فى الصميم

لهذا تحدد مصر الخطوط الحمراء!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

مصر لا تهدد ولا تعتدى، لا تأتى بآلاف المرتزقة لدعم الإرهاب خارج حدودها. لا تسخر إمكانياتها فى محاولة يائسة للتوسع على حساب الآخرين، أو جريا وراء أوهام إحياء استعمار قديم، أو أملا فى نهب ثروات شعوب أخرى تحت زعم أنها إرث الجدود!!
لكن مصر تقف بالمرصاد أمام أى تهديد لأمنها، أو مساس باستقرارها، وهى حين تفعل ذلك فإنها تنطلق من شرعية الدفاع عن النفس، ومن استراتيجية ثابتة تعرف أن القوة هى التى تحمى الحقوق وتضمن السلام، وتدرك حدود أمنها القومى وتتحمل مسئولية الدفاع عنه ضد كل المخاطر والتهديدات.
الموقف الحاسم الذى أعلنه الرئيس السيسى من أزمة ليبيا لم يأت إلا بعد أن قدمت مصر رؤيتها المتطابقة مع رؤية الاطراف الوطنية الليبية للحل السياسى المطلوب من خلال إعلان القاهرة، وبعد أن طلبت من كل الاطراف أن تلتزم بوقف اطلاق النار والعمل من أجل الحل الليبى بعيدا عن الغزو الأجنبى وعن ميلشيات الإرهاب وصراعات الطامعين فى ثروات ليبيا أو فى إعادة احتلال أراضيها.
وللأسف الشديد كان الرد هو رفض الميليشيات ومن يدعمونها وعلى رأسهم تركيا لوقف اطلاق النار، واستمرار حشد آلاف المرتزقة ليدعموا العدوان على شعب ليبيا وليقاتلوا جيشها الوطنى، وليمنعوا استعادة الدولة الليبية لوحدتها واستقلالها وسيطرتها على أراضيها، وليحولوا ليبيا الى قاعدة للإرهاب التركى الإخوانى الذى يهدد أمن واستقرار كل دول الجوار وفى المقدمة مصر.
ومن هنا كان الموقف المصرى الحاسم الذى يعلن أن جيش مصر جاهز لرد أى عدوان داخل أو خارج الحدود، والذى يؤكد فى نفس الوقت أن الحل فى ليبيا لابد ان يكون بيد شعبها وحده، وأن مصر التى تدعم بكل قوة جهود الشعب الليبى فى مواجهة الغزو وعصابات الإرهاب لا مطمع لها فى ليبيا، ولا مصلحة لها الا تكون ليبيا موحدة ومستقلة ومستقرة، وأن تكون حدودنا معها آمنة بعيدا عن الارهاب ومليشياته وعن المطامع الأجنبية والبلطجة الاردوغانية التى تستهدف مصر كما تستهدف ليبيا الشقيقة.
مصر لا تعرف العدوان أو البلطجة كما الآخرون. مصر تمارس حقها المشروع فى الدفاع عن أمنها وتأمين حدودها، وتقف حتى النهاية مع حق شعب ليبيا فى استعادة دولته وفرض إرادته وتفتح الباب للحل السياسى الذى تشارك فيه كل الاطراف الليبية بعيدا عن عصابات الارهاب والميليشيات العميلة والمرتزقة الذين يتصور أردوغان أنهم سيجعلون من ليبيا سوريا جديدة، تثير الفوضى وتمهد له طريق إحياء الارث العثمانى المنحط!!
مصر تحمى السلام بالقوة، وتعلن بحسم الخطوط الحمراء بالنسبة لها، وترجو ألا يخطئ أحد الحسابات!!