في مثل هذا اليوم 21 يونيو من العام 1990، شارك طارق سليمان، نجم النادي المصري البورسعيدي، مع منتخب مصر أمام منتخب إنجلترا في الجولة الثالثة لدور المجموعات بنهائيات كأس العالم "إيطاليا 1990" بديلاً لجمال عبد الحميد في الدقيقة 77 من عمر المباراة التاريخية التي مر عليها 30 عامًا.
وبمشاركة طارق سليمان أمام إنجلترا يكون هو ثالث المحترفين المصريين في أوروبا مشاركة مع الفراعنة في نهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا بعد زميليه مجدي عبد الغني، لاعب وسط بيرامار البرتغالي آنذاك، ومجدي طلبة، جناح نادي باوك ثيسالونيكي اليوناني.
التوقيع لنيوشاتل زاماكس السويسري
يستعيد طارق سليمان ذكرياته في حديث خاص لـ"بوابة أخبار اليوم" :"عقب مباراة الصعود إلى نهائيات كأس العالم 1990 أمام المنتخب الجزائري والتي حسمناها بهدف نظيف سجله حسام حسن، وجدت رجل الأعمال الشهير جيلبرت فاكينيتي، مالك نادي نيوشاتل زاماكس السويسري، ينتظرني في أحد فنادق مصر الجديدة رفقة رجل الأعمال المصري كامل أبو علي".
وأضاف نجم النادي المصري البورسعيدي :"وقعت على عقود الانضمام لصفوف نيوشاتل زاماكس السويسري وأخذنا الصور التذكارية بقميص النادي ثم عدت إلى بورسعيد لأحزم حقائبي وأسافر إلى سويسرا لأستعد للمونديال مع فريقي الجديد".
وتابع سليمان :"الراحل محمود الجوهري، المدير الفني لمنتخب مصر، اشترط على فاكينيتي والمدرب الفرنسي جيلبرت جريس التزامي بالانضمام لمعسكر الفراعنة والسفر لأداء المباريات الودية بعدما كنت مشاركًا في مرحلة التصفيات بالكامل".
ورطة القيد
سافر طارق سليمان إلى سويسرا بنهاية نوفمبر مع انتهاء الدور الأول للدوري السويسري الممتاز الذي يقام بنظام دورتين لتحديد البطل والهابطين بعد انتهاء الدور الأول المكون من 12 فريق تنقسم بعد ذلك إلى أصحاب المراكز الثمانية الأولى للمنافسة على اللقب في الدور الثاني، والأربعة فرق الأخرى لمنافسة أندية الدرجات الأدنى على البقاء أو الهبوط.
وبعد المشاركة في مران نيوشاتل زاماكس، انتقل طارق سليمان لنادي اف سي بولي المنافس في دورة الهبوط خلال الدور الثاني ليستعد للمشاركة المونديالية في ظل تعثر قيده بقائمة الفريق الكبير رغم إعجاب المدرب الفرنسي جيلبرت جريس بقدراته وهو الأمر الذي صرح به في حديث لأخبار الرياضة عام 1990 من سويسرا.
ماذا قدم طارق سليمان قبل المونديال؟
لعب طارق سليمان 9 مباريات مع اف سي بولي، وسجل هدفًا وحيدًا واحتل فريقه المركز الثالث في المجموعة الثانية لتصفيات الهبوط ليستمر في الدرجة الأدنى في الموسم التالي.
بدأ طارق سليمان المباريات التسع أمام بادن في الجولة الثانية لدورة الهبوط يوم 4 مارس 1990، واختتم مشاركاته مع بولي في يوم 19 مايو 1990 أمام شينوا قبل المعسكر الختامي للاستعداد لنهائيات كأس العالم بأيام قليلة.
وسجل طارق سليمان هدفًا في الدقيقة 88 خلال فوز فريقه بولي على وينترتور بنتيجة 3-1 يوم 25 أبريل 1990، وتدرب خلال هذه الفترة تحت القيادة الفنية لبيير شابوسات نجم الكرة السويسرية ووالد أسطورتها الحية ستيفان شابوسات أحد الهدافين التاريخيين لبوروسيا دورتموند الألماني في منتصف التسعينات.
