كلام يبقى

«كريمة» المجتمع

ممتاز القط
ممتاز القط

يخوض أطباء مصر وكل المنظومة الصحية ملحمة رائعة لا يقلل منها مطالبهم المشروعة بتوفير المناخ المناسب للعمل وتوفير كل الأدوات والمعدات اللازمة لمواجهة خطر الكورونا القاتل.
استشهد عشرات الأطباء خلال المواجهة والتى تتطلب تكاتف كل المصريين والبعد عن تصفية أى حسابات نتيجة الجو المشحون بالتوتر والخوف والقلق بل والموت.
وأعتقد جازما أن محنة الكورونا ستكون فرصة سانحة لإعادة النظر فى المنظومة الصحية لكى تواكب المتغيرات والتطورات الكثيرة فى هذا المجال.
هنا تأتى ضرورة إعادة النظر فى الأوضاع المادية للأطباء وأطقم التمريض والإسعاف والخدمات المعاونة والذين كشفت محنة الكورونا عن المأساة التى يعيشونها والتى كانت دافعا لهروب الكثير منهم للعمل بالخارج أو داخل المستشفيات الخاصة العاملة بمصر والتى يصل دخول الأطباء فيها لأكثر من عشرة أضعاف ما يتقاضاه الأطباء فى وزارة الصحة.
كشفت الكورونا أيضا عن القصور الشديد فى عمليات التدريب والتطوير بالإضافة للمعدات والأدوات والأجهزة.
أعرف بالطبع أن نقص الإمكانيات لا يقتصر فقط على القطاع الطبى ولكنه جزء من مناخ العمل فى كل القطاعات وهنا تأتى أهمية وضع الأولويات وتوفير الموارد اللازمة سواء من الموازنة العامة للدولة أو بالتوسع فى المشاركة المجتمعية وإزالة كل القيود التى تحول دون ذلك.
ليس معقولا أو مقبولا أن تحسب بدلات العمل والمكافأة بالقرش وليس بالجنيه فى عصر تعلو فيه لغة المليارات.
إن الوضع الأدبى للأطباء يمثل ضرورة ملحة بعد أن تعرض للتشويه ومجرد مراجعة للخطابات والقرارات التى تصدرها الجهات المسئولة عن الصحة كفيلة بأن تكشف مدى التعسف تجاه الأطباء حتى فى المخاطبة والتى تحمل فى أحيان كثيرة لغة التهديد والوعيد.
أطباء مصر هم كما يقولون «كريمة» المجتمع سواء فى مدى تحصيلهم العلمى أو سمو الرسالة التى يقومون بها والتى تعنى الحياة.
المعاملة الكريمة مع الأطباء قد تغنى أحيانا عن أى مكافأة أو حافز مادى. شكرا أطباء مصر.. "إن مع العُسر يسرا".