حروف ثائرة

المرجفون.. و«الرشد من الغى»

محمد البهنساوى
محمد البهنساوى

«هى الأقوى والأكثر وضوحا».. هكذا يمكننا وصف كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى قبل أيام بالمنطقة الغربية العسكرية.. جاءت رسائلها واضحة لا لبس فيها.. وأكدت أن أمن مصر القومى خط أحمر وجيشها الأقوى بالمنطقة لكنه جيش رشيد يدافع عن حدودها وقادر على ردع كائن من كان خارج تلك الحدود إذا ما سولت له نفسه التفكير فى المساس بأمنها ومقدرات شعبها.. لن نتحدث اليوم عن تلك الرسائل.. لكن نتحدث عما بعد كلمة الرئيس.. ولعل أهم عناصر القوة للموقف المصرى التعامل بحكمة سياسية وشرف غاب عن الكثير من القوى اللاعبة بمنقطتنا وليس بالمشهد الليبى فقط.. ففى حين اتسمت بعض القوى بالرعونة والبلطجة السياسية تدفعها الرغبة فى نهب ثروات الدول.. وتحركها أوهام استعادة ماض ولى بلا رجعة.. ضاربة عرض الحائط بمصالح الشعوب ومكتسابتها.. وجاء الموقف المصرى متسما بالصبر والحكمة والرشد السياسى.. والتزم الشرعية الدولية.. وصبر على المخاطر والتجاوزات حفاظا على مصالح الأشقاء.. حتى جاءت لحظة الحقيقة والوقفة القوية
تلك اللحظة جاء توقيتها بكلمة الرئيس بالمنطقة الغربية وأمام حشود من أبطال جيشنا الباسل.. أبانت بوضوح «الرُشد من الغىّ» بكافة الأطراف خارج مصر.. ففى الوقت الذى انهالت فيه الإشادة بموقف مصر والتأييد لكل ما اتخذته وستتخذه من تدابير حفاظا على أمنها القومى من دول تدرك قوة مصر وطول صبرها.. وفى مقدمتهم الأشقاء العرب الا من أصابه الغى منهم ليظلوا على دينهم أو الأصح كفرهم بكل مواثيق الشرف وأمانة الأخوة.. وفضلوا الأمساك بالعصاة من منتصفها ظاهريا.. وتجهيز أبواقهم وشياطينهم لمهاجمة مصر.. وتوجيه أموالهم لتهديد أمن مصر القومى من اتجاهاتها الشرقية والغربية.. وتمويل مشاريع تهدد المصريين بتجويعهم وتعطيشهم.. هذا كما قلنا كفرهم وظلمهم.. وقد اقترب اليوم الذى يعض فيه هؤلاء على أيديهم نادمين على ما فعلوه.
وهناك بعض القوى الإقليمية التى أصابها الغىّ لسنوات.. وتحاول الان البحث «ظاهريا» عن الرُشد.. فيما يؤكد أن رسالة مصر قد وصلت وبقوة إلى الجميع.. وهنا استوقفنى تصريح وزير الخارجية التركى بعد كلمة الرئيس بساعات أكد فيه أنه لا يمكن التغاضى عن أهمية ليبيا للأمن القومى المصرى!.. أضف إليه تصريحا لحكومة الوفاق فى ليبيا بعد الكلمة أيضا التى أكدت أنها لن تهدد على الإطلاق أمن مصر القومى»!
وإذا كان لا يمكن إكراه القوى الخارجية على الرُشد تجاه مصر.. لكن الموقف مغاير تماما داخليا.. فمواجهة المرجفين فى حالة الحرب التى نعيشها حاليا من عدة اتجاهات واجب وضرورى.. أقول هذا بمناسبة تهجم البعض على مواقف الدولة ورفض الدعوة للاصطفاف خلف جيشنا بحجة أن ذلك من حرية الرأى والتعبير. ورغم أن تلك الأصوات خافتة وعديمة التأثير.. وعكس إيمانى بحرية الرأى لكن ليذهب كل هذا إلى الجحيم عندما تواجه مصر أى خطر.. الاصطفاف خلف جيشنا الآن واجب وطنى.. والوقوف بجواره حق وفرض وغير ذلك هراء ويستحق العقاب.