حكايات| أصابعك ليست ملكك.. فضيحة «بوش» بين الأستراليين

الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش
الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش

وقف الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش محييا الأستراليين بيده حين زار بلادهم قبل سنوات رافعًا إصبعيه السبابة على شكل علامة النصر (V) وهو يجلس في سيارته أمام الجماهير المحتشدة معتبرًا أن ذلك تعبير عن وده لهم.

لكن صدمة كبرى تلقاها «بوش» في صباح اليوم التالي حين بدأ في الإطلاع على الصحف الأسترالية حين وجد صورته تتصدر الصفحة الأولى من إحدى الصحف تحت عنوان «الرئيس بوش يسخر من الشعب الإسترالي».

لم يكن الرئيس الأمريكي الأسبق يدري أن الإشارة بإصبعيه على شكل حرف (V) بالإنجليزية تعني في اللغة الأسترالية «أرفعوا أيديكم يا رفاق»، بحسب ما ذكره الدكتور نبيل عشوش في كتابه «فن الأتيكيت والبروتوكول».

وقع فريق المراسم والإيتيكيت المعني بتدريب جورج بوش في خطأ جسيم حين لم يحيطه علما بكل ما يرتبطت بالإيماءات وتعبيرات الوجه وحركات الأيدي، والتي غالبًا ما تكون أقوى من الكلمات، وهو ما حدث بالفعل مع الرئيس الأمريكي.

هاري ميلز وهو خبير إيتكيت أكد أن تأثير الصورة الجسدية في المناسبات الاجتماعية يلعب دورًا في الإقناع بنسبة 55% بينما الكلمات 7% فقط ونبرة الصوت 38%، وهنا يتحدث خبراء الأتيكيت عن مجموعة من الاعتبارات يجب وضعها في السابق.

فعندما تحيي شخصًا أو تمد يدك لمصافحته فإنه إما يقوم بذلك بحيوية واندفاع أو ببطء وبلا رغبة، ويتساوى من حيث الأهمية في نقل الإحساس بالترحيب الصادق.

أما الأذرع فلها لغة أيضًا، وحين يكون وضع الذراعين في اتجاه معاكس عند أعلى الصدر بحيث تقبض إحدى اليدين على الكوع الآخر أو على الساعد، فإن لغة الجسد تشير في هذا الوضع إلى إنذار مفاداه «لا تخدعني» متخذًا مظهرًا عدوانيًا على عكس علامة الترحيب؛ بل إن البعض يذهب إلى الأذراع المتشابكة تمثل حركة عصيان.

ومن العادات السيئة أيضًا للغة الجسد التحديق في أظافرالأصابع وتحريكها بقلق، ويبدو أن الأشخاص الذين لديهم هاجس الأظافر دائمًا يكونون في حالة تركيز حول أمور أخرى غير التي يعرضها المتحدث.

ليس هذا فحسب بل إن النقر بشكل إيقاعي على المائدة يمكن أن يقود من حولك من الناس إلى التوتر الشديد، ويشير خبراء الإتيكيت إلى ضرورة التغلب على هذه العادة السيئة، أي أن الإنسان يطلب سرعة إنهاء الحديث.

وعلى النقيض فحين تضغط بإصبعك السبابة داخل وجنتك ووضع الكوعين على المائدة فأنت بذلك الوضع ترغب لا شعوريًا في أن تخبر محدثك والمستعمين له أنك تستمع بتركيز.

بينما الجلوس مسترخيا على المقعد وتجعل كوعك متكئا على مسند الزراعين المثبتين في المقعد وضاغطًا بالسبابة على وجنتك فأنت بذلك أيضًا تريد بطريقة لا شعورية أن تخبر من معك أنك في حالة ضجر.

وإذا كنت تردي النظارة عند طرف أنفك ثم تقوم بدفعها أكثر من أجل أن تحدث خلالها على الشخص الآخر فإنه قد يشعر بعدم الارتياح بأنه محل فحص.

ولعل أكثر الإيماءات المنفرة التي تثير الضيق أن يعبث الرجل بشعره أو المرأة تظل تلهو بجديلة من شعرها لذلك يجب أن يبذل الإنسان مجهودًا في السيطرة على الحركات عير الإرادية والعصبية.

وما بين هذا وذاك ينصح الخبراء بعدم التخلي عن الابتسامة لكونها أكثر لغات الجسم إيجابية، ولا تعني بالضرورة أنك تنتظر ابتسامة متبادلة، لكنك توصل رسالة للشخص المقابل: «أنت تستحق الابتسامة».

ويبقى التحذير الأكثر لفتاً للإنتباه هو أنه حين تقف مع شخص فلا تقرب منه بشدة فالاقتراب الشديد غير مريح ومزعج للشخص الآخر حتى لا تدفعه للرجوع للخلف.

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي