زيارة السيسي للمنطقة الغربية العسكرية| خبراء: رسائل «ردع» للأعداء وحماية للأمن القومي

الرئيس بالمنطقة الغربية
الرئيس بالمنطقة الغربية

وجه الرئيس السيسي، اليوم، عدة رسائل هامة خلال زيارته للمنطقة الغربية العسكرية، في توقيت حاسم ومؤثر على تطورات الأوضاع في ليبيا وقضية سد النهضة الأثيوبي، وتناقش «بوابة أخبار اليوم» الخبراء العسكريين والسياسيين حول تلك الرسائل وتأثيراتها على الأحداث الجارية في مستجدات الأمن القومي المصري.

رسائل ردع

قال اللواء محسن الفحام، مساعد رئيس حزب حماة الوطن ومدير مكتب أمن الدولة فرع مطار القاهرة سابقا، إن زيارة الرئيس السيسي للمنطقة الغربية العسكرية اليوم جاءت في توقيت مهم جدا خاصة بعد زيادة التدخلات التركية في ليبيا، وكذا زيادة أعداد المليشيات التي يتم دفعها إلى الأراضي الليبية، وفي أعقاب ما تم الإعلان عنه من سعي تركيا لإنشاء قاعدتين عسكريتين على الأراضي الليبية، وزيارة وفد عسكري مخابراتي تركي إلى ليبيا.

وتابع اللواء «الفحام»، أن الزيارة الرئيس اليوم للمنطقة الغربية العسكرية تمثل رسالة واضحة وقوية أن الجيش المصري لن يسمح بانتهاك الأمن القومي المصري والعمق الاستراتيجي لمصر داخل الأراضي الليبية خاصة منطقة درنة التي يمكن أن تصدر لنا الجماعات والعمليات الإرهابية كما حدث من قبل في عملية الواحات الإرهابية التي انطلقت من درنة الليبية وعادت مرة أخرى حيث أنها أكثر منطقة متاخمة لمصر من ناحية الفيوم.

وأكد مساعد رئيس حزب حماة الوطن، أن رسائل الرئيس السيسي كانت واضحة بأن مصر لن تسمح بأي تفتيت وتهديد لمقدرات الشعب الليبي ضد أي تدخلات أجنبية خاصة أن تلك التدخلات لها أبعاد اقتصادية، مشيرا إلى رسائل الرئيس السيسي بأن هناك بعض القوى تحاول أن تعيد تاريخها في توقيت عفى عليه الزمن.

وأوضح أن الجيش المصري سباق دائما لحماية الأمن القومي العربي كما فعل في مساندة الكويت أثناء الغزو العراقي لها، وساهم في عودة السيادة الكويتية، لافتا إلى أن الجيش المصري دائما هو الدرع والسيف للمنطقة العربية وهو أقوى جيش في المنطقة في الوقت الراهن.

وذكر اللواء محسن الفحام، أن الرئيس السيسي أشار في خطابة اليوم إلى أن حق أثيوبيا في التنمية لا يتعارض مع حق الشعب المصري في الحياة والوجود، وأن قضية سد النهضة مسألة حياة ووجود بالنسبة لمصر، مردفا أن هناك اتفاقيات دولية وإعلان المبادي لعام 2015 تحافظ على حقوق الدول في الأنهار وجميعها خالفتها أثيوبيا؛ فمن هنا كانت الرسالة التي توجه إلى أثيوبيا بعد الخطاب الأهوج والتبجح برسالة «واضحة ومحددة ومحترمة» بأن مصر تؤمن بحقوق أثيوبيا في التنمية، وهذا خطاب عقلاني بعكس الخطاب الأثيوبي الأهوج الذي يثير غضب الشعب.

وأشار إلى أن أثيوبيا لم تحافظ على الثوابت التاريخية والعلاقات بين الكنيسة المصرية ونظيرتها الأثيوبية، مشيدا بمجمل الزيارة والرسائل التي تضمنها خطاب الرئيس في المنطقة الغربية العسكرية في هذا التوقيت الحاسم.  

الاصطفاف خلف الرئيس

أما حسام الخولي، نائب رئيس حزب مستقبل وطن، فيقول إن زيارة الرئيس السيسي للمنطقة الغربية العسكرية في توقيت ما يحدث ما ليبيا حاليا يؤكد أن مصر تتابع جيدا تطورات الأوضاع هناك، لافتا إلى أن مصر تختلف عن تركيا فمصر ليست دولة غازية، مؤكدا أن الزيارة كشفت أن الجيش المصري يحتفظ بأفضل تسليح واستعداد.

