بدون تردد

المشهد الليبى!!

محمد بركات
محمد بركات

نسمع ونقرأ ونتابع تصريحات قوية وشديدة اللهجة، لقادة العالم وزعماء دوله العظمى وقواه الكبرى، الذىن يستنكرون فيها الممارسات العدوانية الفاضحة للرئيس التركى اردوغان على الأراضى الليبية،...، ولكننا للأسف لا نجد ترجمة حقيقية وفعلية على أرض الواقع، بما يعنى اننا نسمع ضجيجا شديدا ولا نرى طحنا.
والمتابعة للتطورات والمستجدات على الساحة الدولية تؤكد، أنه بالرغم من موجات الاستنكار والرفض العالمية، للبلطجة السياسية والعسكرية التى ينتهجها إردوغان تجاه ليبيا، وما يقوم به من دعم معلن وسافر للجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة هناك،...، إلا أن أحداً لم يتحرك لوقف هذه الجرائم أو منعها والسيطرة عليها.
وقد يتصور البعض أن ذلك أمر غريب، حيث نرى دولا كبرى وزعماء وقادة لقوى دولية ذات شأن وتأثير على الساحة العالمية، يعلنون رفضهم واستنكارهم للتصرفات والممارسات العدوانية التى يقوم بها هذا الإردوغان،...، ولكنهم لا يتحركون لردعه أو إيقافه، بل يتركونه يفعل ما يشاء ويكتفون فقط بالشجب والإدانة اللفظية.
وفى اعتقادي.. أن التفسير المنطقى والمقبول لهذا الذى نراه، يؤكد أن الصورة ليست كما تظهر على السطح، وأن ما نراه ماثلا أمامنا ليس هو كل الحقيقة، وأن التصريحات اللفظية للزعماء والقادة ليست بالضرورة تعبيرا صادقا وأمينا عن المواقف الحقيقية لدولهم، وأن ما يحكم ويتحكم فى مواقف الدول هو المصالح قبل أى شيء آخر.
وما يجرى الآن على الأراضى الليبية هو انعكاس طبيعى لصراع المصالح، بين القوى الدولية المختلفة الطامعة فى الحصول أو الاستيلاء على جزء من الثروة الليبية الضخمة والهائلة، التى لا تجد من يحميها فى ظل غيبة الدولة وغياب مؤسساتها الشرعية، وانقسام وتفتت كياناتها وأعمدتها الأساسية منذ ٢٠١١.