شد وجذب

كله يخاف من كله

وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز

تصورت للحظات أننى الشخص الوحيد المرعوب من كورونا ولكن كلما أتحدث إلى صديق ويحاول أن يظهر فى حديثه أنه متماسك ويتعامل مع أزمة كورونا على أنها حالة استثنائية غير مخيفة سرعان ما يعود ويظهر أنه مرعوب ولا يرى النوم إلا ساعات قليلة ومصاب بحالة رعب على أسرته ولكنه يحاول أن يظهر تماسكه للحفاظ على استمرار الحياة فى ظل أزمة لا يعلم نهايتها أو ما تخفيه للبشر جميعا إلا الله.. أتابع مثل غيرى الإجراءات التى تتخذها الحكومة منذ انطلاق الأزمة وقلت اكثر من مرة أن الحكومة تعاملت بقدر كبير من الاحترافية والوطنية مع الأزمة وقدمت كل ما لديها لإنقاذ المصابين.. ولكننى أسمع مثل غيرى كل يوم قصصا وحكايات من المستشفيات سواء الحكومية أو الخاصة.. البعض يشيد بحسن المعاملة وتلقى العلاج والبعض الآخر يصرخ لعدم تمكنه من توافر سرير قد ينقذه أو ينقذ أقرب المقربين إليه وهنا تكمن المشكلة.. قد تكون الظروف والأوضاع التى تعيشها الدولة المصرية فى ظل انتشار الوباء ظاهرة كنا لا نتوقعها ومع ذلك تم توظيف كل إمكانيات الدولة حسب المتاح وأكثر لإدارة الأزمة والخروج بأقل الخسائر.. أكبر المشاكل التى تواجهنا فى التعامل مع الأزمة أنها ليست قرارات حكومية أو إجراءات ولكنها مع الأسف تحولت مقدرات منع انتشار المرض فى يد المواطنين وهنا تكمن المشكلة.. الكثير منا ملتزم بالضوابط وإجراءات التباعد والنظافة ومع ذلك البعض يتعرض للإصابة ليس للإهمال ولكن لإهمال الغير فى التعامل مع الأزمة.. أعرف أن الإهمال ليس متعمدا ولكنه كارثة كبرى قد تضر الجميع وتنسف كل الإجراءات والأموال التى أنفقت للحفاظ على صحة المصريين وتجنبهم ويلات الفيروس القاتل.. الخسائر الاقتصادية التى تعرضت لها مصر كادت تطيح بكل الإصلاحات التى اتخذت على مدار سنوات لولا إدارة الأزمة باحترافية ووجود اقتصاد قوى استعاد عافيته بعد برنامج إصلاحى أنقذ مصر من الإفلاس.. ما أقصده أن مرحلة الأزمة مازالت مستمرة وأن مصر وغيرها تبحث عن الحل ولكن الجميع اعتمد سياسة الوقاية والتباعد كإجراء وقائى لمنع انتشار المرض.. ما أخشاه هو عودة الحياة إلى طبيعتها مع استمرار السلوك الخاطئ من البعض وهنا ستكون الكارثة الكبرى.. علاج كورونا شخصه أحد الأطباء المصريين منذ انتشار الوباء فى مصر وقال وقتها إن العلاج الوحيد هو أن الجميع يقتنع أنه مصاب وأن الكل يخاف من الكل علشان نقدر نتلاشى انتشار الفيروس.. أعرف أن ملايين المصريين تضرروا من الإجراءات الاحترازية ولكن الخسائر المادية مؤقتة وإنما خسارة البشر ستدمر أسرا بأكملها ولذلك هدفنا هو الحفاظ على بعضنا البعض.. وعلى الجميع ألا يخشى أن يعلن أنه مصاب بكورونا لأنها ليست عيبا.. العيب والحرام أن يكون شخصا يحمل المرض ويتنقل بين الجميع بصورة طبيعية وينقل المرض بقصد وبدون..  توقف الحياة قد يتسبب فى أزمات اقتصادية أكبر من إمكانيات الدول وقد يأتى اليوم الذى يكتشف فيه العلاج ولكن تكون قدرة الدول على الشراء معدومة لأنها لم تحسن الإدارة بجانب أن الشعوب تعاملت بأسلوب الفوضى والذى هو أخطر من كورونا بألف مرة.. مصر استطاعت أن تدير الأزمة باحترافية شديدة وما سيتخذ من إجراءات لاحقة يتطلب مشاركة الشعب بأكمله لنعبر بسلام إلى بر الأمان..
ملحوظة:
بما أن بروتوكول العلاج أصبح معروفا ومسموحا لكل من يشعر بأعراض كورونا أن يبدأ فى تناول العلاج فورا فيجب على الحكومة أن تلزم شركات الأدوية التى حققت مكاسب باهظة بإنتاج كميات مضاعفة من الفيتامينات والمضادات الحيوية وهو مطلب مشروع وعاجل ليستطيع المواطن الحصول على الدواء بدون مجهود جبار أو وساطة خاصة وأن هناك أشخاصا قد يموتون لعدم توافر الدواء فى الصيدليات.. وتحيا مصر.