الوصل والفصل

سرت - الجفرة خط أحمر

محمد السيد عيد
محمد السيد عيد

محمد السيد عيد

قال الرئيس السيسى فى خطابه بقاعدة جرجوب العسكرية يوم السبت الماضى إن خط سرت - الجفرة يمثل خطاً أحمر بالنسبة للمصريين، فما أهمية خط سرت- الجفرة؟
تقع سرت على شاطئ البحر المتوسط، وهى البوابة الحقيقية لمنطقة الهلال النفطى الليبي. والهلال النفطى هو منطقة على ساحل البحر المتوسط، تمتد أكثر من مائتى كيلو متر، تبدأ من طبرق شرقاً حتى سرت غرباً. وهذه المنطقة تحتوى على 80 % من نفط ليبيا. كما تضم مجموعة من الموانئ المهمة لتصدير النفط.
وتقع الجفرة جنوب سرت، بحيث يمثل خط سرت الجفرة حداً طولياً غربياً لمنطقة الهلال النفطي، من هنا تأتى أهمية هذا الخط. وقد أعلنت تركيا صراحة أنها لن تتوقف عن الحرب فى ليبيا قبل السيطرة على خط سرت/ الجفرة، والسبب معروف طبعاً، فهى تبحث عن أى مصالح اقتصادية فى ليبيا، ولو بشكل غير مشروع. كما تريد أن تكون حكومة الوفاق فى وضع أفضل عند الدخول فى أى مفاوضات سياسية مستقبلاً.
موقف الرئيس السيسى كان حازماً تجاه هذه الأهداف التركية، لأن سيطرة الجماعات الإرهابية والمرتزقة على حقول وموانئ النفط، سيعطيهم قوة، ووصولهم إلى غرب مصر، يمثل تهديداً مباشراً لأمنها القومي، وطبقاً للقانون الدولى فمن حقنا الدفاع عن أنفسنا ضد ما يهدد أمننا القومي، وقد فاض الكيل بمصر، وآن لها أن توقف كل طرف عند حده، خصوصاً بعد أن تحدت تركيا قرارات الأمم المتحدة، وزودت حكومة الوفاق بالمرتزقة والسلاح، وساعدتها على احتلال طرابلس وترهونة.
وقد صرح تشاووش أوغلو، وزير خارجية تركيا، بعد خطاب الرئيس السيسى تصريحاً مهماً، يتراجع فيه عن المواجهة مع مصر؛ جاء فيه» إن تركيا تقدر أهمية ليبيا بالنسبة لمصر.... وإن إحلال السلام فى ليبيا له أهمية مصيرية لدول الجوار، ولا يمكن التغاضى عن أهمية السلام فى ليبيا بالنسبة لمصر». لكن هذا التصريح يجب ألا يخدعنا؛ لأن تركيا استمرأت دور البلطجى فى المنطقة، ولم تجد من يردعها، لحد أنها تجرأت وهددت قطعة بحرية فرنسية فى البحر الأبيض.
إننى أتوقع أن تركيا لن تواجه مصر مباشرة، وأنها ستصدر لنا المرتزقة والدواعش ليحاربوا نيابة عنها. لكن من يضمن أن لا تخطئ تركيا، أو أن مصر ستسكت على هذه الألاعيب؟ وأن الأمور لن تتحول بين عشية وضحاها إلى مواجهة؟