بدون تردد

ليس الأخير!

محمد بركات
محمد بركات

الألم البالغ.. هو الشعور الذى أحاط بى وتملكنى وأنا اقرأ  الكلمات التى خطها الصديق والأخ «محمد البنا» فى مكانها المعتاد على الصفحة الخامسة من جريدتنا «الأخبار» فى مواجهة «بدون تردد» على الصفحة الرابعة.
 وكان الألم يزداد حدة كلما توغلت فى القراءة،..، ولم يكن ذلك راجعا فقط إلى الحزن على ما انتاب الصديق العزيز من سقم ومرض، نرجو من الله سبحانه ان يبرئه منه هو وعائلته الكريمة، وأن يمن عليه وعليهم بالشفاء العاجل برحمته وقدرته، فهو الشافى المعافى.
ولكن ازدياد الحدة فى الألم تعود فى جوهرها وأساسها، إلى ما ذكره من العجز عن الوصول للدواء الذى قرره الطبيب له هو والأسرة، رغم بحثه وسؤاله عنه فى العديد من الصيدليات وفى العديد من الأماكن التى من المفترض توافره فيها.
ومبعث الحدة فى الألم ندركها جميعا عندما نضطر الى الاستسلام لواقع بالغ السوء والإحباط، نتيجة العجز عن الحصول على الدواء نظرا لعدم وجوده فى الأماكن المقرر، بل والمحتم وجوده بها،..، رغم ما يعنيه ذلك من احتمالات سلبية فى مجملها.
أقول ذلك رغم ادراكى للأسف، أن غيبة الدواء عن الصيدليات والأماكن المقرر والمفترض بل والمحتم توافره بها، هو نتيجة مباشرة لسلوك بالغ السوء منا نحن عموم المواطنين، نتيجة التسابق بل «والتكالب» فى الحصول على الدواء وتخزينه فى المنازل، وغياب السعى الجاد من الجهات المسئولة للتغلب على هذه المشكلة ووضع ضوابط لها،..، وتكون النتيجة هى اختفاؤه من الصيدليات وعدم استطاعتنا أو عجزنا عن الحصول عليه لمن يحتاجه بالفعل من المرضى.
وأخيرا.. أقول للصديق والأخ «البنا» إن الأمل يحدونا جميعا فى شفائه بإذن الله، ومواصلته التواصل مع القراء من خلال مقاله الثري، وإننا جميعا، وهو معنا فى ذلك، من المؤمنين برحمة الله الواسعة التى نطمح ان تشملنا جميعا، وأن يسبغ سبحانه علينا نعمته وفضله وكرمه وأن يهيئ لنا رشدا،..، وألا يحرمنا من أعزاء علينا.