المشاركة المونديالية والعودة إلى نيوشاتل
شارك طارق سليمان مع منتخب مصر أمام منتخب إنجلترا في المباراة الأخيرة للفراعنة والتي شهدت وداع المونديال على يد الإنجليز بالخسارة بهدف نظيف سجله مارك رايت، وعاد بعد ذلك إلى سويسرا ليبدأ رحلته من جديد ولكن مع نيوشاتل زاماكس هذه المرة.
كتبت الصحافة السويسرية في 3 يوليو عام 1990، (أخيرًا.. طارق سليمان يوقع لنيوشاتل زاماكس)، ولكنه فوجئ برحيل المدرب المخضرم جيلبرت جريس بعد 9 سنوات قضاها في القيادة الفنية للزاماكس وتولي الإنجليزي روي هودجسون للمنصب بدلاً منه.
توج هودجسون مع نيوشاتل بكأس السوبر السويسري على حساب جراسهوبرز زيورخ في مستهل مشواره مع الفريق، ولكنه لم يشرك طارق سليمان في اللقاء واكتفى بمتابعته في التدريبات الجماعية.
ويستعيد طارق سليمان ذكرياته :" فوجئت برحيل جريس والتعاقد مع هودجسون، وعندما عدت إلى نيوشاتل كانت فترة الإعداد قد انقضى منها ما يقرب من أسبوعين، وشاركت في التدريبات وبعض المباريات الودية، لكن للأسف لم يكن يمنحني المدرب الإنجليزي الفرصة في المباريات الرسمية بعد ذلك".
نجم سويسرا يكشف السر
ريجيس روثنبوهلر، مدرب منتخب شباب سويسرا الحالي، كان أحد المواهب الصاعدة في نيوشاتل زاماكس موسم 1989-90 الذي شهد انضمام طارق سليمان، كما أصبح أساسيًا في تشكيل الزاماكس موسم 1990-91 تحت القيادة الفنية للإنجليزي روي هودجسون.
يروي روثنبوهلر لـ"بوابة أخبار اليوم": "مازلت أتذكر طارق سليمان، كان لاعبًا خياليًا على أرض الملعب، وكذلك خارج حدود المستطيل الأخضر كان شخصًا رائعًا، وعلى الرغم من أنه لم يشارك في أي مباراة رسمية مع نيوشاتل زاماكس، إلا أنه ظل مبتسمًا وإيجابيًا من البداية إلى النهاية".
وأضاف نجم الكرة السويسرية، الحظ السيء أتى بطارق سليمان إلينا في نيوشاتل حين كنا نملك 5 أجانب مميزين ويحق فقط لـ 3 منهم المشاركة في المباريات".
واختتم روثنبوهلر، الآن وأنا مدرب إذا كان طارق سليمان معي فسيحظى بالفرصة، أما في الموسم 1990-91 لم أكن سوى لاعب، وهذه وجهة نظر المدرب آنذاك".
العودة إلى مصر
يحكي طارق سليمان، كنت حزينًا لعدم مشاركتي مع نيوشاتل بعد تولي روي هودجسون القيادة الفنية للفريق السويسري، وعندما يأست من الأمر قررت إنهاء تعاقدي والعودة إلى مصر.
وأضاف نجم المصري البورسعيدي :"تمسك بي فاكينيتي كثيرًا، ولكن كنت أفضل اللعب في مصر على الاستمرار في سويسرا في ظل تطبيق نظام الاحتراف بعد كأس العالم 1990، وبالفعل عدت ووجدت مجلس إدارة النادي المصري في استقبالي عند سلم الطائرة خوفًا من انتقالي للنادي الأهلي".
واختتم سليمان، لو كنت وجدت الظروف مهيئة في سويسرا لما عدت إلى مصر، ولكن غياب التوفيق عن هذه التجربة كان السبب في العودة، ومازلت أحمل ذكريات طيبة لزملائي في سويسرا.
