إنها مصر

مصر لحمها «مر» !

كرم جبر
كرم جبر

لم تنم مصر لحظة واحدة عندما ذبح الإرهابيون أهالينا فى ليبيا فى المرة الأولى، ولم تفرط فى الثأر لشهدائها، ولن تتوانى فى «أخذ حق» المصريين الذين تم تعذيبهم مؤخراً، ليعلم القاصى والداني، أن لحم هذا البلد «مُرّ»، وأرواح أبنائه أثمن من كل كنوز الدنيا.
لن يرتفع «قزم» فوق إرادتها وعزيمتها، وسيظل ثنائى الشر العثمانى والقطرى، أعداء لهذا البلد وللمصريين الطيبين، لأنهما يضمران شراً، ويزودان ذئاب الإرهاب بالمال والسلاح والدعم اللوجيستى.
صاروا متأكدين أن الإرهابى الذى يتسلل إلى سيناء سيدفن فى رمالها، ومن يروى أرضنا الطيبة بدماء الشهداء، ستكون دماؤه مهدرة، وليس له حق فى الحياة، لأن الحياة من حق صناع الحياة وليس ذئاب القبور.
يحاول الأشرار الالتفاف غرباً وتهديد حدودنا الممتدة مع الشقيقة ليبيا ألف كيلو متر، ولكن الذراع الطويلة للجيش المصرى، قادرة على دفنهم فى رمال الصحراء.
>>>
مصر كبيرة، ولا تدس أنفها فى شئون الغير، وتحترم سيادة واستقلال الدول، ويتميز خطابها السياسى بالرقى والرفعة، ولا تفعل مثل من يتطاولون عليها فى سوء السلوك والبذاءة، ولكن لا يعنى هذا أن يتمادى أردوغان فى تصرفاته العدائية، وإذا لم يرفع يديه، فلديها القدرة على قطعها.
مصر تستطيع أن تؤمن أراضيها وحدودها الشاسعة، ولديها قوة نيران هائلة، تدمر من يحاول اختراقها، وفى بيانات المتحدث العسكرى التى تصدر مجمعة من حين لآخر، إحصاءات بأرقام وأعداد تؤكد أن بنية الإرهاب تتصدع ويلفظ أنفاسه الأخيرة.
>>>
الحضارة والثقافة والفنون والآداب نماذج للقوة الناعمة المصرية، وهى مزيج من عظمة الفراعنة وعناق المسيحية والإسلام على ضفاف النيل، تحت ظلال التسامح والمودة والتلاحم والانسجام المجتمعي.. أما قوة الإخوان الخشنة التى استعرضوها فى حكمهم كانت خلطة شيطانية مشتقة من تفسيرات متشددة وأفكار ظلامية.
ثقافة مصر التى خاف المصريون عليها من الإخوان، هى عصارها وعى رجال «جيوش التنوير» الذين يتجاوز عددهم سكان قطر، وطوابير طويلة من عظماء الفن والأدب والثقافة والسياسة الذين يتجاوز عددهم - أيضاً - عناصر الإخوان وتنظيماتهم المتطرفة.
استهان الإخوان بتلك القوات الناعمة ولم يفهموها، وظنوا أن مظاهر «الإسلام الشكلى» التى جاءوا بها ونصبوا شباكها حول البسطاء والطيبين، مشفوعة بأكياس الأرز والسكر وزجاجات الزيت، يمكن أن تكون قوتهم الناعمة وتجذب الناس لهم.
فوجئ الإخوان بـ «إسلام حقيقى» يتسلح به المصريون، ويتوافق مع تسامحهم وحضارتهم وثقافتهم، ولا يمكن أن يزايدوا عليه أو يلعبوا به.
لم تنطل على المصريين تخاريف مثل قدوم جبريل لصلاة الفجر فى رابعة، أو أن نبينا الكريم طلب من المعزول أن يؤمه فى الصلاة، ولم يبتلع الطعم سوى من حاولوا خداعهم فخدعوا أنفسهم، ويعرفون أنها أكاذيب ويصدقوها.. بينما وظف المصريون قوتهم الناعمة لتعضيد القوة الصلبة، فى الحشد التاريخى العظيم يوم 30 يونيو.