الجفرة وسرت والحلم العثماني .. لماذا حذر السيسي الاقتراب منهما؟ 

الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي

الرئيس السيسي:


- سرت والجفرة خط أحمر بالنسبة لمصر وسنتخدل لحماية أمننا القومي


- جيش مصر قادر على الدفاع عن أمن مصر القومي داخل وخارج حدودها


- أي تدخل مباشر من الدولة المصرية في ليبيا باتت له تتوفر الشرعية الدولية 


- مستعدين لتقديم الدعم والمساندة من أجل استقرار ليبيا وليست لنا أى مصلحة 


- يخطئ من يعتقد أن صبرنا ضعف بل صبر لاستجلاء الموقف وإيضاح الحقائق


- أطالب القبائل الليبية الوطنية بإرسال أبنائهم لمصر لتدريبهم وتسليحهم للدفاع عن ليبيا


- القوات المسلحة ورجال القبائل في المنطقة الغربية يقومون بحماية وتأمين البوابة الغربية 


تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، اليوم، عناصر المنطقة الغربية العسكرية، وذلك بحضور الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول محمد زكي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وعدد من من الوزراء والسئولين، والفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية وكبار قادة للقوات المسلحة وعدد من يوخ وعواقل مرسى مطروح وليبيا.

 

قاعدة سيدي براني الجوية


بدأ اليوم بتفقد الرئيس لإحدى القواعد الجوية، وهي قاعدة "سيدي براني الجوية"، بالمنطقة الغربية العسكرية، حيث أطمئن الرئيس على جاهزية القوات لتنفيذ أي مهمة، سواء كانت المهمة كانت في الداخل أو في الخارج.

 

وقال الرئيس خلال لقائه مع أبطال القوات المسلحة فيالقاعدة الجوية: "إن الجيش المصري من أقوى جيوش المنطقة، لكنه جيش رشيد، يحمي ولا يهدد، وقادر على الدفاع عن أمن مصر القومي، داخل وخارج حدود الوطن"، كما أن الجيش المصري يسير على إستراتيجية واضحة وثابتة، وهذه عقيدة وثوابت لا تتغير".

 

ووجه الرئيس السيسي رسالة لأبناء القوات المسلحة من داخل إحدى القواعد الجوية قائلا: "متأكد إذا احتجنا منكم عمل وتضحيات تتم مثل كثير من الأنشطة وتأمين الحدود الغربية مع الدولة الشقيقة ليبيا يتم تأمينها أكثر من 7 سنوات، سوف تكونوا موجودين، وكونوامستعدين لتنفيذ أي مهمة سواء كان داخل حدودنا أو خارج حدودنا".

 

وقال الرئيس المصري خلال تواجدهُ في قاعدة سيدي براني الجوية أن هناك الكثير من الأنشطة تتم لا أحد يعرف عنها شيء في المنطقة الغربية على كامل الحدود مع الدولة الشقيقة ليبيا، فهناك نحو 1200 كيلومتر يتم تأمينها منذ أكثر من سبع سنوات بالقوات "الجوية والخاصة وحرس الحدود" وقوات كثيرة أخرى.

 

وأضاف الرئيس السيسي أن جزء كبير من القوات المسلحة المصرية سواء كان من القوات الخاصة أو الجوية، موجود وجاهز لتنفيذ أي مهام داخل حدود مصر أو إذا تطلب الأمر خارج حدودها، معربًا عن ثقته في هذه القوات أنهم لن يدخرون أي جهد وسيقدمون كل التضحيات مثل ما يتم الآن في كثير من الأنشطة.

 

تفقد عناصر المنطقة الغربية العسكرية


شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، رئيس الجمهورية ، القائد الأعلى للقوات المسلحة، اصطفاف لعناصر القوات المسلحة، من مختلف الأسلحة والإدارات المتواجد في نطاق المنطقة الغربية العسكرية، حيث بدأت مراسم الاستقبال باستعراض حرس الشرف، وبعدها، قام الرئيس يرافقه وزير الدفاع ورئيس الأركان وقائد المنطقى الغربية السعكرية وعدد من قادة القوات المسلحة، بالمرور على القوات المصطفة.

 

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية ، القائد الأعلى للقوات المسلحة، إن القوات المسلحة قادرة على حماية أرض ومقدرات الوطن أمام جميع التحديات، مقدما التحية للقوات المسلحة، قائلًا: "أقدر جهودكم المشتركة لحماية البوابة الغربية لأمننا القومى، فالأزمة الليبية خير شاهد على صمود مصر".


وأضاف الرئيس السيسي، أن القوات المسلحة تمتلك كل الأساليب المتطورة من نظم ومعدات وأسلحة وقادرة على تطبيق كل الوعود لتأمين الدولة المصرية أو أي تكليف او مهام تكلف بها، مشيرا إلى أن القوات المسلحة قادرة على حماية الوطن من أي تهديدات وتحديات، وأن الجاهزية والاستعداد القتالي للقوات صار أمرا ضروريا وحتميا، وذلك بسبب ما يحيط منطقتنا من تهديدات وهذا لتحقيق الاستقرار والأمن والتعاون.

 

وقال السيسي، إنه يقدر ما يتم بذله من جهد كبير من قبل رجال القوات المسلحة ورجال القبائل في المنطقة الغربية في مصر والذين يقومون بحماية وتأمين البوابة الغربية للدولة والحفاظ على أمننا القومي، موضحا أن الأمن القومي الليبي هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والأمن القومي للأمة العربية، لافتًا الى ان ما شهده من استعداد القوات المسلحة هو فخر للأمة العربية كلها.


الأزمة الليبية


أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر تستهدف الوصول إلى حل سياسي للأزمة الليبية، مبينًا أن مصر لم تتدخل في الشأن الليبي احترامًا لليبيين، وحتى لا يذكر التاريخ أن مصر تدخّلت في ليبيا والليبيين في موقف ضعف، متابعا: "لكن الموقف الآن مختلف، ومعادلة الأمن القومي العربي والمصري والليبي تهتز.


وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه يجب التحذير من مخاطر وتهديدات تصاعدية بالمنطقة، حيث قال: "وكان ولا يزال الحرص المصرى منذ البداية، على دعم جهود المبذولة للوصول لتسوية شاملة ليبية، تتوافق مع خيارات الأشقاء فى ليبيا وتوحيد المؤسسات الوطنية وخاصة العسكرية، حيث أن الأمن الليبيى يعتبر جزءا لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى"، مشدد على أن خط "سرت – الجفرة" بالنسبة لمصر خط أحمر، منوها أن المصريين لن يكونوا غزاة أو معتدين على أحد".

 

شرعية التدخل المصري في ليبيا


وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي حديثه للشعب الليبي وقبائله قائلا: "إذا لم نكن مدركين لذلك وتقديم التضحيات اللازمة والمواقف الشريفة، القوات ستتقدم وأنتم موجودين فوق منها وشيوخ القبائل والقبائل الليبية على رأسها، وإذا انتهت المسألة تخرج بسلام، لأننا لا نرغب في شيء إلا أمن واستقرار وسلامة ليبيا، وإذا تحرك الشعب الليبي وطالبنا بالتدخل فهذه إشارة للعالم بأن مصر وليبيا بلد واحدة مصالح واحدة وأمن واحد واستقرار واحد".


وتابع الرئيس: "يخطئ من يعتقد أن صبر مصر ضعف، لكنه صبر لاستجلاء الموقف وإيضاح الحقائق"، داعيا القبائل الليبية الوطنية لإرسال أبنائهن لمصر، لتدريبهم وتسليحهم، من أجل الدفاع عن ليبيا.


أوضح الرئيس السيسي أنه رغم ترحيب من القوى الليبية المعتدلة والأطراف الإقليمية والدولية بإعلان القاهرة إلا أن سيطرة القوى الخارجية الداعمة بقوة للميلشيات المتطرفة والمرتزقة لم تسمح بأن يتم أن يدخل قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، مبينًا أن القوى الداعمة للميلشيات المتطرفة والمرتزقة واصلت الدفع لمواصلة خرق القرارات الدولية وانتهاك سيادة الدولة الليبية بنقل السلاح والمرتزقة وتوجيه رسائل عدائية لدول الجوار وهو ما سجلته التقارير الدولية المراقبة للحدود الليبية.

 

وأفاد الرئيس السيسي بأن الأزمة الليبية خير شاهد على ما يحدث في المنطقة العربية، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية سعت للتقليل من مخاطر وتهديدات تصاعدها، وأن مصر سعت على مدار عقد كامل إلى دعم كافة جهود التسوية الشاملة وسرعة استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، باعتبارها جزء لا يتجزأ من الأمن والاستقرار في مصر. 

 

وأضاف أن مصر منذ البداية سعت إلى تسوية شاملة تضمن السيادة وتحقيق الوحدة الوطنية وسلامة وأمن الأراضي الليبية، وسرعة بناء أركان المؤسسات بالدولة الليبية، والقضاء على الإرهاب ومنع المليشيات المتطرفة والمسلحة، إضافة إلى وضع حد للتدخلات الأجنبية غير الشرعية التي تسهم في تفاقم الأوضاع الأمنية وتمتد إلى دول الجوار وتغذية بؤر الإرهاب. 

 

الميلشيات الإرهابية والدول الإقليمية الداعملة لها


شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة منع سيطرة أي من الجماعات الإرهابية، وإتاحة جميع فئات الدولة الليبية في المشاركة، وانطلاقًا من هذه الثوابت اتخذت عدة مسارات، على رأسها الدعم والاحترام الكامل لكافة جهود الأمم المتحدة، والتعاون الكامل مع ممثلي الأمين العام للأمم المتحدة، وكذلك بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، مشددًا في الوقت ذاته على أنه يتحدث عن شعب ليبيا وليس ضد طرف أو مع طرف.

 

وأكد الرئيس المصري أن القوات المسلحة المصرية قادرة على تأمين كافة حدود الدولة المصرية ومجالها الجوي، وأن القوات المسلحة جاهزة لتنفيذ أي مهام توكل لها، وأن جاهزية القوات للقتال صارت أمرًا ضروريًا، وخاصة أن التدخلات غير الشرعية في المنطقة باتت تسهم في انتشار الميليشيات الإرهابية.

 

الأهمية الإستراتيجية لمدينة سرت الليبية


تتمثل الأهمية الإستراتيجية لمدينة سرت الليبية، بأنها تطُل على "الهلال النفطي الليبي"، والذي يوجد به أكبر إنتاج بترولي في ليبيا، بالإضافة إلى أن مدينة سرت، تتوسط بين مدينتي بني غازي في الشرق، ومدينة طرابلس في الغرب، مما يجعلها مدينة ذات "إستراتيجية"، والتي من خلالها يمكن السيطرة على الأراضي الليبية، ويصبح من يتواجد فيها على مقربة جدا للشرق الليبي، وبذلك يكون تهديد مباشر للحدود الغربية لمصر، وللأمن القومي المصري.

 

وقد خاض الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، على مدار أعوام ، "معارك ضروس"، من أجل تحرير المدينة، من المليشيات الإرهابية، المدعومة وقتها من المجلس الرئاسي الليبي، بقيادة فايز السراج، وتحاول المليشيات والمرتزقة الذي أرسلهم أردوغان لليبيا، لتحقيق الأطماع العثمانية في المنطقة.

 

الأهمية الإستراتيجية لمنطقة الجفرة وقاعدة الجفرة


تتمثل الأهمية الإستراتيجية لمنطقة الجفرة وقاعدة الجفرة، بأنها تقع وسط ليبيا، وهى محور الربط بين الشرق والغرب والجنوب، كما يوجد بها أحد أكبر وأهم القواعد العسكرية والجوية في ليبيا.

 

وتتميز القاعدة ببنيتها التحتية القوية، والتي تم تحديثها، لكي تستوعب أحدث الأسلحة، لحماية الأمن القومي الليبي، كما تتميز القاعدة بأنها قريبة لتحركات الجيش الليبي للتحرك في أي اتجاه، وأن السيطرة عليها، هى السيطرة على النصف الليبي بالكامل.