بسم الله

ربما الأخير !

محمد حسن البنا
محمد حسن البنا

كل المراد من رب العباد أن يحسن خاتمتنا. سواء بوباء كورونا أو غيره، كل نفس ذائقة الموت، عندها تنتهى الحياة بحلوها ومرها. ليس مهما أن يقف الإنسان على سبب موته. عليه فقط أن يتيقن أن له موعدا مع الله لن يخلفه. وما هذه الدنيا إلا كلمح البصر. فزت بها إن كنت مع الله، وخسرتها، بل وخسرت آخرتك، إن كنت بعيدا عن الله. وجل مرادى أن يرضى الله عنى حتى وإن غضب منى بعض البشر.
لم أكن يوما من النوع المتشائم. بل شريط حياتى يثبت أننى قدرى ، وإيمانى عميق بأن ماكتبه الله لى سأناله مهما حاربنى الآخرون. وتكتمل منظومة عقيدتى بأن ما لم يكن لك لن يصيبك. لهذا فإن احتمال إصابتى وزوجتى وابنتى العروسة بفيروس كورونا قدر محتوم نواجهه رغم ما إتخذنا من إجراءات احترازية. لكن العجيب أن منظومتنا الصحية فشلت فى إيجاد العلاج المناسب ، وفشلت فى إجبار شركات الدواء على توفير بروتوكولات العلاج. فتجد الزحام الشديد على صيدليات الحكومة التى انفردت بصرف العلاج ، فى مشهد يكرس إصابة السليم بالوباء. وتبين لى أن هناك «مافيا للدواء» لم تقدر عليها الحكومة بعد. ومازالت هذه المافيا تعربد فى ربوع مصر، رغم أن أدوية بروتوكول العلاج محلية الصنع.
لا أجد مبررا لأن يكتب لنا الدكتور العلاج المطلوب وتسأل فى الصيدليات فلا تجده. والرد واحد عند الصيدليات: لا يوجد، غير متوافر. تسألهم: عايز البدائل، لا توجد أيضا. أعيش دون تناول العلاج الذى كتبه الطبيب «زيثرو ماكس ، فيتاسيد ، بنادول، فيتاماكس، واسيستيل سيستين» ولا حتى بدائلها «ميجافين ونانا زور وتليفاست وريفيروس». هذا عيب خطير تلتزم الدولة بمواجهته من أجل صحة أبنائها. ناهيك عن الجبروت الذى أصاب معامل التحاليل والاشعة. مما يؤكد أهمية إعادة النظر فى منظومتنا الصحية. ربما يكون مقالى هو الأخير. فليأذن لى القارئ العزيز وأخى رئيس التحرير فى التوقف قليلا.
دعاء: ربى أسألك الرضا وحسن الخاتمة