حروف ثائرة

دراويش السلطان وإفكهم

محمد البهنساوى
محمد البهنساوى

 «رفض إعلان القاهرة».. هكذا جاء رد فايز السراج رئيس ما يسمى بحكومة الوفاق على المبادرة المصرية لحقن دماء الليبيين وصون أراضيهم.. بل إن المتحدث باسم السراج أكد رفض التدخل المصرى قائلا «ليبيا دولة ذات سيادة»!!.. أى سيادة يتحدث عنها السراج ورجاله وقد باعوا وطنهم بأبخس الأثمان فى سوق النخاسة التركى.. أى سيادة وهم لا يتنفسون إلا بفرمان من السلطان العثمانى.. السراج الذى لا يحلو له التحدث للعالم إلا من «طوب قابى» مقر الإمبراطورية العثمانية وبإشارات من أغواتها.. بعد أن باع الأرض وخيراتها وكنوز مياهها باتفاقيات غير شرعية وغير متوافق عليها إلا ممن يشبهه من الليبيين وما أقلهم.. وقعها بضغط من الطاووس التركى.. اتفاقية تحدد مصير أمة وثرواتها ومصائر شعبها كيف يوقع عليها طرف فى بلد ترزح تحت خلافات شديدة بين أبنائها.
السراج بعد كل هذا يرفض المبادرة المصرية متعللا بالسيادة الليبية.. ربما تفهمنا هذا الرفض لو أن حديثه عن السيادة الوطنية لا يمزق ثوبه ركوعه أمام أردوغان وجيشه وتسليمهم خيرات بلاده ويفتح أبوابها على مصراعيها للمرتزقة والقتلة ومهجرى داعش والجماعات الإرهابية ليوجهوا أسلحتهم لأبناء جلدته.. ثم يرفض التدخل المصرى الذى يسعى لوقف نزيف دماء أهم أسبابه.. بل ويتبجح معلنا استمراره فى القتال معتمدا على المدد التركى القطرى من الأموال والأسلحة والعتاد وعتاة الإرهاب والإجرام.. أى إفك يدفع لهذا الفجر ويقود لتبدل المواقف!.
ولأن هذا الكلام مملى عليه.. نجد نفس النغمة لدى دراويش السلطان التركى من مصريين باعوا أنفسهم رخيصة وقدموا خيانتهم قربانا لنيل رضاه حتى ولو كان الثمن دماء جيشهم وضياع أرضهم التى هى من المفترض عرضهم.. فراحوا يرددون نغمة التعجب من التدخل المصرى فى الشأن الليبى. أى إفك وبهتان وزور يجترفه هؤلاء!
وكما قلنا سابقا فهؤلاء وإفكهم ليس بجديد.. وسمومهم ليست من شعبنا ببعيد. فإننى هنا أخاطب من يستمع لهؤلاء من المصريين حتى لا يذهبوا بعقولهم بإفكهم ويشوهوا أمامهم الحقيقة بسحرهم.. لحظة هدوء ثم تفكير وإمعان فيه لنكتشف زيف هؤلاء.. فإذا لم تتدخل مصر فى الشأن الليبى فمن إذن يتدخل؟ مصر التى تملك أكثر من 1440 كيلو حدودا مشتركة مع ليبيا.. والتى تعانى الأمرين من تدفق المهربين والقتلة والأسلحة وغيرها عبر تلك الحدود.. مصر التى تم ذبح العشرات من أبنائها خلال عملهم لمساند الشعب الليبى الشقيق.. مصر التى تملك حدودا بحرية ممتدة مع ليبيا لم تفكر يوما فى تجاوزها أو الاستيلاء على حقوق الأشقاء رغم قدرتها على ذلك.. مصر التى تسعى لمساندة الجميع فى ليبيا إلا الإرهابيين أعداء الدين والوطن.. أهى أحق بالتدخل أم من يسعى لمص دماء الليبيين والاستيلاء على ثرواتهم.. الذى دفع بالقتلة المأجورين ومدهم بالأسلحة لإعمالها قتلا فى الشعب الليبى.. الذى يسعى خرابا فى كل أرض وطأتها أقدامه.
أرجوكم لا تصدقوا الخونة ولا ينطلى عليكم إفكهم.