خواطر

ليبيــا.. مســئوليـة المجتمــع الدولـى عليه تفعيل.. «إللى شـبكها يخلصها»

جلال دويدار
جلال دويدار

الدول الكبرى أبدت موقفاً ايجابياً مؤيداً لإعلان القاهرة بشأن حل الأزمة الليبية سلمياً والذى تم التوصل إليه فى اجتماع للمشير حفتر قائد الجيش الوطنى فى ليبيا والمستشار عقيلة صالح رئيس برلمانها الشرعى.
جرى هذا التأييد فى اتصالين هاتفيين للرئيس السيسى مع كل من الرئيس الروسى بوتين والمستشارة الألمانية ميركل. وكانت الولايات المتحدة من خلال بيان للخارجية قد أعلنت ترحيبها بمضمون الإعلان ودعت إلى وقف إطلاق النار والعودة للتفاوض من أجل التسوية. فى نفس الوقت ساندت فرنسا الجهود التى تبذلها مصر فى هذا الشأن والتى كان ضمنها إصدار إعلان القاهرة.
 هذا يعنى أن أربعة دول دائمة العضوية بمجلس الأمن يدعمون ما جاء فى هذا الاعلان من توجهات. من ناحية أخرى فإن ثلاثة من هذه الدول هى الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا هى من الأعضاء الأساسيين فى حلف الأطلنطى (الناتو).
اتصالا فإنه ليس خافيا انه كان لهذا الحلف دور رئيسى فيما شهدته ليبيا من أحداث مأساوية جاء ذلك من خلال تدخله العسكرى لإسقاط حكم القذافى دون خطة لما بعد ذلك. هذا الخطأ وعلى واقع انهيار كل أجهزة الدولة أدى إلى سيطرة التنظيمات والميليشيات الارهابية على مقدرات البلاد وسط فوضى عارمة متواصلة حتى الآن.
ساهم فى ذلك.. ضعف الحكومة التى نصبتها جهود الأمم المتحدة برئاسة السراج. هذا الوضع دفع المشير حفتر أحد قيادات الجيش الليبى التى كانت على خلاف مع القذافى.. إلى تنظيم بقايا هذا الجيش من أجل عملية انقاذ الدولة الليبية.
على مدى عدة شهور تمكن الجيش الوطنى الليبى بقيادة حفتر من تحرير الشرق والجنوب الليبى من هذه العناصر الفوضوية الارهابية. أقدم على مواصلته التحرك لتحرير العاصمة طرابلس.. لإعادة وحدة وسيادة الأراضى الليبية. السراج رئيس ما يسمى بحكومة الوفاق ودفاعا عن وجوده.. طلب تدخل العثمانلى أردوغان تركيا. هذا الأردوغان وجد فى هذه الدعوة فرصة لنهب الثروة الليبية لانقاذ تركيا من الانهيار الاقتصادى فى ظل حكمه.
تفعيلا لهذا المخطط لجأ العثمانلى إلى استقدام الميليشيات المرتزقة السورية لحماية حكم السراج واشعال جذوة الصراعات فى ليبيا. ليس من معنى لذلك سوى زيادة معاناة الشعب الليبى من الأخطار ومن دمار بلاده.
من هذا المنطلق جاءت دعوة إعلان القاهرة من أجل إحلال السلام والاستقرار فى ليبيا. طالب المجتمع الدولى بالقيام بدور فاعل لتحقيق هذا الهدف.
فى هذا الشأن فإن حلف الناتو مطالب بإصلاح خطئه بالعمل بكل الوسائل من أجل إعادة الأمن والإستقرار. يشمل ذلك اتاحة الفرصة لاقامة حكومة وحدة وطنية تحت اشراف الأمم المتحدة لإعاة بناء وتعمير الدولة المنهارة والمدمرة. لا جدال ان تحقيق ذلك مسئولية أخلاقية تجعل الشعب الليبى المضار مما حدث.. يطالب الناتو والمجتمع الدولى برفع شعار  (اللى شبكنا يخلصنا).