وتابع «الخولي»، أنه بخصوص سد النهضة فالشعب المصري على ثقة في الحكومة بهذا الملف، والشعب المصري عليه الاصطفاف حول الرئيس والحكومة في قرارات الأمن القومي.

وأوضح نائب رئيس حزب مستقبل وطن، أن الجيش المصري دائما ليس جيشا معتديا وعقيدته هي الدفاع عن حدود مصر، والجيش دائما يحافظ على الحقوق المصرية، وهو نابع من نسيج المجتمع المصري، مشيدا برسائل الرئيس السيسي بالمنطقة الغربية العسكرية.

 تفاصيل الصراع الدولي في ليبيا

قال اللواء أسعد حمدي، وكيل المخابرات العامة الأسبق، إن تركيا تدخلت في ليبيا بعد التنسيق وأخذ الإذن من الولايات المتحدة لكن لم تنسق مع أوروبا خاصة فرنسا، لافتا إلى أن هناك تقارب تركي إيطالي في المجموعة الأوروبية وذلك بسبب أن البترول الإيطالي والتنقيب عنه موجود في طرابلس الخاضعة لحكومة الوفاق وبالتالي تركيا تتوافق مع إيطاليا في تأييد السراج.

وتابع اللواء «حمدي»، أن البترول الفرنسي والتنقيب عنه موجود في بنغازي في إطار تأييد خليفة حفتر، موضحا أن طرابلس قريبة من تونس، وبنغازي قريبة من مصر، مشيرا إلى أن مدينة سرت تشكل «رمانة الميزان» ومن يسيطر عليها يستطيع أن يتوسع على باقي المناطق، وهي حيوية بالنسبة لتركيا وقوات حفتر، مضيفا أنها تخضع حاليا لقوات حفتر.

وأكد وكيل المخابرات العامة الأسبق، أن الفترة الحالية في ليبيا تشهد وقف إطلاق النار بتدخل بريطاني وألماني وفرنسي والأمم المتحدة، لافتا إلى أن الولايات المتحدة «علنا» لا تمانع من إجراء مباحثات بين الأطراف المتصارعة، لكن في الاستراتيجية الأمريكية أن أي صراع بين تركيا ومصر لصالح إسرائيل لإضعاف مصر وتركيا، ولذا تحارب تركيا بالنيابة عن أمريكا كما تدخلت في شمال العراق بإذن وتنسيق من أمريكا للضغط على الحكومة العراقية.

وأوضح أن تركيا دخلت سوريا أيضا بتعليمان من أمريكا ونكاية في روسيا، مردفا أن أمريكا خسرت معركتها في سوريا ولا تريد أن تخسر معركتها في ليبيا خاصة بعد تدخل روسيا في الملف الليبي، لافتا إلى أن الجزائر حاليا تقوم بدور في المنطقة مثلما كانت مصر هي الحكم في القضايا العربية وقالت إنها ستجمع دول الجوار الليبي والأطراف الليبية المتصارعة.

ولفت إلى أن ألمانيا تريد أن تحيى الاتفاقية التي تم توقيعها والمؤتمر لديها، منوها على أن تركيا اشترطت انسحاب قوات حفتر من مدينة سرت وأن يكون حفتر خارج العملية السياسية الليبية، منوها أن حفتر عندما جاء إلى مصر كان معه رئيس مجلس النواب الليبي فهو صاحب شرعية مثل فايز السراج رئيس الوزراء الليبي، ولذلك قابلهم السيسي مجتمعين.

ونوه اللواء أسعد حمدي، أن الرئيس السيسي أكد على أن مدينة سرت خط أحمر، موضحا أن تركيا حاليا في موقف صعب وإذا دخلت في مواجهة مع مصر فإنها ستحارب عبر البحار وهي حرب صعبة أما مصر تحارب عبر الحدود القريبة منها، وستخسر تركيا كثيرا وسمعتها الدولية تختل.

واستطرد أن أمريكا عليها دور كبير في المرحلة القادمة، لافتا إلى أن الرئيس السيسي حشد القبائل الليبية وكلماته مؤثرة جدا في زيارته للمنطقة الغربية العسكرية، ومواقف الرئيس السيسي قوية.

 
 
 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي