها.. وجزء أصيل من أزمات الصحافة فى بلادنا أو تحديدا فى أزمات المؤسسات الصحفية يكمن فى ديونها المتراكمة التى تعجزها وتربكها حتى فى الوفاء برواتب صحفييها..ومواجهة تلك الأزمة التى تواجه الصحافة الورقية لا يعنى وأدها وخروجها من المشهد الإعلامي..ومما يجعل الأزمة قابلة للحل ولو جزئيا هى محاولة استثمار الممتلكات غير المستغلة للمؤسسات القومية..فهى تمتلك أراضى فضاء يمكن إنشاء مشروعات معمارية مربحة عليها لاستغلالها فى إنعاش وحل أزمة الصحافة الورقية..كما يمكن الانتفاع ببعض المبانى التى فى حوزتها خاصة أن المبانى الضخمة لم تعد مناسبة فى عصر التكنولوجيا المتقدمة.. فمثلا العديد من مبانى ستوديوهات هوليوود العالمية تم الاستغناء عنها وتأجيرها لمصانع الأحذية والملابس واستعانوا ببرامج الكمبيوتر لتصوير ما كان يحتاج لمساحات شاسعة من الاستوديوهات..كما يمكن استغلال ما يتبقى من استهلاكات العمل الصحفى ببيعه فى المزاد واستغلاله فى إصلاح أحوال الصحافة الورقية.
واللافت للنظر أنه فى ظل الظروف الصعبة التى تعيشها الصحف الورقية وجزء كبير منها ليس من صنعها تم إغلاق العديد من منافذ الإعلان نتيجة بعض القرارات المرتجلة وغير المدروسة. ولابد من مساهمة مجتمعية وتقديم رؤى للخروج من الأزمة الطاحنة.
 لماذا مثلا لا نلجأ لورش عمل وندوات ومناقشات يتم فيها دعوة رموز من المهتمين فى المجالات الصحفية والثقافية والاقتصادية لمناقشة أبعاد الأزمة ووسائل حلولها.. أولا من ناحية تجديد المحتوى الصحفى بحيث نقدم أشكالا صحفية تلائم العصر وتنافس الفضائيات والمواقع الإخبارية وتجذب القارئ وتقديم رؤى اقتصادية لتحريك العثرة التى تخنق الصحافة.
وأتساءل هنا هل الجامعات المصرية وهى تضم العديد من كليات الإعلام وتقدم بحوثا ورسائل الماجستير والدكتوراه.. أليس بها ما يتعرض لدراسة أزمات الصحافة الورقية ووسائل النهوض بالمحتوى..؟!
أخيرا تحياتى وتمنياتى القلبية للمجالس الثلاثة فى تكملة خطوات المجلس السابق والبناء عليه وهذا ما أشارت إليه التصريحات الأخيرة للكاتب الصحفى كرم جبر.