حوار| نجم سويسرا يكشف إنجاز فايلر الحقيقي.. ويستعيد ذكرياته مع التوأم ورمزي

 مدرب منتخب شباب سويسرا
مدرب منتخب شباب سويسرا
ريجيس روثنبوهلر.. مدرب منتخب شباب سويسرا الحالي وأحد أبرز نجوم كرة القدم السويسرية وكان الموهبة الأبرز في ملاعبها خلال نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات وحتى بداية الألفية مع نيوشاتل زاماكس وكان شاهدًا على أيام المجد الكروي الأوروبي للتوأم حسن وانطلاقة هاني رمزي عميد المحترفين المصريين في ألمانيا.
 
أجرى التليفزيون السويسري استطلاعًا للرأي لاختيار مباراة تاريخية لإعادتها قبل أسابيع قليلة، وكان التصويت على إحدى مباراتي نيوشاتل زاماكس أمام ريال مدريد أو سيلتك في كأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عام 1991 والتي شهدت أعلى مستوى من التألق للتوأم حسام وإبراهيم حسن ومعهما هاني رمزي، وبمشاركة روثنبوهلر.
 
 
روثنبوهلر يستعيد ذكرياته مع الثلاثي المصري في حوار خاص لـ"بوابة أخبار اليوم"، ويكشف رأيه في السويسري رينيه فايلر، المدير الفني للأهلي، وكذلك أبرز ذكرياته مع نجاحات الكرة السويسرية، وأكثر من ذلك.
 
في البداية.. لماذا يستعيد التليفزيون السويسري ذكريات جيلكم في نيوشاتل زاماكس وتحديدًا موسم 1991؟
 
إنها الفترة الأفضل في مشواري الكروي، كما أنها فترة رائعة لنيوشاتل تحت القيادة الفنية للإنجليزي روي هودجسون ونحن مدينون له بالكثير في تاريخنا، وكانت أيضًا فترة مميزة للاعبين المصريين.
 
على ذكر اللاعبين المصريين.. ما أبرز ذكرياتك مع حسام حسن؟
 
إن كنا نتحدث عن حسام حسن المهاجم رقم 9، فالأمر مختلف تمامًا فهو ليس كبقية المهاجمين، لقد كان استثنائيًأ في تفكيره الهجومي، ونجح في تقديم نفسه لاعبًا مميزًا بقدرات هائلة في الكرة السويسرية والأوروبية، لقد كان يفاجئ المدافعين بأفكاره الجريئة وتحركاته غير المتوقعة.. من في سويسرا يمكنه نسيان مباراة سيلتك الاسكتلندي في كأس الاتحاد الأوروبي حين سجل 4 أهداف دفعة واحدة في ظهوره الأول بهذه البطولة.. هذا هو حسام حسن.
 
 
وماذا عن شقيقه إبراهيم حسن؟
 
إبراهيم حسن، فعندما وقّع على عقود الانضمام لنيوشاتل لم يعد يلعب كظهير أيمن، وقرر مدربنا التاريخي روي هودجسون الاعتماد عليه في مركز وسط الملعب، وعانى كثيرًا من تكتيك اللعب الأنجلوسكسوني في هذه الفترة والذي كان يعتمد بشكل كامل على التكتيكات الجماعية، بينما هو يريد الحرية في الملعب.. لكن دعني أقول لك أن إبراهيم حسن نجح في صناعة لحظات رائعة أثناء اللعب معنا بسبب كونه -مثل شقيقه حسام تمامًا- يفعل ما لا يمكن لك أن تتوقعه على أرض الملعب.
 
 
هاني رمزي سبق التوأم في الانضمام لنيوشاتل موسم 1990-91 فكيف كان انطباعك عنه؟
 
لقد أتى رمزي إلينا صغيرًا في السن وأظهر نضجًا كبيرًا، واستطاع أن يتكيف مع الأجواء الأوروبية بسرعة رهيبة، وهو الأمر الذي جعله يتحمل مسؤوليات أكبر داخل الفريق، كما أن مرحلة سويسرا منحته الفرصة للتعبير عن موهبته في دوري قوي وعنيف مثل الدوري الألماني الممتاز بعد ذلك.. كان رائعًا.
 
ولكن لماذا رحل التوأم سريعًا بينما استمر رمزي؟
 
التكيف بكل تأكيد كان أحد الأسباب، فالأمر لم يكن سهلاً على التوأم حسن، وكذلك اختلاف نظام كرة القدم بين مصر وسويسرا.. اختلاف تام، وبغض النظر عن الشراكة المصرية السويسرية التي جلبت التوأم في هذا التوقيت إلى نيوشاتل زاماكس، إلا أن بالنسبة لي كان بعد حسام وإبراهيم حسن عن والدتهما السبب الرئيسي للحنين الدائم للوطن.
 
لم أكن أستوعب فكرة تعلق التوأم حسن بوالدتهما إلا عندما تلقيت دعوة منهما على العشاء وقدموا لي حلوى محشوة باللوز والعسل وحينها حاولا شرح الأمر لي أنها من صنع والدتهما في مصر بإيماءات ونظرات مليئة بالعاطفة والحنين.. أدركت مدى تعلقهما بالوالدة من هذه النظرات.
 
وطارق سليمان سبق الثلاثي المصري بالتوقيع لنيوشاتل عام 1990 لكنه لم يشارك فما السر؟
 
مازلت أتذكر طارق سليمان، كان لاعبًا خياليًا على أرض الملعب، وكذلك خارج حدود المستطيل الأخضر كان شخصًا رائعًا، وعلى الرغم من أنه لم يشارك في أي مباراة رسمية مع نيوشاتل زاماكس، إلا أنه ظل مبتسمًا وإيجابيًا من البداية إلى النهاية.
 
الحظ السيء أتى بطارق سليمان إلينا في نيوشاتل حين كنا نملك 5 أجانب مميزين ويحق فقط لـ 3 منهم المشاركة في المباريات.. الآن وأنا مدرب إذا كان طارق سليمان معي فسيحظى بالفرصة، أما في الموسم 1990-91 لم أكن سوى لاعب، وهذه وجهة نظر المدرب آنذاك.
 
وماذا عن مدربكم التاريخي روي هودجسون.. ماذا يمكن أن تقول عنه؟
 
هودجسون مختلف تمامًا في كل شيء عن أي مدرب رأيناه في نيوشاتل زاماكس، لقد منحنا هوية تكتيكية لم تكن موجودة في سويسرا، وعملية انتقاله من تدريب نيوشاتل إلى قيادة المنتخب السويسري هي الصفقة الأهم والأكثر نجاحًا في تاريخ الكرة السويسرية، ونحن مدينون بالفضل لروي هودجسون في تحويل سويسرا لدولة معروفة في عالم كرة القدم.
 
رينيه فايلر ومساعده ديفيد سيزا كانا زميليك في منتخب سويسرا.. ماذا يمكن أن تقول عنهما؟
 
أعتقد أن فايلر وسيزا يملكان كل المؤهلات التي ستمكنهما من خوض رحلة رائعة مع النادي الأهلي، وأتمنى أن يواصلوا مشوار المدربين السويسريين الرائعين في إفريقيا، ولكن في رأيي أن البطولة الأهم التي سيجلبها فايلر وسيزا هي وبكل صدق أن يظهرا تعاملهما الإنساني الراقي مع كل شخص سيقابلانه في مصر.. هذا هو الإنجاز الأهم.