نقطة فى بحر

وهؤلاء يستحقون العزل أيضا

محمد درويش
محمد درويش

محمد درويش

جريمة مدينة القنطرة غرب التى راح ضحيتها ثلاثة أجنة فى بطون أمهاتهم وامرأتان وطفلتان صرن بين الحياة والموت، الزوجة قالت قبل دخولها غرفة العمليات كما نشرت بعض المواقع ان الزوج الذى انتحر بعد ارتكابه الجريمة يعانى من مرض نفسى، وفى اليوم التالى تداولت المواقع الاخبارية مصرع جدة عمرها ٧٦ عاما على يد حفيدها الذى أثبتت التحريات معاناته من مرض نفسى أيضا.
صباح أمس ألقى مريض نفسى فى مدينة أبوتيج ابنته طالبة الثانوية العامة من شرفة المنزل فأرداها قتيلة.
ومنذ أيام طاح مختل عقليا فى المارة بأحد شوارع الاسماعيلية وأصاب من اصاب وقتل من قتل.
هذه النوعية من الجرائم اصبحت تحتل مساحات بارزة من الصحف والمواقع الاخبارية بصفة مستمرة وهو ما يدعونا الى فتح هذا الملف وبحث سبل التعامل مع هذه النوعية من البشر الذين اصبحوا فى حاجة ماسة الى العزل الاجبارى وطبعا خارج المنزل فى أماكن يجب ان تخصصها الدولة لمثل هؤلاء، وجودهم يسبب كل يوم كارثة يدفع ثمنها فى معظم الاحيان أقرب الاقربين لهؤلاء، واذا كنا نخشى على مرضى الكورونا ونخشى ايضا منهم فنجبرهم على العزل فى المستشفيات وأضعف الايمان العزل فى المنازل فإن عزل هؤلاء المرضى النفسيين لا يقل اهمية عن عز ل مصابى كورونا، والغريب ان كل الاعلانات والدعوات للمساهمة بالتبرعات فى بناء المستشفيات لم نسمع ابدا عن جمعية خيرية تساهم فى انشاء مستشفى لاصحاب الامراض النفسية وكأن اقامته سبة فى جبين من يقرر اقامته مثل ان الكثيرين يعتبرون المرض النفسى سبة فى جبين عائلة المريض.
جربوا الدعوة الى انشاء مستشفى خيرى للمرضى النفسيين اذا كانت المستشفيات الحكومية لاتستطيع عزلهم بإمكانياتها المحدودة فعلى الخيّرين ان يمدوا يد العون سواء جمعيات أهلية أو متبرعين.
إلا الدواء
منذ سنوات وتصريحات مسئولين فى قطاع الدواء تشير الى ان اكثر من ١٢ بالمائة من الادوية فى السوق المصرى مغشوشة، وطوال هذه السنوات ايضا تطالعنا صفحات الحوادث كل حين وحين بأنباء من عينة ضبط أدوية مغشوشة واحيانا لامراض خطيرة مثل السرطان وأسعارها بالشيء الفلانى.
وأخيرا خرجت علينا وزارة الصحة بتحذير من استخدام قطرة شهيرة للعين وهى توبرادكس وحددت رقم التشغيلة وتاريخ انتهاء الصلاحية ولم يحدد بيان الوزارة ما اذا كان أحدهم قد قام بالتدليس على منتج الشركة وأنتجه هو بمعرفته أم ان الخطأ فى الشركة المنتجة ذاتها وهى قطرة نقوم باستيرادها ولا تصنع فى مصر.
أعتقد ان التشريعات الحالية ليست كافية لردع هؤلاء الغشاشين حيث تتعامل معهم كقضايا غش تجارى وليست قضايا تتعلق بالحياة والموت أو التسبب فى عاهات مستديمة  مثل قطرة العين وما ينتج عن غشها.
عاملوا الغشاشين الظالمين الضاربين بكل مبادئ الدنيا وقيمها كما نعامل المجرمين فى جرائمهم التى تدخل تحت بند الجنايات.
لا يصلح مع هؤلاء من غشنا فليس منا فمن لم يزع بالقرآن يزع بالسلطان.