قصص من التاريخ.. بيمارستان قلاوون «مستشفى عام» ومكان للعزل

الآثار المصرية
الآثار المصرية

كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن بيمارستان كلمة فارسية الأصل تعنى مستشفى ومعناها «محل المریض». وكانت أيضا معاهد لتدريس الطب واستعمل العثمانيون مصطلح دار الشفاء، وكانت البيمارستانات مستشفيات عامة تعالج فيها الأمراض الباطنية والرمدية والعقلية وتمارس فيها العمليات الجراحية وكان الأطباء المسلمين هم أول من فرق بين المستشفي العام ودور العجزة والمصحات التي تعزل فيها الأمراض العقلية وأصحاب الأمراض الخطيرة مثل الجذام.

وتايع الدكتور ريحان أن البيمارستان هو الأساس الحقيقي للمستشفيات المعاصرة. ويرجع الفضل في تأسيس المصحات النفسية والمستشفيات العامة والمدارس والجامعات الطبية للأطباء المسلمين في العصور الوسطى إلى أن تدهورت أحوالها وأهملت وهجرها المرضى واقتصرت على عزل أصحاب الأمراض العقلية وصارت كلمة مارستان أو مورستان تعني مأوى الأمراض العقلية.

وعن أسباب إنشاء بيمارستان قلاوون بشارع المعز لدين الله يذكر الدكتور ريحان رواية نقلًا عن المقريزى ذكرها فى الخطط المقريزية أن الملك المنصور قلاوون لما كان أميرًا أثناء سلطنة الظاهر بيبرس توجه لغزو الروم سنة 675 هـ/ 1276م فأصابه بدمشق مرض خطير فعالجه الأطباء بأدوية أخذت من مارستان نور الدين محمود فشفى وركب حتى شاهد المارستان فأعجب به ونذر إن أتاه الله الملك أن يبنى مارستانًا فلما أصبح سلطانًا وفى بنذره.

وأوضح الدكتور ريحان أن بيمارستان قلاوون بنى عام 683هـ ،1284م واستغرق البناء ثمانية شهور وجدد عام 726هـ، 1326م أيام الملك الناصر محمد بن السلطان قلاوون وجدده مرة أخرى الأمير عبد الرحمن كتخدا ويتكون من صحن أوسط وأربعة إيوانات خصصت لمرضى الحميات وخصصت قاعات  لمرضى الرمد وللجراحة وقاعة للنساء 

وأضاف الدكتور ريحان أن البيمارستان اشتمل على أماكن لإعداد الطعام والأدوية وقاعات لدروس الطب وقد عمل به أطباء منهم ابن الأكفاني السراج وعبد الوهاب الساوى وزين الدين عبد المعطى كبير جراحى المارستان وقد ذكر هذا المستشفى كثير من الرحالة الأجانب الذين وفدوا إلى مصر في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين واستمرت أبوابه مفتوحة حتى بداية القرن الحالي وقد تحول اليوم إلى مستشفى للرمد يعرف بمستشفى قلاوون.

ومن جانبه نوه المرشد السياحي محمد مصطفى إلى أن المؤرقون من المرضى كانوا يعزلون في قاعة خاصة يستمعون إلى القصص والحكايات الذي يلقيها عليهم القصاص وكان المرضى الذين يستعيدون صحتهم يعزلون عن باقي المرضى ويستمتعون بمشاهدة الروايات المضحكة والفرق الغنائية التى كانت تأتى خصيصًا لهم وكان يعطى لكل مريض حين خروجه من المارستان خمس قطع من الذهب حتى لا يضطر إلى الالتجاء إلى العمل الشاق في الحال.